23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

اغتيال الكلمة الحرة

اغتيال الكلمة الحرة

لا تعرف الميليشيات الولائية المرتبطة بإيران اية حرمات ، ولا تلتزم بأي قيم دينية او انسانية ، فاستباحت دماء الابرياء في وطننا الغالي ، وعبثت بالامن من دون اي رادع يمنعها او يوقفها عند حدها ، وقد اقدمت مساء الاثنين السادس من شهر تموز الجاري على جريمة نكراء اهتزت لها كل الضمائر الحية، فقد امطر مسلحون بوابل من الرصاص الدكتور الشهيد هشام الهاشمي فاردوه قتيلا وهو عائد الى داره في زيونة .
لقد اثار استشهاد الدكتور الهاشمي مشاعر الحزن العميق في اوساط الشعب العراقي . واعرب الكثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن استهجانهم للاساليب الوحشية الانتقامية للميليشيات الولائية التابعة لايران لاخماد الصوت الحر للشعب العراقي المظلوم ، والمحروم من ابسط وسائل العيش نتيجة الهيمنة الايرانية على كل مقدرات الدولة العراقية وجعلت من حكام هذا البلد العريق خدم لها .
لقد كان الهاشمي ذو عقل متفتح وذهنية لامعة وصوت هادئ مسموع ، وكان محط اعجاب المواطنين كافة ، واستضافته كثير من الفضائيات لتحليله الصائب الصادق للاوضاع الامنية والخلل الحاصل في البلاد ، ويشكل استشهاده خسارة كبيرة لاتعوض ، وهو من ابرز العناصر الرافضة للتدخلات الايرانية بالشأن العراقي ، وكانت له مشاركات فاعلة في نشر الوعي بين اوساط الشعب وكان مؤيدا قويا ونصيرا ثابتا لانتفاضة تشرين المجيدة الرافضة للوجود الايراني وللحكام الفاسدين ، ويتمتع بشعبية كبيرة .
وقد كشف قبل ايام من اغتياله عن الخلافات بين الاحزاب والكتل الحاكمة وصراعها للاستحواذ على موارد الدولة المختلفة .

وفي وقت سابق ابلغ الهاشمي المقربين منه أنه يخشى أستهدافه من الميليشيات المدعومة من إيران. وقد نصحه الأصدقاء بالفرار إلى اقليم كوردستان ولكنه آثر البقاء في بغداد .

لقد توعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بملاحقة القتلة قائلا إن حكومته “لن تسمح بعودة الاغتيالات ثانية للمشهد العراقي .
ولكننا مع الاسف لم نشهد منه صلابة في مواقفه تجاه المافيات الحزبية والولائية وخصوصا حزب الله وعصائب الخزعلي والنجباء وغيرها من الخارجين عن القانون .

وجاء اغتيال الخبير الامني استكمالا لمسلسل قمع واغتيال الناشطين في انتفاضة تشرين المجيدة ، حيث اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين ، وغالبا ماكانت السلطات عاجزة او متواطئة مع هؤلاء القتلة المأمورين من الميليشيات الموالية لولي الفقيه .
وقد صرح مؤخرا احد المعارضين ، أن لديه وثائق تكشف الجهة المتورطة في اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، وأنه تلقي تهديدات مماثلة بالقتل، بسببها.
كما تم الكشف عبر لقاء على احدى القنوات الفضائية عن رسائل متبادلة بينه وبين الخبير هشام الهاشمي يخبره فيها الأخير بأنه تلقى تهديدات بالقتل من كتائب حزب الله العراقية .

لقد كان الهاشمي رحمه الله شخصية نابغة ووطنية مستقلة مخلصة لهذا الوطن ولشعبه الابي ، وكان شجاعا في تعرضه للاحزاب والكتل والميليشيات العميلة ، ولم يخش المجرمين والقتلة من الميليشيات العميلة للاجنبي ولا من السياسيين الفاسدين ، وكان على بساطته قد هز كراسيهم القائمة على اموال وجماجم الشعب .

أن استخدام العنف وعمليات الاغتيال الجبانة سوف لن تطيل من عمر الاحزاب الحاكمة الفاسدة ولن تنقذها الميليشيات الولائية المرتبطة بايران . وستعود انتفاضة تشرين العراقية الى الشارع خلال الايام او الاسابيع القادمة بزخم اكبر ، حيث اصبح العراق الان اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى ثورة شعبية عارمة تطيح بكل الرؤوس العفنة .