ها هو الربيع حل يفوح منه عطر زهرة النرجس ليجوب جبال كوردستان ووديانها … الجميع هنا يستعد للقاء طال انتظاره كما هي الطبيعة تشتاق لأهلها بعد انقضاء فصل الشتاء …. تلك العلاقة الخاصة بين أبناء الجبل والربيع لها عمق تأريخي طويل يمتد إلى حيث الأساس من الوجود لشعب اتخذ من الربيع عيد بل أعياد على الرغم من مرارة الايام التي لحقت بهذا الشعب … لكنه كالربيع أصر على أن ينهض من جديد ليبدأ حيث ما يجب أن تكون عليه الحياة وهو جزء لا يتجزأ منها ومن الربيع … حيث الحياة تتجدد وأوراق الأشجار تتفتح من جديد وحيث عطر النرجس يعانق سفوح الجبال بحضوره البهي وبزهرته المميزة ذات الألوان البيضاء والصفراء التي تكسو الربوع الخضراء في مدن إقليم كوردستان.
هنا وفي إقليم كوردستان تستعد العوائل الكوردية لاستقبال هذا الشهر الذي يضم بتفاصيله وألوانه بداية جديدة واعياد قديمة جديدة يجددها شعب إقليم كوردستان لارضه متباهيا بها كما هي الأخرى تتباها بشعبها فتبدو كحبيبة ارتدت الوان الحياة لحبيبها يجمعهما فصل الربيع .
كل شيء هنا في إقليم كوردستان يحتفل بالربيع … المواطنون أبناء الاقليم يتجهون إلى الربوع الخضراء لتكتض الجبال بالزائرين … رائحة الحياة بعطر النرجس والدبكة الكوردية وطقوس أبناء الجبال من الأجداد إلى الاحفاد تعاود الحضور لتتغنى حبا بإقليم كوردستان وربيعه حيث نوروز بيومه الجديد وحيث السلام والاحترام بين الجميع وبلا استثناء وحيث الامل بعد الالم تطلعا لقادم جديد ويوم جديد .