23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

اغتيال المالكي سياسيا احتمال وارد … وطارق نجم بديل اللحظة الحرجة

اغتيال المالكي سياسيا احتمال وارد … وطارق نجم بديل اللحظة الحرجة

اول الضربات الموجعة والتي كانت سببا بتراجع شعبية السيد المالكي هو عدم تمكنه من حسم معركة الفلوجة رغم سيطرته على مناطق واسعه من الانبار … ولا اعرف ان كان السبب هو تدخل اطراف خارجية مثل امريكا بعدم استخدام سياسة الارض المحروقة ام ان القيادات العسكرية غير قادرة على حسم معركة شوارع بهذا الحجم اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان المسلحين في الفلوجة متمرسين على مثل تلك الحرب ولديهم خبرة بالتعاطي مع المتغيرات العسكرية على الارض.

ام ان الجيش العراقي والقوات الامنية رغم بسالتها بالقتال مع وجود الواعز العقائدي بغض النظر ان كان طائفي ام وطني فهم يفتقدون للتقنيات العسكرية والتكنلوجيا الحديثة والطائرات التي تمكنهم من طي صفحة هذه المعركة مع التاريخ لتحسب من ضمن منجزاتة تحت القيادة العسكرية المتمثله بالسيد المالكي.

اما الضربة الموجعة الاخرى والمتمثلة بزيارة السيد مقتدى الصدر الى سماحة المرجع الاعلى السيستاني وهو الوحيد الذي حصل على هذا الامتياز من وجهة نظر الشارع العراقي … والذي لم يحصل عليه اي رجل سياسي اخر حتى السيد الحكيم رغم قربه من المرجعية ولا حتى السيد المالكي الذي قال ان المرجعية العليا تحترمه وتقدره … وفي ذلك اشارة واضحة الى ان المرجعية تعتبر السيد الصدر قائد ديني اكثر منه سياسي وقد تكون من الداعمين له في مشروعه نحو التغيير… وحسب الخطاب المعلن من المرجعية بضرورة التغيير …. تغيير مناهج وسلوكيات سياسية ام تغيير شخوص و وجوه  فساترك هذا الامر لعقل القارئ اللبيب هو من يحدد ذلك … المهم ان الرسالة واضحة بان المرجع السيستاني غير راضي عن الاداء الحكومي والا لاستقبل المالكي على اقل تقدير بحكمة رئيسا للوزراء.

الضربة الثالثة والتي لم تكن بدايتها قريبة وما زالت مستمرة … دور البغدادية في تأنيب الشارع العراقي ضده وما تكشفه من ملفات تجعل المتابع في حالة من الالتفات تجبره على تبني الفكرة القائلة بان حكومة السيد المالكي ليست حكومة ملائكة وهي ايضا ليست بحكومة شياطين … و واهم من يقول ان البغدادية وانور الحمداني مجرد ابواق اعلاميه او انهم يحملون اجنده خارجية … هذه التهمة حاضرة بالسنة العامة و لا يتخلص منها حتى المعصوم في ما لو تصدى للاُمور العامة فكيف بالناس العاديين … لكن ليس المهم تشخيص سبب هذا الخلاف مع السلطة لكن المهم المواضيع التي تطرح وملفات الفساد التي تكشف … وبسبب السياسة التي اتبعها السيد المالكي مع هذه القناة وغلق مكاتبها … جعل منها القناة البطلة التي تدافع عن حقوق العراقيين ضد الدكتاتور  … وبطبيعة الحال هذه هي طريقة تفكير العراقيين مع مثل تلك الحالات… وهو خطأ فادح ارتكبته السلطة بعدم تعاطيها مع الاعلام بصورة حيادية وهو ما اعطى مصداقية للقناة عند الشارع العراقي .

واخر الضربات الخارجية الموجعة والتي قسمت ظهر البعير هو الخطاب المعلن لمرجعية السيد النجفي بان السيد عمار الحكيم هو ابن المرجعية ولابد من انتخاب قائمة المواطن اذا اردتم التغيير وهو ما اتفق عليه العقلاء اي ( المراجع ) … وخطابة المتلفز قد ركز على محافظتين كبيرتين مثل بغداد والبصرة عندما قال ان البصريين بدون ماء وهي اشارة لفشل الحكومة بالتعاطي مع ملف الخدمات وعندما ذكر بغداد ذكر ملف هروب السجناء وهي رساله واضحة بان الحكومة فاشله في التعاطي مع الملف الامني خصوصا بعدما دعم خطابة بوعد السيد المالكي بإنهاء معركة الفلوجة في يوم واحد وها هو الان يصارع منذ اربعة اشهر ولم يحسم المعركة وما قصده من وراء تلك المعطيات هو ايصال فكرة ان السيد المالكي لا يفي بوعوده وقد فشل بالملف الامني والخدمي لذلك حرم انتخاب قائمة السيد المالكي بشكل واضح وصريح وقد القت هذه الفتوى بضلالها على شعبية السيد المالكي خصوصا في البصرة وبغداد

كل ما ورد من معطيات اعلاه هي ضربات من شركاء وخصوم خارجيين وهي بمثابة اوراق ضغط مباشرة وغير مباشرة على المقربين من المالكي … و الطامة الكبرى هو ان تأتي ضربة قاضية من المقربين واقصد بالمقربين هم اعضاء حزب الدعوة او من يشاركونه المعركة ضد  المعارضين التقليديين والشركاء الخصوم .

وهو خيار مطروح في ما لو صدق الاحتمال بان شعبية دولة القانون قد تراجعت بسبب ما ذكرنا في اعلاه وقد كتبت بأحد مقالاتي السابقة وفق معطيات رياضية ان دولة القانون ستحصد ما بين 65 الى 70 مقعد بالبرلمان وهذا لا يمكنها من تشكيل الحكومة .

والكل يعلم ان التيار الصدري والمجلس الاسلامي لا يمكن لهم ان يجددوا ولاية ثالثة للمالكي فلو فعلها الصدريون فان في ذلك خذلان  لشارعهم وسيفقد السيد الصدر الثقة بمحبيه … اما السيد الحكيم لو فعلها عندها سيخسر المرجعية التي افتت بانتخابه ويعتبر ذلك خيانة .

من هنا نستنتج ان حصول المالكي على الثالثة امر شبه مستحيل وفق المعطيات ولكن!!

ما الذي سيفعله المقربون من السيد المالكي وقد حصدوا مقاعد بهذا الحجم لكن هم يعلمون انهم لن يتربعوا على عرش السلطة من دون رضا الاطراف الشيعية الاخرى ومع وجود المالكي لن يحصل هذا الرضا ؟؟

هناك احتمالين الاول ان يستمروا بدعمهم للمالكي … وعندها اجزم لكم انهم سيتربعون على كرسي المعارضة بامتياز.

والاحتمال الثاني هو قتل المالكي سياسيا والتخلي عنه … وهذا الاحتمال وارد لإيمان الاطراف المقربة الاخرى ربما!!! … بعدم شق الصف الشيعي والحفاظ على المكاسب التي سيحصلون عليها في الكعكة الوزارية في ما لو انضموا مع الصدريين والمجلس الاسلامي الاعلى .

لان  انضمامهم  ككتله شيعية بمائة واربعون مقعد مع الائتلافات السنية والكردية خير من سبعون مقعد … والحصص  الوزارية ستكون اكبر للمكون الشيعي ومثل تلك النظريات مطروحة سابقا ومطبقة فعليا وتندرج ضمن السلوكيات السياسية الشيعية عندما يشعرون بالخطر على وجودهم كمكون.

ولا اخفي عليكم هناك اكثر من طرف مقرب من للسيد المالكي سياسيا  قد يكون على خلاف مع السيد المالكي لكنه غير معلن حفاظا على وحدة البيت في دولة القانون.

لهذا دعونا نستعرض فصلا من الخلافات التي لم تكن بعيده عن الاعلام والتسريبات الاعلامية بين المالكي واقرب المقربين من حزب الدعوة او من هم خارجة لكنهم يعملون تحت خيمته.

واولهم  السيد علي الاديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقيادي البارز في حزب الدعوة والاقدم تنظيما في الحزب من السيد المالكي …حيث نعلم والكل يعلم ان اشهر خلاف حصل بينهما وحسب ما جاء في صحيفة ( المونتور ) الامريكية ان خلافا حادا نشب بين السيد المالكي والسيد علي الاديب بسبب ان الاخير اجتث الكثير من الاساتذه البعثيين من الجامعات العراقية والذي لم يشهد مقبوليه من السيد المالكي … والامر الاخر حكومة العائلة وامتعاض الاديب من تقريب المالكي لصهريه وترشيحهم في قائمتين منفصلتين احداهما في كربلاء وهي نفس القائمة التي يكون فيها الاديب رقم (1) … وهناك قائمة اخرى دخل السيد الاديب للانتخابات معزولا عن دولة القانون واسمها تجمع النهضة الشامل وهذا ما يدل على وجود نزعه انفصالية عند السيد الاديب … ناهيك عن التسريبات التي تقول ان الاديب يطمح لان يكون بديلا للمالكي في ما لو فشل الاخير بالحصول على ولاية ثالثة .

الشخصية الاخرى السيد الجعفري والتاريخ لا يحتاج الى برهان عندما انفصل عن حزب الدعوة بعد تربع المالكي على امانته وتشكيلة لتيار الاصلاح ولا اريد ان اسرد ما حصل خلال تلك الفترة لكن الاكثر شهرة ما صرح به السيد الجعفري عندما سئل من احد الفضائيات عن الولاية الثالثة فأجاب … ( انا عن نفسي لن افعلها لكن لا احب ان اتدخل بقناعات الاخرين ) وهذا جواب واضح على ان الجعفري غير راضي عن ولاية ثالثه كقناعه شخصية.

الشخصية الثالثة السيد حسين الشهرستاني والكل يتذكر تصريح السيد المالكي عن ملف الكهرباء وكيف القى باللوم على الشهرستاني عندما قال                        ( كان المفروض الشهرستاني ايكلي اين الخلل) وهي ضربه موجعه في حينها لا اعرف كيف تحملها الشهرستاني ولم تكن هناك رد فعل سلبيه منه في وقتها لكن بالتأكيد قد اثرت بنفسة فهو بشر … لكن ملامحها بانت عندما صرح المرجع النجفي بتحريم انتخاب دولة القانون مما ادى بالشهرستاني الى اعلان انسحابه من الانتخابات في وقت متأخر من الليل وسرعان ما انسحب هذا الخبر من صفحات الاعلام … وما سرب ان السيد المالكي قد طلب منه البقاء بالعملية الانتخابية لحين انتهائها فلا تتركنا بمنتصف الطريق … فتراجع السيد الشهرستاني عن قرارة .

وهناك السيد سامي العسكري عندما تكلم عن نجل السيد المالكي وانتقاده للأخير عندما تحدث عن احمد المالكي بان تذكير لنظام لا يحب العراقيين ان يرون سلوكيات مماثله ونحن كنا معارضين له .

كل ما ورد من معطيات ترجح كفة الاحتمال الثاني بعزل السيد المالكي من قبل مقربيه لأنه الاحتمال الاقل خسارة في ما لو استعرضنا فصل من الاحتمالات البديلة الاخرى .

وان مشروع السيد الاديب كرئيس للوزراء هو مشروع ليس مستحيلا لكن صعب قليلا لان السيد المالكي ليس ببعيد عن احتمال قتله سياسيا … وهو يعلم انه لن يستطيع ان يحصل على تفويض يمكنه من ولاية ثالثه من الاطراف الشيعية .

لهذا هو يبحث عن بديل … بديل يبقيه قويا ولا يجعله لقمة سائغة للحكومة القادمة ان لم يكن هو رئيسها .

لهذا اعتقد ان مشروع الرئيس الرديف او البديل بالنسخة الروسية هو مطروح على مائدة البدائل للسيد المالكي لكن بنكهة عراقية … فالكل يعلم من هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي انتهت ولايته الثانية عام 2008 عندما حصلت الانتخابات فقام بدعم اقرب المقربين منه دميتري ميدفيديف رئيس الوزراء الحالي والقائد العام للقوات المسلحة لكي يبقي على راس السلطة من باب ويدير شؤون الدولة من باب اخر عن طريق ظلة وصديقة المقرب ميدفيديف.

اما عن النسخة العراقية فبطلاها السيد المالكي والسيد طارق نجم وهو مدير مكتبة (والجوكر) اي انه عين المالكي ويده في كل مؤسسات الدولة وهو مرشح بديل بامتياز ولا اعتقد ان المالكي سيجد مثل هذا الشخص قريبا و وفيا ومطيعا ومخلصا .

وانا باعتقادي ان السيد طارق نجم هو البديل المناسب والاقرب لتطبيق النسخة الأصلية لسياسة السيد المالكي والاستمرار على نهجها والحفاظ على مكتسباتها… وهو بديل اللحظة الحرجة في ما لو تقطعت كل السبل اما السيد المالكي من التربع على عرش مجلس الوزراء لولاية ثالثه .