اساس الاعلام ، الاخلاق والمصداقية ثم المهنية ، ولا احد ينكر الدور الخطير للاعلام وزادت خطورتها مع التطور السريع لوسائل الاتصال من جهة ومن جهة اخرى سهولة اقتحام المجال الاعلامي من اي شخص يرغب في ذلك ، ومما زاد في فوضوية الاعلام مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت افضل واسرع واكثر تاثيرا من الوسائل الاعلامية الواسعة الشهيرة والتي لها تاريخ في الاعلام بل ان هذه الوسائل اصبحت تعتمد كمصدر مثل تويتر والفيسبوك لتجعل منها مادة ملفتة للانتباه وكسب اكبر عدد من المشاهدات .
وما يخص وطننا بل حتى الوطن العربي فان وسائل الاعلام وللاسف الشديد اخذت تنحدر نحو منحدر خطير فانها تعمل من اجل غاياتها او مموليها ومهما كان الاسلوب ان اتفق او اختلف مع الاخلاق والمهنية ، واما الوسائل الاعلامية المشهورة والتي لها باع طويل في هذا المجال بدات تستخدم شهرتها لتسويق اكاذيبها والتي تعتبر مصدرا موثقا بحكم قدمها وتراها تحسن اختيار الخبر او الموضوع الذي يخدمها فتحرره او تمنتجه بشكل يعطي قناعة لدى المتابع .
دائما اذا اردت ان تعرف مهنية او نوايا اي وسيلة اعلامية او اي موقع من التواصل الاجتماعي انظر الى الغاية من الخبر فانها تقرر لك هل هو مهني ام خبيث ام كاذب ام ساذج ؟ فعندما ينشر خبرا مفاده رب اسرة قتل عائلته ، اسال نفسك ما الفائدة من الخبر ؟ وعندما يقول التقت فنانة بطليقها ، ما الفائدة من الخبر ؟ .
مثلا عندما تعرض البي بي سي خبر اطلاق العيارات النارية من قبل نائبة عراقية ، الى ماذا تهدف البريطانية ؟ الخبر صحيح ، والسيء من نشره ، والاسوء من اقدم على هذا الفعل ، والاخبث من روج له ممن لا يعنيهم الامر بحد ذاته، ولان النوايا غير سليمة فان الغاية هي النيل من العراق سياسيا لتقول الاذاعة هذه تمثل شعب انتخبها ، فكيف تكون ثقافة الشعب ؟.
والمؤسف عندما يتداول متصفحو الفيسبوك خبر اب يفتخر بابنه الـ ( زعطوط) وهو يشرب الخمر ، فمن المستفيد من هذا الامر؟
والاسوء هو اسلوب الموسوعات الخبرية التي تجعل متصفحها يصاب بالتشتت والاضطراب عندما يقرا جريمة اغتصاب واقامة حفل وسرقة اموال وانتخاب لص وشن حرب وفستان فاضح لفنانة ، هذه الموسوعات التي تدار اغلبها بعشوائية وفي نفس الوقت تعتمد الترويج للاكاذيب وتقول نحن غير مسؤولين عن صحة الخبر ، اذن ماهي غايتك ان لم تتحقق من الخبر ؟ تحقيق اعلى نسبة من المشاهدات وهذا بالتالي له امتيازات من الدوائر الصهيونية التي تدير هذه الشبكة العنكبوتية .
نعم هنالك اخبار وقنوات متخصصة بالثقافة وفيها من الفائدة العلمية التي يستفيد منها المشاهد وبحكم سيطرة الصهاينة على ثلثي وسائل الاعلام على الكرة الارضية فان المصداقية التي لا تروق لها من الصعب تصديقها بحكم رواج المواقع العائدة لها والتي تستهدف المصداقية .
حتى القنوات الرياضية بدات تعمل وفق منهجية وتوقيت مدروس لاهم رياضة الا وهي كرة القدم بحيث يجعلوها تتزامن مع لهو الشباب بها وتركهم للاهم والافضل لحياتهم فترى الجنون والشغف بمتابعتها وعلى حساب التزاماتها وثقافتها وحتى عبادتها يقابله تمرير دسائس الصهاينة على هذه الشعوب اللاهية شبابها، بل يدفعون الاموال الطائلة من اجل هدر اوقاتهم وطاقاتهم وعقولهم لمتابعتها
والامر المؤسف الاخر ان البعض من وسائل الاعلام تحاول معالجة هذه الفوضوية فتزيد من الطين بلة بحكم جهلها بالمبادئ الاعلامية في كيفية فضح الكذب او تسليط الضوء على الحقيقة .
واما استخدام الكلمات البذيئة فانه اصبح امرا مالوفا سماعه او قراءته ولا احد يردعهم .
في العراق لا يوجد قانون يعاقب من ينشر الاكاذيب او التشهير بالاخرين وهذا جعل الانتقاص والنيل من اي شخص لا يروق لاي شخص ومهما كانت مكانته امر سهل وممكن، وهنا تاتي صورة ثقافة الشارع العراقي مشوشة تساعد الصهاينة على اختراقها وتوجيهها وفق ما تريد .
والنصيحة التي هي معيار وميزان لمعرفة جدوى الخبر فكر ماهي الفائدة منه ومن هي الجهة المستفيدة ؟ وستعلم مدى اخلاقية ناشر هذا الخبر ، والتفت الى الشخصية السوية والعاقلة وليس الى الشخصية المريضة التي تستانس بمشاهدة التعذيب والقتل والاغتصاب .