23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

المجتمعات تمر بمراحل متعددة حتى تصل مرحلة الرشد ، فهي تبتدأ بمرحلة الطفولة ، وهي المرحلة التي يمر بها مجتمعنا على رأي الكثير من الباحثين ، والطفل دون أفكار ، فهو يعبر بطرق بدائية عما يريده ، اما بالحركة او بالصراخ الأطفال لطالما تم إسكاتهم بقطعة حلوى ، وهذا هو ما يجري بالنسبة للإصلاح في مجتمعنا الطفولي ، فهل سنكتفي بالحلوى ونترك الاصلاح الذي لا يمكن الالتفاف عليه ؟ اذا كنا امام مسرح احد المشعوذين ، فأننا رغم انبهارنا نعلم بأن خدعته ليست الا مظاهر ، ما كان لها ان تكون لولا مهارته ، وعلمه الكامل برد فعل الجماهير الاعتيادي والمدروس مسبقاً ، البرلمان هو مسرحنا ، ومسرحيته جذبت الأنظار ، ونالت استحسان الكثير ، لبساطتهم وإمكان إقناعهم بأن الممثلين يريدون مصلحتهم ، ولكن في الحقيقة الممثلون يهمهم العرض ، وان يظهروا فيه بزي روبن هود ، المدافع عن القرويين من بطش المماليك ، وان استلزمت المسرحية مشاهد +١٨ ! الأطفال مستمرون بردودهم البريئة ، والممثلون بأدوارهم المتقنة ، مالم يتم وضع حد لهذه المسرحية ، وأفضل الحلول هو قانون المسائلة والعدالة ، حيث يجب تفعيله بحذافيره على جميع المرشحين للانتخابات ، من دون استثناء ، للحول دون وصول البعثيين والقتلة والفساد الى قبة البرلمان ، وعدم تسيسه كما حصل سابقاً ، فُيرفع عمن يعلن فساده ورشوته ، ويطبق على الكثير ممن عارضوا المتشبثين ، مثل هذه الهيئات تعتبر مصداً امام محاولات استغفال الجماهير بالشعارات البراقة والعاطفية ، وتسليط ضوء القانون على جرائمهم ، ولهذا فهو يعتبر من عوامل الصحة السياسية للتجربة الفتية التي يجب حمايتها من الاستغلال ، ويوجه بوصلتنا نحن بر الأمان البرلمان مهما أُثير عليه من إشكالات ، ومحاولات لإضعافه ، وإفراغه من محتواه ، عن طريق أشغاله بصراعات جانبية ، معروفة النتائج ، ومحسومة مسبقاً ، كأعتصام المشعوذين الاخير ! ، فأنه سيظل رمزاً لشرعية النظام ، وعامل توازن بين المكونات ، ومعبراً عن خيار الجماهير ، فالمحافظة عليه يعتبر ضرورة ملحة للحفاظ على ديمقراطية النظام التي بذلنا من اجلها الغالي والنفيس ، ولا يمكن التفريط بذلك بعد حصولنا عليه .