لنفرض جدلا ان من يقنص الشباب العراقي هم من العناصر الايرانية ، وان لااحد من عناصر الجيش والقوى الامنية العراقية يستطيع ان يوقف وحشيتهم واستهتارهم بحياة المتظاهرين المسالمين كما يبرر البعض . والسؤال الذي يطرح هنا : مامعنى ان يرتدي الشخص قيافة جيش بلده اذا كان عاجزا ولايستطيع الدفاع عنه ؟
مايحدث منذ اكثر من شهر شبيه بهروب الجيش من الموصل في 10 حزيران 2014 عندما هرب قادته الكبار وبقية منتسبيه وكان عددهم يتجاوزالاربع فرق عسكرية امام 350 عنصراُ من داعش فقط ، وتركوا لهم الساحة وكل ترسانتهم العسكرية بمخازنها وعتادها ، ليرتكب عناصر التنظيم كل المحرمات، بمعنى ان الجريمة اليوم تتكرر مرة اخرى، عندما يُترك المدنيون يقتلون ولااحد من قيادات الجيش يتخذ اجراءً ، ومايزال كثير منّا يجد لهذا الموقف المعيب اعذارا !!! .
اخي في القوات المسلحة ، لاينبغي ان تضع نفسك وشرفك العسكري بهذا الموقف، فاما ان تمنع مسلسل القتل ضد ابناء شعبك العُزَّل ، اوتتخلى عن قيافتك العسكرية وتنتقل الى الضفة الاخرى وتقف الى جانب اخوتك المتظاهرين،وليكن مصيرك معهم ،وهذا اضعف الايمان .
اغاتي ابو خليل، اخوتك الشباب النبلاء بأمس الحاجة اليك حتى تسند ظهرهم وتقف معهم وتصد عنهم موتا يستهدفهم بلارحمة.
لاتثق بمايقال عنهم من تشويه وتسقيط يستهدفهم،فاغلبهم قد غادر حضن امه يوم امس دون ان يخبرها،وخرج من البيت الى سوح التظاهر ربما لاول مرة في حياته،وما كان لديه تصور عن مآلاتها اذا ما انساقت ناحية العنف بفعل حماقة السلطة واستهتار اجهزتها الامنية .
اغلب المتظاهرين الشباب ليس لديهم ادنى خبرة في دهاليز السياسة والايدلوجيات والاحزاب،لانهم وجدوا انفسهم محرومون من ابسط امنياتهم ،فائضون عن الحياة والامل،لايملكون وقتا للتسلية والسفر مثل اقرانهم في الدول الاخرى،فهم مشغولون طيلة ساعات النهار وايام الاسبوع يكدحون مثل اي عامل اجير لأجل ان يعيلوا انفسهم واهاليهم في مواجهة العوز،مع ان كثيراً منهم يحمل شهادات جامعية مثل الشهيد صفاء السراي،فلاتكن انت ايضا عليهم بدل ان تكون معهم .
مذ انجبتهم امهاتهم في هذا البلد المتخم بالحروب والطغاة وضعتهم الاقدار العابسة في وجه المدفع دون ان تترك لهم خيارات اخرى .
أبو خليل،اذا ما بقيتَ على هذا الحال متفرجا سلبيا على مشهد المذبحة، فاأنت تضع نفسك في موقف مخزٍ لاتحسد عليه،وغدا لن ينفعك الندب والندم.
*ابوخليل ، تسمية اعتاد العراقيون ان يطلقوها على الجندي