26 نوفمبر، 2024 8:50 م
Search
Close this search box.

اعيدونا الى بيوتنا

اعيدونا الى بيوتنا

كلما تكلم احد السياسيين العراقيين في الاعلام عن العراق وشعبه؛ فاضت عيناه من الدموع وهو يتغنى بحب الوطن وحرصه على وحدة شعبه وبغضه لمن يحاول تفرقة هذا الشعب الموحد منذ الاف السنين.

ان العراق وشعبه ليس بحاجة للدموع، فشعبه علم العالم بأسره معنى الحزن والبكاء ودموع وشهقات الامهات والاباء والاطفال في كل يوم تشق عنان السماء.

لقد دخل الارهاب الى العراق بسبب نفاقكم السياسي، وقتل من ابنائه من قتل، وغيب منه في سجونكم من غيب، وثكلت الامهات والاباء، ورملت النساء ويتم الاطفال وحرموا من احضان آبائهم فليسوا بحاجة لدموعكم المزيفة.

وبعد ان هجّرهم الارهاب، واسكنهم في شعاب الجبال، ولم يجدوا غير سماء لحافا وغير التراب فراشا، وعجن تراب هذا الوطن بدموع الاطفال الذين كرهوا اوطانهم وهم صغارا.

سرقتم احلامهم…وسرقتم طعامهم وفراشهم.

وانتم تدعون انكم تدافعون عن الوطن العظيم.

لقد شكرناكم على تضحياتكم في قتال الارهاب (لماذا تمنعونا من العودة الى بيوتنا)، هل تتلذذون بعذابنا وتطربكم شهقات اطفالنا؟ اي وطن تريدون ان نحب ونحن بدون ارض؟ تريدون ان نعشقها ولم ناخذ منها سوى غبار يملئ اعيننا وافواهنا ونحن في مخيمات العذاب؟ اي وحدة تريدون وانتم تمنعونا من الرجوع لارضنا؟

(اعيدونا الى بيوتنا).

هل طمعتم بنا؟ هل قسمت تركتنا ونحن احياء؟ ام اننا كنا مغتصبون لهذه الارض وحررتموها منّا ايها الفاتحون؟

هل طمعتم ببساتين جرف الصخر؟ ام استخسرتم علينا ظلال اشجرها فاسكنتمونا في الصحراء؟ ام انكم تريدون ان تغتصبوا ارضنا؟

اقول لكم ولاحلامكم تبا وتخسأون، فان الارض لاهلها مهما طال الزمان او قصر..

لقد جرب صدام حسين قبلكم هذه الفكرة الملعونة، وهجر الاكراد من ديالى وغيرها واسكنهم شعاب الجبال كما تفعلون وبنفس الحجج، وجاء باناس سكنوا بيوت غيرهم، وبعد ثلاثون عاما عاد الملاّك الاصليون واخذون ارضهم وخرج المغتصبين وهم صاغرون.

ان عيوننا تنظر الى ديارنا وقلوبنا فيها لم تغادر، سنعود رغم انوفكم، اقول لمن لم يزل في قلبه ايمان بوحدة هذا البلد (اعيدونا الى بيوتنا)

أحدث المقالات