كنت منشغلا بسفر مرهق ولم اكن ادري بالذي يدور من احداث سياسية يوم امس ثم قرات من دكتورة صديقة محللة سياسية معروفة قولها موجهة الكلام لي انها كانت تنتظر مني مقالا عما دار من حدث محاولة الاغتيال حسن ظن منها برايي ربما ، وهذا جميل ، وها انا اكتب لها ولكم راي مهم جدا وتفصيلي عما حدث وتداعياته المستقبلية وتاثيراته الاقليمية وتاثيره على السوق الاقتصادية والعلاقات الدولية ولكن بعد مقدمة بسيطة عن الاغتيالات الكبيرة.
في الدول العظيمة والبلدان المستقرة والامم ذات السيادة لايحدث امر جلل كهذا وان حدث فان نتايجه عظيمة خطيرة فاصلة مهلكة وعادة اسبابه تافهة غير متوقعة وغير مقنعة ، ولذلك وضعت على رؤساء الدول اشد الحراسات ووضع على من ينتهك ذلك او يتجرأ اقسى العقوبات وعلى الاغلب كانت من نتائجها المباشرة قيام الحروب ان كان المنفذ دول حارجية او قيام نظام سياسي مختلف او جمهورية جديدة ان كان المنفذ من الشعب، بل ان الاغتيال الفاشل نفسه او الانقلاب الفاشل في الدول الحقيقية يؤدي الى حقبة جديدة تماما يصلح من خلالها خلل ما على مستوى الدولة رغم بقاء الرئيس ونجاته.
والامم المتحدة ومجلس الامن وضع على راس اولوياته ملاحقة ومعاقبة وقبل ذلك التدخل فوريا في ضمان عدم حدوث ذلك لان اختلال المنظومة السياسية والعسكرية في دولة ما -خصوصا ان كانت دولة حيوية او غنية او جغرافية- يعني اختلال جزء من منظومة الاقليم من حولها بل والغالم احياتا.
وقدمت ان محاولة الاغتيال او الانقلاب في الدول المستقرة النظام تكون عظيمة النتائج وان كانت بسيطة الاسباب ، بينما في الدول المختلة تكون الاسباب هي العظيمة حيث انها تعني وجود خلل كبير وتصدع كامل في اجهزة الدولة او ايديولوجيتها او استقلالها واقتصادها وولائها ووعي جماهيرها ، وفوضى شاملة في اطراف كيانها ومرض سقيم ينخر جسدها وهذا مايدعو الى ان يكون الاغتيال بسيطا وواردا ومتوقعا و غير صادم النتائج.
في الدول والانظمة المستقرة والدول المستقلة المؤسسات والواعية الجمهور والمنظمة الادوار والادارة والمرجعيات فان الاغتيال او محاولته امر عظيم وحدث عظيم وتغير عظيم . ويجب التوقف عنده من قبل المحللين والسياسيين والمهتمين والقادة العسكريين والمحققين الدوليين و الرؤساء والملوك المتحالفين ومن شعوب الارض من المراقبين ،محاولين الوقوف على الاسباب لانها تبدو مستحيلة الوجود وكذلك ماسيتمخض من نتائج لان تلك الدولة وقادتها خطيرة الشأن. لان الامر قيمته عظيمة ومعناه خطير..
انتهت المقدمة العامة
اما اغتيال الكاظمي (الرئيس الاستعراضي) ان حصل ام لم يحصل فان قيمته تافهة ومعناه اتفه ، ولا انصح الانشغال به عن قراءة كتاب او متابعة مسلسل او الذهاب للتسوق عصرا.
وعذرا لان خيبت ظن من قرا المقدمة متوقعا تحليلا.
الا اللهم اذا كانت امريكا وعدتهم قبل الانتخابات ان تتدخل لانهاء سيطرة المليشيات في العراق فان هذا قد يحدث ولكن بعد بلبلة