23 ديسمبر، 2024 6:43 م

اغتصاب الأطفال ، جريمة  بشعه لم تكن سائدة و دخيلة على مجتمعنا !!  أسرارها ” معالجتها

اغتصاب الأطفال ، جريمة  بشعه لم تكن سائدة و دخيلة على مجتمعنا !!  أسرارها ” معالجتها

يعاني أغلب  أطفال العالم من التحرش الجنسي والاغتصاب سواء كانوا إناثا أو ذكورا، وهذه الجرائم تنفذ من قبل غرباء أو جيران أو حتى أقرباء ، و الأفظع أنها تنفذ أحيانا على أيدي آباء {{ والعياذ بالله }}  وقد طرح المختصون في هذه الدول مجموعة من الأسئلة والإجراءات للأسف لم  يصلوا الى نتيجة ناجحة تنهي هذه المأساة أو جوابا مقنعا لها : ـ  هل لانعدام الجانب الإنساني فيهم ؟ هل لاستسلام البعض منهم لنزواته المريضة ولرغباته الشاذة ؟ هل لانعدام الوازع الديني والأخلاقي فيهم ؟ هل أن الذي يرتكب مثل هكذا جريمة تقشعر لها الأبدان كان في وعيه تماما ؟؟ هل لضعف هؤلاء الأبرياء يتم استدراجهم لرغبات مكبوتة ودنيئة، هل … هل ؟ الأسئلة كثيرة والإجراءات التي تحيل من هذه الجرائم قائمة على قدم وساق وهي عديدة ولكن لم يجدوا حلا جذريا خصوصا أن الظاهرة تستفحل بشدة وبصورة مخجلة وبشكل مخيف… كم سينتظر هؤلاء حتى يجدوا الحلول الناجعة ؟! .. العراق بلدنا الغالي ” مر وكما هو معلوم بسنوات عجاف منذ العام 2003 وهي أشبه بسد هائل  من التراكمات ،  كان هذا السد يحجز وراءه سيولا مكبوتة لسنين طويلة من البغض والقهر والانتقام .. و .. و .. وقبل أن تأخذ المياه منسوبها الهادئ مثلما كان متوقعا لتلك السيول وقد عايشناها جميعا في قمة تدفقها أن تجرف أمامها كل شئ وتبرز الانحرافات والتجاوزات والأخطاء وجرائم لم نكن نحن العراقيين سوى ان نسمع بنتائجها الوخيمة على المجتمعات الخارجية الأخرى التي ابتليت بها ؟؟  في هذا الخضم من الظروف العراقية القاهرة برزت جرائم في الآونة الاخيره { وهي قليلة جدا وعلى عدد أصابع اليد قياسا لما يحدث في العالم }  تبين انها كانت نتاج جرائم أخرى كما يشير بيان وزارة الداخلية مؤخرا حول مشكلة المخدرات { وهي دخليه  على المجتمع العراقي وبرزت بعد الاحتلال أيضا }  .. فبعض المحافظات ابتليت بمشكلة تعاطي الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة والاتجار بها ، وهذه المشكلة في حد ذاتها كانت امتدادا لظهور جريمة أخرى دخيلة وهجينة على مجتمعنا العراقي ألا وهي جريمة { اغتصاب الأطفال } وما لها من وقع سئ على مجتمعنا العراقي الذي كان وقبل فترة وجيزة من الزمن بعيدا تماما عن هذه الجريمة التي يعاني منها العالم قبلنا كما أسلفنا” فمن يصدق أن يقوم عمال عراقيون في فرن صمون باحدى المحافظات باختطاف طفلة لا يتجاوز عمرها الست سنوات كانت قادمه تشتري الصمون لأهلها ويقوموا بأغتصابها على التوالي ومن ثم يعودوا بها ويلقوها في الفرن ؟؟؟ هل هؤلاء المجرمون في كامل وعيهم !! قطعا لا فقد أثبتت التحقيقات معهم أنهم من مدمني { حبوب الهلوسه }  وقد ثبت علميا ان تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسه تفقد الأنسان المتعاطي لها توازنه وسيطرته عن مايصدر منه من افعال وتنعدم قدرته على التركيز في التفكير ، وتميع اخلاقه، وتحلل إرادته، وتضعف شعوره بالواجب الأنساني المطلوب، مما تجعل هذا البشر المتعاطي لتلك السموم عضوا غير صالحا في جسم المجتمع وتدفعه لأرتكاب أية جريمه ومنها اغتصاب الأطفال .. وبعد فإن الإسلام بشموليته في تعاليمه الساميه يحافظ على عدد من الضروريات ومنها: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال… وغيرها ” وفي استخدام هذه المخدرات اعتداء على هذه الضروريات بأكملها ” فعلاج تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة تحديدا ليس مهمة فردية على كل حال، وإن كانت العائله بالدرجة الأولى تقوم فيه بدور أساسي وإنما هو مهمة رسمية وشعبية عامة، تتطلب أولاً سلطة قوية وجهوداً مشتركة لمكافحة المخدرات، وقد فعلت خيرا وزارة الداخلية في بيانها المشار له عندما دعت جميع أطياف الشعب العراقي التي يقع على عاتقها مسؤوليه مشتركه في مكافحة هذه الآفة من منظمات مجتمع مدني وأحزاب وسياسيين وبرلمانيين و وجهاء وشيوخ عشائر ورجال الدين للعمل كلا من موقعه للمساهمة في إسناد ودعم الأجهزة الأمنية المختصه للقضاء على هذه الجرائم ” وقد دعت أيضا السلطة القضائية الموقره الى الأسراع في إصدار الأحكام بحق مرتكبي هذه الجرائم ومراعاة التشديد فيها كي تشكل رادعا لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المجتمع العراقي وتهديد وحدته الوطنية ” حمى الله مجتمعنا من هذه الجرائم البشعه وهي قطعا ستزول بتعاون الجميع .

* خبير عربي في الشؤون الأمنية والأعلامية