الدب القطبي .. سوريا الباب الواسع وعودة القطب الاخر
خمسة سنوات مرت والأزمة السورية تتفاعل بقيادة أمريكا ودول من المنطقة تزود هذا التفاعل بالمال والسلاح والإعلام محاولة اسقاط الاسد وتقسيم سوريا وتغيير الوجود السوري على الخارطة العالمية ورسم معالمها من جديد .. كل هذه الفترة وروسيا كانت لها عدة وجهات نظر منها حفظ الوحدة السورية والإبقاء على مؤسساتها العسكرية والأمنية كدولة تعتبر لوقت قصير لاعب اساسي في المنطقة وكانت روسيا دائما ما ترفض التدخل العسكري في الشأن السوري وتدافع بأستماته ضد مقررات تصاغ في البيت الابيض وتقدم في اروقة الامن الدولي لتجد الفيتو الروسي بانتظارها والتهديد
بالإطاحة بكل هذه التوجهات وربما أهم هذه التوجهات الروسية وطول هذه الفترة هو مطالبتها بزيادة المباحثات والاتصالات بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية المتمثلة بالأسد كرئيس شرعي تعتبره وبدون أي نقاش منذ اندلاع الازمة حيث أنها دائما ما تحاول اثبات شرعية الاسد كرئيس لسوريا محاولة الابقاء عليه لأنه الوحيد القادر على اللعب بقوة للوقوف بوجه كل هذه المؤامرات القادمة من الدول العربية التي تمد النصرة وداعش والقاعدة بالمال والعتاد والتأجيج الاعلامي وإشعال الفتنة الطائفية الشيعية السنية والدول هذه تريد أن ترى النظام السوري
الاسدي وقد أطيح به ومنها السعودية وقطر والإمارات وبقوة تواجد الجارة تركيا التي فتحت حدودها على مصراعيها لدخول المتطرفين الى سوريا والى العراق ,,
لم تتوقف روسيا عن محاولاتها طيلة هذه الفترة وهي تمد النظام السوري بالأسلحة والطائرات ولم تتردد مرة بالوقوف بجانب سوريا حتى اصبح واضحا لروسيا أن الاهداف الامريكية العربية التركية الاسرائيلية لم تصل الا لحالة واحدة هو القضاء على الدولة السورية وأفراغها من قوتها المعهودة لذالك وكما يبدوا أن الصبر الروسي لم يكن قادرا على الاستمرار الى الابد حتى أعلنها بوضوح من الان وصاعدا ان المستقبل السوري لا يمكن الا ان تكون لموسكو كلمة بشأنه وان على كل الاطراف المشتركة في تلك الازمة لايمكن لها تجاوز الدب القطبي والحديث بمعزل عنه طبعا أن
الايغال الامريكي بالشأن السوري ومحاولة ايصاله الى الحد الذي تعتبره امريكا النهائي وهو تفتيت الدولة السورية وعدم وجود أي خيارات أخرى جعل من موسكو أن تصمد وتدخل بقوة الى جوف الازمة وهذه المرة ليست من باب الدبلوماسية التي تفهمها موسكو بل من باب القوة التي تفهمها أمريكا واسرائيل والجماعات المسلحة باب اظهار العضلات بوضوح امام المتصارعين لترسل بقوات جوية الى قواعد روسية احييتها اليوم في اللاذقية وعلى سواحل الميا المتوسطية وتزويد سوريا بطائرات حديثة من طراز ميكويان غوريفيتش وطائرات الميغ الحديثة جدا وأعتده وآلاف المستشارين
والضباط الروس وتزويد سوريا بكل متطلبات البقاء والبقاء هذه المرة ليست للوقوف بوجه الارهاب بل بالوقوف من أجل الانتصار ..
طبعا هذا الولوج السريع لروسيا جعل من امريكا اليوم تعتبر الاسد طرف مهم ففي التباحث مع الاطراف الاخرى بعد أن كانت لا تتحدث عنه ولم تعترف بوجوده وايضا اعتبار روسيا في الخطوات هي الضرورة الوجودية في التزامن التباحثي في القضية السورية ..
اهم الاهداف التي اطاحت بها روسيا في تحركها الجديد هو تقوية الاسد وأعادة الهيبة له ثانية ليفرد جناحية بمساعدة روسيا على كامل التراب السوري وايضا تراجع بعض القوى المارقة الصبيانية كما تعتبرها روسيا مثل تركيا وقطر والسعودية لانها ستعتبر من وجهة النظر الروسية عدوة او مخالفة لقواعد اللعبة الجديدة التي عليها الدخول بها مثل ما يريدون اللاعبين الكبار او الخروج منها بدون رجعة والهدف الاخر من تقويض الحلم الاسرائيلي بتمزيق سوريا وهي تجد دولة كردية مستقبلية متكونة من أكراد سوريا الحالمين والطامحين وبدفع واضح من قبل أكراد العراق والسيد
البرزاني بالذات هذا الهدف ربما بعد التدخل الروسي سيصبح حلما بعيدا على الاقل في المستقبل القادم المنظور ,, ومن الاهداف التي يجب عدم اغفالها من هذا التدخل ان ايران وطيلة فترة الخمس سنوات كانت الداعم الواضح للنظام السوري وبوضوح حتى أن العوائل المالكة في الخليج صار لديهم من الحساسية ما يكفي للدعم المناوئ لمعسكر ايران وسوريا لكن قرار بوتين الجريء اليوم بهذه الكيفية التي غيرت المعادلة جعلت من ايران اللاعب الذي لا يشق له غبار وهو اللاعب الاكثر صبرا بالاستمرار وعدم التراجع من التزاماته لجبهة القتال السورية اللبنانية المتمثلة بحزب
الله والبقاء طويلا في الساحة دون التراجع جعل منه اليوم يظهر بصورة المارد الجديد في المنطقة او اللاعب الذي يعرف كيف يحرك قطع الشطرنج على الرقعة وفي أي وقت يشاء ..
طبعا روسيا لم تتحرك بخطوتها هذه دون النظر الى المستقبل وأنها تقدم على كل ذالك دون الحصول على مكاسب وهذا مستحيل فروسيا لها سياسة ولها أهداف استراتيجية في سوريا كحليف في المياه الدافئة هي والعراق كذالك محاولة روسيا الظهور ثانية بقوة القطب الاخر من العالم وعدم ترك امريكا تقرر وحدها رسم السياسات الخارجية بمعزل عن روسيا ,,وهذا بدا واضحا من سياسة رجل المخابرات الروسي فلاديمير بوتين وهو يحاول جاهدا اظهار الدولة الروسية بمظهر القطب او الدولة المنافسة على زعامة العالم وهذه المرة من بوابات مختلفة في سوريا والقرم وربما غدا من بوابة
العراق بعد ان تصل الاحوال في المناطق التي تدخلها امريكا مشابهه لما يحصل وحصل في سوريا وبالتالي تجد نفسها مضطرة بالتدخل بنفس الكيفية .
Kathom [email protected]
يشغل الاعلام في كل وزارة مكانة كبيرة وله اهداف نبيلة تنسجم مع الظروف والتحديات التي تواجه الحكومة من أجل النهوض بعجلة التطور على ان يهيأ للاعلام رعاية واسعة, وان تخصص له كافة الامكانيات المتاحة من اجل الارتقاء بمهامه على ان تكون الصورة ناصعة البياض لاتخضع للتشكيك والجدل , ولانه يشكل حلقة الوصل السامية بين القاعدة الجماهيرية وركن الوزارة ويتطلب فيه الصدق والجدية والحيادية والمنهجية في رسم سياسة يستطيع من خلالها ان يبرز نشاطات وجهود عمل كل وزارة بمستوى عالي من المسؤولية المناطه به. ومايظهره الاعلام على الواقع والرأي العام يجب ان يكون مؤثرا في سلوك وارشاد الناس بطرق حضارية ويستخدم عند ممارسة عمله كافة الوسائل الحديثة ان وجدت او المتاحة حسب الامكانيات المحدودة على ان تستثمر استثمارا لرفع الكفائة وزيادة نشاطات الوزارات كلا حسب اختصاصه, وما يهمنا هنا هو الاعلام في وزارة التربية وكما نعلم فالاعلام هو وسيلة تنقل فيها الاخبار والنشاطات من مكان الى اخر بصورة شفافية ويتطلب الصدق والجرأة والموضوعية وجهود استثنائية يبذلها العاملون في هذا المجال , الا اعلام وزارة التربية وهم عبارة عن موظفين خاملين ليس لهم نشاط يذكر على الواقع التربوي وينعدم تحركهم وتأثيرهم طيلة فترة السنة , وتشاركهم ايضا القناة التربوية وهي تبث برامج لم تستطيع بها ان تنجح في استقطاب المحور العائلي للمجتمع العراقي ولم يكن لها اي صدأ في اوساط المجتمع وكان المفروض ان تعد لقاءات مع الطالبات والطلبة من جميع المراحل الدراسية والذين حصلوا على معدلات عالية ومن المتفوقين كونها تمثل الجانب التربوي بدلا من اظهار تلك الحالات على القنوات الاخرى , ولايختلف الامر عند اعلام الوزارة وهو يركن في غرف مبردة بعيدا عن ما يدور في اروقة المؤسسات التعليمية على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي, قبل فترة اظهرت قناة الحرة والعراقية في الشريط الاخباري عن خبر تأجيل مواعيد امتحانات الدور الثاني للصفوف غير المنتهية الى مابعد العيد فتسبب ارباكا لبعض المدارس ,في حين ان الامر هذا من اختصاص اعلام وزارة التربية ويكون الدور ايضا للقناة التربوية لتبادر اما بتأكيد الخبر او نفيه فلم يحدث ذلك , وما شاهدته قبل فترة ان المتحدثه الرسمية لوزارة التربية سلامة الحسن اعدت لقاءات مع بعض الطالبات وتسألهم عن الدروس الخصوصية وكأن الدروس الخصوصية هي قنبلة موقوته في الواقع التعليمي , مع العلم اني لا اشجع على الدروس الخصوصية ولكن هذه الحالة اصبحت تتفاعل مع أغلب العوائل العراقية بسبب عوامل كثيرة اضرت بالواقع التدريسي العام , فلجأت الكثير من الآسر الى الدروس الخصوصية وفعلا قد ساهمت تلك الظاهرة برفع كفائة مستويات الطلبة وحققوا معدلات عالية أهلتهم الى دخول كليات المجموعة الطبية والكليات الهندسية , في الحقيقة أن اعلام الوزارة لم يقوم بدوره الوطني والشرعي من خلال اصدار ملصقات ونشرات او مجلات توزع على المدارس تبين وتوضح فيها عن الارشادات التربوية المختلفة عن الواقع التعليمي , كما تفتقر جميع المدارس العراقية الى كلمة مركزية في بداية العام الجديد تعد من قبل الاعلام ترحب وتستقبل الطلبة في اليوم الاول من العام الدراسي كونه يشكل ظاهرة وطنية تلفت انتباه جميع الآسرالعراقية , قبل فترة ظهر في الشريط الاخباري لقناة BBC العربية مواعيد بدأ الدوام الرسمي لطلبة جمهورية مصر العربية ويعود ذلك لقوة عمل وتأثير الاعلام , كما لم يهتم العاملين في قسم اعلام وزارة التربية ان يجهزوا المدارس بين فترة واخرى بملصقات جدارية توضح فيها ارشادات صحية وتوعيةعن النظافة والامانة والمحافظة على ممتلكات المدرسة والوسائل التعليمية وعلى الاقل في بداية كل عام مرة واحدة , وكل ما نشاهده في بعض المدارس هي رسوم افعى تبتلع الكتب المدرسية والعلم لتمثل الدروس الخصوصية معلقة في بعض المدارس القريبة من الوزارة فقط ,مناشداتنا الى وزير التربية الرجل الذي استطاع ان يضع الوزارة على بداية السلم الصحيح من خلال بعض التوجيهات والقرارات الصائبة , املنا ان يهتم بالاعلام كونه الذراع الاول في الوزارة ومن خلاله تصل كل التوجيهات ونستطيع من قتل الاشاعة التي تنمي السلوك والظواهر السلبية لدى الطلبة وفي بعض الآسر العراقية واعطاء دورا كافيا للاعلام وان يتجاوز فترة السبات العميقة لاننا نمر بمرحلة حرجة ويتطلب اليقضة والحذر وأن يتحمل المسؤولية الشرعية ويقف بالخندق كما يقف رجال الحشد الشعبي الابطال وهم يرفدوننا بالانتصارات بين الحين والاخر ولا استثني من ذلك ايضا القناة التربوية على أن تنمي برامجها وتزج في التلفزيون التربوي باصحاب الخبرة وتبتعد عن المحسوبية والمنسوبية والاهتمام بالمواهب لدى الطلبة وتاخذ على عاتقها القيام بزيارات ميدانية الى المدارس النائية والابتعاد عن ظاهرة تكرر زيارة المدارس في المركز كونها تظهر الصورة المشرقة للواقع التعليمي .