23 ديسمبر، 2024 4:44 ص

اغتصاب الطفلة حوراء لن يكون الأخير بوجود المواقع الاباحية وذئاب البيدوفيليا !

اغتصاب الطفلة حوراء لن يكون الأخير بوجود المواقع الاباحية وذئاب البيدوفيليا !

وهكذا قد تبين لنا جليا وبمرور الأيام بأن إشغال العراقيين بالسياسة وبأخبار الأحزاب والكتل والتيارات والتحالفات وبملفات السياسيين وبفسادهم وفضائحهم وصراعاتهم على المقاعد والمناصب والامتيازات بما أزكمت روائحه النتنة الأنوف وعلى مدار الساعة حتى صار مادة دسمة للسخرية والتهكم في وسائل الاعلام المختلفة وبرامج التوك شو بما فيها العربية والاقليمية والدولية،اضافة الى فضائح الفنانين والفنانات،الأحياء منهم والأموات، وأخبار الفاشنيستات،واليوتيوبرات،وصناع الهابط من المحتويات والمتهافت من التفاهات على مواقع التواصل،مقابل قصور الخطاب الديني والدعوي الا مارحم ربك وانكفائه على نبش التأريخ وإثارة الشبهات حول شخوصه ورموزه والغوص في الشائك والمفرق والمثير للفتن والمؤجج للطائفية من أحداثه ومجرياته فحسب من دون المشرق والزاهر منه وما أكثره على خطى الشعوبية الحاقدة والاستشراق ، كل ذلك بعيدا عن الواقع الآسن المعاش وعلى بعد أمتار من مثيري الفتن الإخبارية والحشوية وثلثها أساطير وخرافات لاتتفق مع عقل صريح ، ولا مع نقل صحيح ،إنما غايتها بمجملها صرف النظر كليا عن إرساء القيم المجتمعية النبيلة، وإحياء الفضائل التي أمرنا بها الشارع الحكيم (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )،فهذه الفضائل والقيم والتقاليد والاعراف الحسنة والاخلاق الحميدة تنحر يوميا على مذبح التشرذم والتشتت والتفكك والتناحر والفجور والاستبداد والطغيان على ايقاع واقع بائس متناقض الخطاب،جسيم الخَطبِ ،مدلهم الخطوب، بما يصدق فيه ماقاله شاعر الحمراء ، ابن السراج المراكشي قديما :
خَطبٌ جسيمٌ فتَّتَ الأكبَادا …ومُصَابُه قد أسقَم الأجسَادا
وَجرَت عيونُ الدَّمعِ عند حلُولِه …وغدَا لباسُ العالَمِين سوَادا
وأقولها وبصراحة متناهية بأن إغتصاب الطفلة المظلومة حوراء وهي بعمر الورود قد دق ناقوس الخطر الداهم وعلى أعلى المستويات من ذئاب البيدوفيليا وكارثة المواقع الاباحية والمخدرات والخمور والتهتك والفجور بما لاينفع معه الترقيع والتسويف والتبرير ولا غض الطرف ولا السكوت ولأي سبب كان !
لقد استفاق العراقيون جميعهم على مصاب جلل وحادث مروع مشؤوم يدمي القلب ويفتت الاكبادا لم يكن الأول ولن يكون الأخير قطعا بوجود كل مسبباته ودوافعه ومحرضاته وهي تصول وتجول فاعلة ومتفاعلة بين ظهرانينا لتبث سمومها الفتاكة صباح مساء ومن دون رادع ولا وازع يذكر ، تمثل بإختطاف الطفلة حوراء التي لم تتجاوز عامها السابع بعد في منطقة الحسينية ، شمالي العاصمة بغداد ومن ثم اغتصابها بوحشية ، والأعجب أن مغتصبها وهو جار لعائلتها في نفس المنطقة ليس مراهقا وعمره قد جاوز الأربعين عاما،وأنها ليست جريمته الأولى اذ سبق له أن إغتصب فتاة في وقت سابق ، كان ذووها – العار – قد قتلوها ظلما وعدوانا بما يسمى بجرائم غسل العار، والأدهى أنه كان تحت تأثير الخمور أو المخدرات ، والأنكى أنه شرطي كان قد إختظفها هي وشقيقها الأصغر وعمره أربع سنوات قبل أن يتمكن الأخير من الهرب فيما وقعت الضحية فريسة ذئب من ذئاب البيدوفيليا” الولع الجنسي بالاطفال”، وكانت بغداد قد سجلت إغتصاب طفل لم يتجاوز عمره 11 عاما على يد شخصين بداية الشهر الجاري ،أعقبها إغتصاب طفل بعمر 12 عاما داخل مولدة أهلية في منطقة الدورة بعد مرور أيام على الحادثة السابقة ، لتأتي حادثة اغتصاب الطفلة حوراء التي ترقد في المستشفى حاليا في حالة خطرة بين الحياة والموت ثالثة الاثافي !!
وكالعادة علت الصرخات مطالبة بقص الشوك من أعلاه ،وترك جذوره لتنمو مجددا مع ضحية أخرى في قابل الأيام ،وعندما أقول أعلى الشوك إنما أعني الاكتفاء بالتنديد واللطم والبكاء والعويل والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني ..متى؟ بعد وقوع الكارثة كما جرت عليه العادة ، أما جذورالمشكلة وأساسها وحاضتنها ودوافعها ومحرضاتها ( الأفلام الاباحية والادمان عليها ..تعاطي المخدرات ..معاقرة الخمور ..أصدقاء السوء ..ضعف الوازع الديني والتربوي والأخلاقي ..التفكك الأسري ..التشرذم العائلي ..تراجع الخطاب الدعوي ..البطالة ..غياب الرقابة الذاتية والتوعية المجتمعية ) فلن تسمع بشأنها الا همسا وعلى إستحياء !
وأنوه الى أن هناك دراسات لاحصر لها كلها تجمع على، أن”أكثر من ثلث المتحرشين بالأطفال ومغتصبيهم كانوا قد تعرضوا للتحريض بإرتكاب اعتداء ما بعد مشاهدتهم للمواد الإباحية الخاصة بالأطفال “فيما تؤكد المجموعة البحثية الطبية الأميركية غير الربحية – مايو كلينك- أن 30٪ – 80٪ من الأفراد الذين شاهدوا مواد إباحية عن الأطفال، و 76٪ من الأفراد الذين تم القبض عليهم بسبب إستغلال الأطفال في المواد الإباحية على الإنترنت ،قاموا بالتحرش بالأطفال!!
واذا ما علمنا بأن عدد المواقع الاباحية النتنة المخصصة لجنس الأطفال بعشرات الألوف يشاهدها ويدمن متابعتها الملايين، فلن نعجب بعد ذلك من إرتفاع معدلات إغتصاب الأطفال والتحرش بهم ومن كلا الجنسين وكلهم دون سن البلوغ “13 سنة فما دون”ولا حل الا بحظر المواقع الاباحية بقرار فوري ومن أعلى السلطات غير قابل للنقض ولا الاستئناف،ولا حل الا بحرب شاملة على المخدرات وتجارها ومروجيها لاهوادة فيها ولا استرخاء ، بالتزامن مع منع معاقرة الخمور وبيعها في الأماكن العامة والتضييق على تجارها مشفوعة بحملة وطنية وشعبوية شاملة للتحذير من أخطار الآفتين الفتاكتين – الخمور والمخدرات – ولا حل الا بتعزيز الأواصر العائلية،وتوثيق الروابط الاسرية وتفعيل القيم المجتمعية، وإحياء الفضيلة مقابل نبذ الرذيلة ، وتقوية الوازع الديني ، فضلا تكثيف التوعية النفسية والصحية والتربوية والأخلاقية في المدارس والكليات والجامعات والمعاهد كافة من دون كلل ولا ملل .
ولايفوتني التنبيه على أهمية الخطاب الوسطي ، الدعوي ، الواعي ، المتزن ، الشائق ، الماتع ، المدرك لمكامن الخلل ولبواطن العلل وطرق الوقاية والعلاج ،هذا الخطاب الذي تراجع تراجعا مقلقا في العقد الأخير فيما ظل ما يسمى بشبيه الخطاب الدعوي وظله يدوران في فلك الشكليات والسطحيات والفرعيات – والطائفيات – والشعوبيات والاستشراقيات والخرافات وما يسمى بالتنويريات ونبش التأريخ بعيدا عن الفرائض والطاعات والعبادات والمستجدات والحادثات والآفات وفقه الواقع والأولويات والموازنات، بل وصار جانبا من ذلكم الخطاب بعيدا كل البعد عن مشاكل ومآسي وكوارث ومصائب الأفراد والمجتمعات وكأن الواعظ والروزخون يعيش في واد ، وبقية افراد المجتمع بل قل العالم بأسره في واد آخر تماما ، بما ينذر بأسوا الزلازل والزلل والزلات ، وبأخطر الموبقات والكبائر والآثام والانحرافات . اودعناكم اغاتي
#احموا_أطفالنا
#اغلقوا_المواقع_الاباحية
#حاربوا_المخدرات
#امنعوا_الخمور