8 أبريل، 2024 4:18 ص
Search
Close this search box.

اعلامي حكومة/ السادسة إدارة…عبودية الزمن الجديد؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

من المعلوم ان الادارة علم وفن وذوق وكفاءة ويمكن للإدارة الحكيمة ان ترتقي بواقع المؤسسة سواء كانت حكومية او اهلية ومن اهم مؤهلات المتصدي للإدارة ان يكون ملما بفن اسلوب الادارة العلمية ووضع الخطط الانية والمستقبلية على اسس علمية ودراسة مستفيضة لموارد المؤسسة وامكاناتها هذا اذا كان المتصدي للإدارة يستحق المنصب عن جدارة لكن في اغلب الاحيان نجد ان الكفاءة لا تتوفر في البعض لانهم جاؤوا عن طريق التعيين المسبق لمتنفذين لا ترد كلماتهم فهم ذوو سلطة ونفوذ وهذا سائد في معظم دولنا التي يسمونها( متأخرة او نامية) اما في الدول المتحضرة فلا يحدث امرا كهذا الا نادرا.

هذه صورة انقلها لكم وعذرا لكل المخلصين الذين افنوا اعمارهم في سبيل ارتقاء المجتمع انهم كثير لا أشك في ذلك لكنهم و للأسف لا يملكون القرار.

استلم منصبه الجديد ودخل مكتبه لأول مرة …

نظر يمينا ويسارا ..اعلى واسفل متفحصا كل ركن من اركان المكتب وارتسمت على محياه علامة اشمئزاز وقحة فتحركت شفتاه بكلمة ضغط حروفها لتخرج بلهجة الآمر بأمر قاطع لا تراجع عنه ولا رجوع فيه…اخرجوا كل هذه القمامة….!!!!

صعقتني كلمته وبدون وعي مني هتفت مستنكرا ومرددا كلمة واحدة لم تسعفني ارادتي بقول اية اضافة اخرى:- ( لا لا لا لا) نظر الي بعينين ملتهبتين مصوبا حمما من الغضب وتداخلت حروف الكلمات لمعظم الجوقة المرافقة له فتداركت الامر قائلا :-انك المدير ولك ان تأمر وعلينا ان ننفذ…لم يعر استدراكي اهتماما يذكر وذلك من خلال تشاغله بالحديث الى الاخرين راسما خططه لشراء مكتب جديد بل ومحدد النماذج التي يريدها وكأنه ملك يأمر بإيجاد عرش لا يزول.

قال لي صاحبي انه لأمر جلل ,أيسمي هذا المأفون الأثاث ث الفاخر الذي كلف الدولة ملايين الدولارات قمامة…!!!؟؟؟ لم اجد له جوابا شافيا ولهذا تجاهلت سؤاله فالجواب يفتح ابوابا اخرى واسعة ومتشعبة للإفاضة في مزيد مما يؤسف له على انه كان محقا في اعتراضه وفي ان الاثاث الذي اسماه السيد المدير الجديد قمامة في الحق انه ثمين بل وباهظ الثمن وقد كلف الدولة ملايين الدولارات وحين رفعت رأسي واجهت المدير الذي كان يرصد حركة شفاهنا الهامسة بتعليقنا فاثبت نظره في وجهي للحظات ثم هتف قائلا ..كأنني اراك غير راض عما اصدرت من امر ..فسارعت الى القول …كلا …كلا وخفضت نبرة صوتي مبديا مزيدا من الاحترام فانفلتت الكلمات دون وعي مني ..انت المدير وأمرك مطاع بينما كان قلبي يحترق بنار الأسف على ضياع اموالنا التي تهدر بلا سبب حين يحمل أمرؤ مسؤولية هو غير اهل لها ولا يواجه بمن يتصدى لأوامره التي تنتهك الحقوق وفي ذات الوقت كنت استرجع الكثير من الكلمات الرنانة التي تلقيتها في دورات ادارية لكسب المهارة ومعرفة الجرائم المضرة بالمصلحة العامة واعرف ان المشرع العراقي في قانون العقوبات رقم 111لسنة69تناول ذلك في الكتاب الثاني منه اذ أقر لها تسعة ابواب تناول الباب الاول الجرائم المضرة بأمن الدولة الخارجي وتناول الباب الثاني الجرائم المضرة بأمن الدولة الداخلي وتناول الباب الثالث الجرائم الماسة بسير العدالة وتناول الباب الخامس الجرائم المخلة بالثقة المالية وتناول الباب السادس الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة . وهنا تبينت مدى ضعفي وكوني غير قادر على ان ابين للسيد المدير ان هذا تعد على الحقوق المالية ليس للمديرية فحسب بل للبلد كله .

ربما سأواجه باللوم والتقريع ممن يدعون الوطنية والغيرة والنزاهة لكني اود اخبارهم بحقيقة قد تكون خافية على البعض وان كانت واضحة ومبينة للكثيرين ذلك ان اغلب مرافقي المدير الجديد في دخول المكتب كانوا مجموعة من كبار السادة المسؤولين وكانوا وللأسف الشديد محط استشارة مديرنا القديم وهنا لا اخفيكم ان بينهم من المنتفعين الذين خططوا مسبقا للإفادة من مبالغ مالية حين يحول هذا الاثاث الفخم بقدرة قادر الى حطام يوضع في ركن من اركان الحديقة ومن ثم يباع بمزاد علني ليتحول الى دراهم معدودة لاتسمن ولا تغني من جوع.

السؤال الذي يخطر على ذهني هذه اللحظة هو ما الفرق بيننا وبين عبيد العصور الاولى …؟ الفرد في هذا الزمن يباع ويشترى بل استطيع القول ان الشعوب في هذا الزمن تباع وتشترى ويتصرف بمصائرها المستبدون دولا وافراد اجل التحكم بمصائر ملايين البشر…(عبودية الزمن الجديد وعبودية الزمن القديم) وجهان لصورة واحدة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب