11 أبريل، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

اغانينا لا تعبر…. عن مشاعرنا واحاسيسنا…..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الغناء أسلوب إنساني رقيق من أساليب التعبير عن المشاعر والأحاسيس والإذن تعشق الموسيقى أحيانا,حيث كان الغناء قبل الإسلام أكثر قليلا من الترنيم البسيط خاضعا لتصرف المغني’والغناء كان يشعر يوم يعاث وهو يوم حرب,وان موضوع الموسيقى والغناء في الإسلام هو موضوع خلافي بين الفقهاء-فمنهم من يرى أن الإسلام أباح الغناء والموسيقى بعيدا عن مظاهر الفساد والانحلال الخلقي وخاصة في عصرنا الحالي وانه لم يرد أي حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق, ويقول قائل إن الغناء ليس محرم فان سألته عن الدليل يجبك باني قرأت للشيخ فلان وللشيخ فلان فإنهم يستمعون إلى الغناء فيقولون انه مباح’ساعة وساعة لذلك أنا اسمع الغناء وأؤدي فروض ربي.
وان الآلة الوحيدة المصاحبة للغناء الإسلامي هي الدف ومن المعلوم أن الدف حلال للنساء ضربه في المناسبات ,والدف احد آلات المعازف ,فما ثبت للدف يثبت لغيره من الآلات  قياسا بجامع الإطراب فالأصل في الأشياء  الإباحة.
وهناك الغناء الديني المتمثل بظهور منشدين ومغنيين ملتزمين بالأحكام الشرعية لهو دليل على أهمية الغناء الموسيقي(كالمنقبة النبوية) وكان أشهرهم في العراق المرحوم عبد الستار الطيار’وأعياد المولد النبوي الشريف والتكيات والغناء الصوفي وغيرها وهذا  رأى بعض المختصين  من العلماء وأشهرهم آنذاك أبو احمد الغزالي وابن حزم. وفي العصر الأموي حظيت الموسيقى بمكان مرموق وخاصة لدى بعض الخلفاء ك(عبد الملك بن مروان) فبرزت أولى الكتب الموسيقية(كتاب النغم ) وأخذت القصيدة الغنائية شكلا أرقى في العصر العباسي دخلت الموسيقى عصرها الذهبي فتعددت المقامات والأوزان وشاع رقص السماح وظهرت أهم المؤلفات الموسيقية(الأغاني) لأبي فرج الأصفهاني  وكتاب(الموسيقى الكبير ). والتطرق إلى أقدم أمم الحضارة في الموسيقى والغناء وإذا رجعنا بالتاريخ إلى ابعد مايمكن أن يكشف لنا عنه في ارض الفراعنة,نرى أن في مصر شعبا قد عرف الموسيقى ونغماتها وأصوات السلم الموسيقي الطبيعي,وعرف آلات موسيقية بدرجات جاوزت دور النشوء وغدت تامة كاملة,سواء أكان ذلك في المصففات والطبول,أم في آلات النفخ, أم في الآلات الوترية.
وكان البدو والرعيان يحدون لإبلهم والفتيان في قضاء خلواتهم فغنوا وترنموا إذ كان بالشعر غناء, ويسمى الشعر الوجداني وارتبط منذ نشأته بالموسيقى والغناء ومن هنا سمي بالشعر الغنائي  وكان القدامى يتغنون الشعر فيرتبون أبياته بطريقة تيسر لهم إنشاده وترتيله في حين يرى البعض انه تعبير حي ما في قلب الإنسان من عاطفة وأحاسيس متتالية تنسج عنها قصائد غنائية تنبع من صميم قلب الشاعر لتصل إلى قلب المتلقي ,ويمتاز الشعر الغنائي بحرارته وتأثيره في الملتقى ويشبع فيه التفجير الداخلي أما الغناء العراقي الأصيل فيتمثل في المقام العراقي وهو من الفنون  الموسيقية  القديمة منذ 400سنة ويعتبره البعض أرقى شكل من أشكال المقامات في الوطن العربي ويتفرع منه الجالغي البغدادي   ويتمثل بثلاثة عازفين-السنطور-الطبلة وتكون الأغنية باللهجة العراقية ويكون له فصول مثل-البيات-الحجاز-الرست-النوى او الحسني,وأشهر قارئيه –رشيد القندرجي-محمد القبانجي-يوسف عمر-هاشم الرجب-حسن خيوكة-نجم الشيخلي-احمد الزيدان-عبد الرحمن خضر-حمزة السعداوي-حامد السعدي-قدوري العيشة.
أما المنلوج فهو حديث النفس أو النجوى وهو حوار يوجد في الروايات ويكون مابين الشخصية وذاتها أي ضميرها أي بمعنى الحوار مع النفس ويؤدى بأسلوب ساخر ناقد واشتهر محمود شكوكو في مصر وخضير الهزاع من السعودية وسلامة الاغواني من سوريا ومحمد بكري من فلسطين  وعلي الدبو وفاضل رشيد  وعزيز علي من العراق الذي سجن مرات عديدة بسبب مقالاته الناقدة للسلطة آنذاك وعبر إذاعة بغداد كل يوم جمعة ومن منلوجاته الشهيرة-الراديو- والبستان الذي سجن عليها بعد خروجه من دار الإذاعة ودكتور-بغداد-الشيطان-الكسلة-مستاهل-مسعودة ومسعود وغيرها.
و لم نشاهد منذ سنوات خلن هذا الأسلوب الناقد الذي ينقد السلطة وبرلمانها وسلبياتها  ولذلك ان أغانينا وأناشيدنا لا تعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا كما كانت من الماضي  ولا تلبي طموحاتنا في الأغنية الرائدة والناقدة والذواقة  وأسلوبا رقيقا من أساليب تعبير الإنسان  والإشارة إلى مواطن الخطأ في الأشياء وهو أمر جدير بالتقدير والاحترام فعندما تسمع الأغاني العراقية هذه الأيام والكليبات ومراميها,تتمرغ في أحوال الحب التجاري والغرام الدنس الرخيص لبائعات الهوى والموسيقى الصاخبة(هوسة وضجيج ) حتى ليخال إلى من يتسقط كلمات تلك الأغاني بأننا قوم لاهدف لنا في الحياة ولاغاية سوى التمتع بالجنس مثل أغنية (شوي ليغاد يالحبك كتلني ) لجعفر الغزال  ,وعندما تسمع أغنية لداخل حسن على سبيل المثال بحنجرته القوية ونفسه الطويل وبحة صوته المميزة واتخاذه من المسبحة(السبحة) جزءا من الآلات الموسيقية (يحضيري بطل النوح نوحك شفادك) وحين تسمع اغنية لناظم الغزالي(طالعة من بيت ابوهه رايحة لبيت الجيران) وتشاهد وتسمع أغنية (اريد افرح واهوس واكطع السير) وكأنه شرطي مرور وهي لنفس المطرب فلابد أن نتعاون على محاربة الأغنية المبتذلة التي لا تستهدف معنى ولا غاية سوى(الخرطكيشن ) كما يقولون ,وعندما تسهر مع كوكب الشرق في أغانيها-الأطلال-نهج البردة-الأمل –الآهات-بعيد عنك …الخ …فان أغانيها تجديد وإبداع كلمات ولحن وأداء تواصل وعطاء وليست هناك مقارنة بأغنيات وهلوسات(انه بيا حال والدفان يغمزلي) وno no , -ولابسة اسود يالعروسة-وسينما-بس بس ميو- والعكربة-انه وياج يم شامة-صديقي باك محفظتي وقهرني-أبو الدكايك-روح بابا على غيري-مسويه وياك زعيله-الماي ماحس بيه طعم…الخ من التصفيط. ا ين هؤلاء(الزعاطيط) من أغنية البنفسج وياحريمه –ولو تزعل-ياطيور الطايرة-انا وليلى-تانيني-جذاب-طالعة من بيت ابوهه-انه وخلي-ومااكثرها  والقائمة قد تطول ,وتراها واحدة أحلى من الأخرى في الكلمات والأداء واللحن والذوق والفن الاحساسي الجميل.
يجب على النقاد والإعلاميين والصحفيين والقنوات التي تعرض هكذا ابتذال أن  تعي حجم مسؤولية أخلاق وتربية النشء الجديد  ونحن نملك حضارة موسيقية تسمى(بموسيقى بلاد الرافدين) فأقدم قيثارة في العالم تحولت إلى اختراع العود ومن وتطورت الموسيقى على يد الأخويين صالح وداود الكويتي وعباس جميل-ناظم نعيم-محمد نوشي-رضا علي-كمال السيد-طالب غالي –ناظم الغزالي-طالب القرغولي-طارق الشبلي-محمد جواد أموري-يحيا الجابري-رياض-سعدون- قحطان-ياس-حسين نعمة-كاظم-مائدة نزهت ناصر-حضيري –عبد الصاحب –فاضل عواد وكثييرين لايسع ذكرهم مع اعتزازي وتقديري.
 فيجب علينا جميعا العمل على تطهير
الوسط الفني من الدخلاء على الفن العراقي  الأصيل والعابثين بالقيم الأخلاقية والراكضين وراء الكسب الحرام.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب