23 ديسمبر، 2024 2:34 م

اعيدوا العلاقة طيبةَ مع الخليج.. فالجو ملائم

اعيدوا العلاقة طيبةَ مع الخليج.. فالجو ملائم

الى متى نحارب الخليج
منذ أن احتل العراق الكويت الشقيق.. و علاقة العراق متدهورة مع كل دول الخليج, ناهيك عن علاقته التي انتهت بالجارة ايران قبل ذلك و الجارة سوريا بسبب اختلاف الرؤى الحزبية للحزب الحاكم في البلدين. فسياسة التعجرف و التعالي التي اتبعها النظام المقبور أدت بنا الى العُزلة عن المحيط.
اما بعد 2003, فقد رمى العراق نفسهُ شعباً و حكومةً في أحضان ايران .. و عادى دول الخليج العربي. فاِنصاعت الدولة وراء التوجهات المذهبية بدلاَ من ان تميل نحو القواسم القومية و الحضارية..
انا لا اجدُ سبباَ واحداَ يجعلنا نميل ُ الى ايران بدلاَ من الخليج.. فما الذي جنيناهُ من هذهِ العلاقة غير التحزُبِ و الويلات ِ و التأزُمِ و الحروب.. فايران تمتطينا مثلما تمتطي الآخرين لتحقيق مصالحها الفارسية التوسعية.. و الجميع يعلم ذلِك.
لمَ لا ننفتح على الخليج العربي. لمَ لا نكون دولة حياديةَ على الأقل. لمَ لا نحاولُ الاِنضمام الى مجلس التعاون الخليجي ؟
الى متى يبقى العراقي منبوذاً في محيطهِ العربي؟
الى متى نحتاج الى التأشيرات للدخولِ الى بلادِ مسلمة عربية تربطنا بهم صلات الجغرافيا و الدين و القومية و التأريخ و الثقافة؟
مالذي يربطنا بأيران غير المذهبية الضيقة و الجغرافيا؟
الى متى تُصَبُ علينا لعائنُ الخلاف الاِيراني السعودي؟ فهذا يرسلُ المفخخين لقتل الشيعة و ذلك يرسِلُ السلاحَ ورجالِ المخابرات لتهجيرِ السُنه.
متى يصبحُ العراق البلد الذي يلجأُ اليهِ الآخرين كوسيطٍ معتدلٍ في عالم الدبلماسية و السياسة؟. ان الجو السياسي ملائمٌ جداً و مشجعٌ لتغيير البوصلة و الاستفادة من الأزمة لنكون الرابحين في هذهِ المرحلة. فدولُ الخليج ستكون أكثر من سعيدةِ اذا ابدينا الرغبةُ في اعادة ِ العلاقات الطيبة و اذا ابدينا النية في تحجيم الدور الايراني في العراق في مقابل قبولنا و الترحيبِ بنا و حمايتنا واحترامِ سيادتنا.. لا شكَ ان الدولِ الخليجية سوف لن تتدخر جهدا في انتزاع العراق من خيمةِ النفوذِ الايراني الذي استمر منذ سقوطِ النظام السابقِ حتى اليوم. فمصالحهم تقتضي ذلِك بشدة.. حتى انني اعتقدُ انهم لن يعودوا يعادون الشيعة في بلادهم خاصةَ اذا طالبناهُم بهذا كشرط من شروط تحجيم الدور الايراني في العراق و الترحيبِ بالخليجِ العربي.
هذا الحل سيقضي على كل المشاكل.. حتى المشاكل المذهبية و الخلافات الدينية ستتلاشى اذا ما استقرت العلاقة مع الخليج سياسياَ. فلا الشيعة روافضٌ و لا السنةُ نواصب. الحلُ السحري ان نرحبَ بالجميع و أن نضع الحدود للجميع في حجم النفوذ و التدخلات. التوازِنُ و الصداقة و الوسطية هُن مفاتيح الخروج من دوامةِ الصراعِ المذهبي و السياسي بين أقطابِ المنطقة.