22 نوفمبر، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

اغتيال المالكي من المقربين

اغتيال المالكي من المقربين

من سوء الحظ العاثر، ان تتكرر تجارب الفشل، ويتعثر الإنسان بالحجر اكثر من مرتين، وما أسهل ان تخدع البسطاء وتصور لهم مستقبل وردي، لكن ليس من السهولة أن تنجو حينما يجتمعون لحسابك، لأن القوة والبطش لا تبني اوطاناً، وبريق الكرسي يعمي، مَنْ يكون حجمه اقل، ويصاب بوهم السلطة المطلقة، بإختيار وخرافات ينسجها مقربيه.
نتذكر الجعفري حينما كان رئيس الوزراء وأمين عام حزب الدعوة، ورشح بنفسه نائبه المالكي، على ان يبقى الأب الروحي للحزب ورئاسة الوزراء.
اسوء ما فهم بعض الساسة أن الدولة، تكالب وتربع على الكراسي، وأن ذبح العراقيون بأجمعهم، وتلك من البطولات للتفاخر والقوة والغلبة والتحجر في المنصب، لا تُسمع كلمة إعتدال، وكل يوم يَعدُّ له المنتفعون خصماً مفترض.
تنازل الجعفري نتيجة للضغوط السياسية، سجل موقف يذكر بعدم التمسك وتعليق مصير البلد بشخصه، معتقداَ ان الأمور ستعود له ويشفي غليل التعطش للسلطة، ولم يتوقع ان المالكي يخطط للإطاحة به في اول مؤتمر للحزب، ويُقال ان الأموال واغراءات المناصب لعبت دور كبير، في جعل الجعفري من امين عام الى معارض للحزب.
السيد المالكي فهم جيداَ توجهات القوى السياسية، وتصريح المرجعية الداعي لإحترام التوقيتات الدستورية، ولا سماح للماطلة والتأخير تحت أيّ ذريعة، وأن تكون الرئاسات الثلاث ذات مقبولية وطنية واسعة، وهذه الشروط غير متوفرة لديه، ليسعى الى طرح مدير مكتبه طارق نجم، تيمناَ بتجربة بوتين الروسية، ونسي أنه يكرر تجربة الجعفري!.
الإعتراضات على طارق نجم بدأت من دولة القانون والقوى الأخرى، وقبل على مضض ترشيح علي الأديب، ولا يملك أسباب منعه، لإيقاف مناداة بدر والمستقلون وحزب الدعوة تنظيم الداخل بالرئاسة، وحتى لا يرضخ الى واقع رفض مرشحيه وقبول مرشح الإئتلاف الوطني.
المالكي يبدو انه لم يصح من وهم السلطة المطلقة، ولم يتذكر ما فعله بالجعفري، ويكون الأمين العام للحزب، والأمر الناهي لرئيس الوزراء القادم، لكنه في نفس الوقت يعيش هاجس الخوف من المجهول، وإعادة التاريخ نفسه.
توقعاتنا إنقلاب مرشح المالكي عليه، نتاج تجربة وصراع داخل الحزب للهميمنة على الكرسي، التي تمخضت عن نكران لمباديء الحزب وجماهير تريد التخلص من الطغاة.
حزب الدعوة اليوم ليس كأيام الجعفري، يعيش في اسوأ أحواله، بعد تسلق العائلة وسقوط القيادات، ووجود المالكي على رأس الحزب مسألة وقت يحكمها وجوده بالسلطة، وأن سلمها لمقربيه، سوف يكون أداة مساعدة لتحريك الملفات ضده من حاشية ستكون تريد ان تمحي أثاره، والأفضل للمالكي، أن يبقى رئيس قائمة بلا مناصب، كي يبقي تماسك قائمته، ومعالجة الأخطاء السابقة، وفي نفس الوقت تستطيع الدفاع عنه، والإستفادة من الأخطاء السابقة للإعداد للأنتخابات القادمة، وترك الأمر بيد التحالف الوطني وتوصيات المرجعية، قبل ان يتم الإغتيال من المقربين.

أحدث المقالات