ان السؤال عن دور الاديب المثقف داخل مخططات وتقانات منظومة ( جهاز الدولة ) والمؤسسات الاعلامية الصحافية بات شبه مضلل او بالاحرى شبه مقموع او منسي ، لاسيما وما يجري الان من نشاطات سياسية معبئة تحت ظل الافراغات والتبويق الاعلامي . وازاء هذه الضرورات فما دور ( الاديب الفرد ) او بالاحرى ما منزلة هذا الفرد المثقف ، الذي بات محملاً باحلامه ومثاقفته المؤجلة مع ذاته ، وهي تسعى وفي كل مرحلة من مراحل سلسلة حياته المفقودة ازاء حياة المثقف الحقيقي بكل تفاصيلها وشروطها الكاملة . ان السؤال عن حال وعن دور الاديب العراقي ، قد بات اليوم وداخل مظلة الوطن المباع ، يعد ضرباً من ضروب ( البطر؟ ) او بالاحرى ضرباً من ضروب ( السلعة الكمالية ) وفي هكذا اليه هشة ، يبدوا الاديب العراقي كانه كائناً غرائبياً مفسداً ، وحيداً خارج دائرة التقريع في ( السياسة / الفسادات الادارية / التزويق الاعلامي / اللعبة والمخادعة الانتخابية ) لا موقع له الا في نفسه المتازمة وفي دوامة هذا الضجيج ، بحيث تنفرد الدولة ، وبكل كوادرها غير المؤهلة ثقافياً ، بالتخطيط القريب والبعيد ، والمستقبل دائماً داخل الوطن ، هو خلوا وفي كل حقبة من مراحله المختلفة ، من دور ومهام وادوات الاديب المعرفية والثقافية . هذا هو حالنا دوماً ؟ داخل قبضة وصايا هذا ( الوطن المقدام ؟ ) بمعزل عن الدور الحقيقي الذي يمثله الادباء ، وعند معاينة كفة اخرى من حقوق الاديب العراقي ، فأننا لا ننسى مؤخراً ، أي قبل ثلاثة او اربعة اعوام من مبادرة معالي رئيس الوزراء ، بتخصيص مبلغ مالي بصيغة منحة لجهود فئة الادباء والكتاب في العراق ، وعند التدقيق والمراجعة لقرار هذه المنحة الكريمة ، والتي لم تنفذ لحد الان ، ولاسباب تعود لعجز ميزانية الدولة ، كما يقال عادةً على مسامعنا ، في وقت نجد بأن مكارم جهاز الدولة المالي ، يصب صباً وبشكل لاينضب ، في جداول فئات سياسية وفئات مرتزقة ، لدرجة الشكوك في بطاقة عراقيتها ؟ اطنان من المبالغ المالية التي تصل لدرجة الخرافة وعدم المعقولية وهذا الانكار بدوره هو ما يواجهه الاديب العراقي في داخل الوطن ، الامر الذي جعل الاديب المثقف ، ينكمش ثم يتراجع عن ابواب مؤسسات الدولة ويلتجئ الى ابواب مؤسسات الاعلام والصحافة المستقلة ، لعله يلتمس في هذه الابواب ، مجالاً ارحب واقرب لعزائه الابدي من الناحية المالية والمعيشية والتقويمية .الا ان يد هذه الابواب ، لربما لا تكمن بالسخاء الكامل كما الامر في سخائها على فئات معينة من شرائح الناس – فمثلاُ – عندما يقوم الاديب بنشر أحدى مقالاته او قصصه في هذه الصحيفة ، فأنه بالاخير يتفاجئ ، بأن ما قد يتقاضاه من اجر عن قصته او مقاله في هذه الصحيفة ، هو ما لا يعادل بالقيمة
المالية ، سعر كتاب مثلاً ، او سعر وجبة طعام في احدى المطاعم الوسخة ، او سعر قنينة بيرة حتى ، او سعر ممارسة جنسية مبتذلة مع احدى البغايا العجاف في منطقة ( الحيدر خانه ) وبنفس المقدار من المفارقة والحدة نجد بأن معظم مبيعات هذه الصحيفة مسخرة في حقيقتها الجذرية في الصب المفرط ، على بعض المظاهر الاعلامية وعلى نجوم التمثيل وعلى نجوم الجريمة وعلى نجوم البغايا والمراقص الليلية في مدن وعواصم وقرى الطرب واللذة والرذيلة . من هذه المظاهر والحالات تندرج وتتاسس مظلومية فعل ( اغتيال الاديب العراقي ) هذه العنونة رغم استهلاكيتها في طرح هذه الظاهرة المطروقة ، الا انها مع كل حالة موضوعية انتقادية جديدة ، تكتسب علامة وضوح جديدة في مداولة ظاهرة ( اغتيال الاديب العراقي ) الذي بات عنونة مهملة قاب قوسين من قاع حانات اليأس والقنوط والوهم ، يشكل اعترافاً قلقاُ مع نفسه كعضو في مفصل جسد ثقافة الوطن ، هذا الوطن الذي راح مع اربابه الماجورين ومؤسساته الانحيازية والذي لم يسهم لحظة واحدة من ( لعبة النسيان ؟ ) في احداث التغيير الاقتصادي او الاعتباري في اعاقة مشروع ومشروعية غياب الاديب ، او مشروع اغتيال الاديب مع نفسه او مع ثقافته او معى عوالمه الوهمية . وعلى نحوا مقارب لعلي لا انسى توجيه شكري وامتناني لوزارة الثقافة والى دائرة مطبوعات ومنشورات دار الكتب العراقية ، لاسيما في كونها قد أسهمت ( بكفاءة عالية ! ) و ( عدالة !) مع كافة كوادرها النشطة ، وذلك على ماترتب من دورها في طبع مؤلفات واعمال الادباء والنقاد ، فمثلاً ، سوف نسوق مثالاً بهذا الصدد على وظيفة وامانة هذه الدار ، حتى ليكون لنا بعد ذلك ، حرية استخلاص حدود راهنية ( مازقية الاديب العراقي ؟) فمثلاً كما قلنا ، عندما يقوم الاديب الذي يسكن في قاع محافظة جنوبية ، بتقديم دراسة نقدية او رواية او ديوان شعري لغرض طبعه ضمن مشروع طباعة تلك الدار الحكومية ، فأننا نجد يتعرض وبشكل قسري ، لمجموعة او سلسلة عقابات ومحن ومصائب جمة من شأنها أولاً: عرقلة مشروع انجاز او رفض او تاجيل ذلك العمل المسودي ، حيث يمتد ذلك التاجيل لعدة اعوام ، في وقت نجد فيه بأن الاديب الذي يسكن في العاصمة بغداد ، يواجه عمله المدفوع للطبع ، سهولة وسيولة خاصة ، حيث بهذا العمل لانجد ثمة صعوبة في ان يستغرق عمله بضعة اشهر وايام ، واما مثل هكذا ظاهرة : ما مكمن التفسير الحقيقي ؟ اهذا الامر تابع لصنيع جهاز الدولة والمؤسسة الثقافية ؟ ام ان هذا هو من صنيع انفسنا المتحاربة بامراض ( الانا / الاخوانيات / الطائفية ) والمتضادة بالاخير مع بعضها البعض ؟ كأننا ليس جميعاً ادباء عراقيين نعيش تحت مظلة ( وطن الضياع / وطن اللا عدالة ) وهذا الامر تحديداً هو ما يواجه الاديب العراقي وبشكل خاص ( ادباء الجنوب ؟ ) فلا ندري ؟ ما سبب كل هذه المظلومية علينا ؟ وما سبب كل هذا التحامل الذي بات شرطاً ومقوماً حاسم من مقومات ادباء وكتاب الجنوب عامة . فأنا شخصياً وبعد كل ما قلته ، اجدني غافل عن ذكر جوانب عديدة وهامة لم اذكرها فلربما السبب يعود لكوني قد نسيت بأني عراقي ، مازالت يداي مكبلة بقيود ( الجوع / الخوف من نفسي / غضب الحكومات ) او لعلي قد وثقت
اخيراً بأنشاء مشروع خرافة حكومة عراقية جديدة ، توفر للاديب والكاتب ماقد اجهضته منه الظروف السابقة من مقومات وادوات الادمية والانسان الحقيقي ؟ ام لعنا سوف نطمح ومن جيديد على عجلة امال كاذبة ومزيفة تتعلق بمصير انشاء حكومات عراقية جديدة لا يعنيها في واقع الامر سوى كسب اصوات انتخابية كبيرة من اجل كراسي كثيرة لانشاء جوع جديد وخوف جديد واغتيال جديد .