كان لي حلم مذ كنت طفلة وهو ان امتهن الصحافة التي يطيب للناس ان يسمونها مهنة المتاعب ..ملكت مشاعري وحددت هويتي واذكر اني كثرا ما مثلت دور صحفية تتحدث الى صديقاتها الصغيرات فقد كنت اطوي الورقة بما يشبه المايك الصحفي واطرح اسئلتي وهي كطفولتي بريئة واكتب بعض السطور التي ربما لم تتحدث بها الشخصية المختارة للحديث ..سرعان ما ينتهي اللقاء فأكرر عبارة اقولها في الختام (ختاما تقبلوا تحياتي أعزائي المشاهدين والى لقاء قريب.. وبعد لحظات قصيرة اضيف كانت معكم الصحفية () في كل مرة اختار اسما ومن الاسماء التي اخترتها(مي—من وحي مي زيادة ونازك من وحي نازك الملائكة وفيروز التي كنت احب اغنياتها وترافقني في الصباح بل وربما غيرت صوتي ليوافق صوت رجل يطرح بعض الاسئلة طالبة الى الشخصية المختارة ان تعتبر نفسها شاعر او كاتب او ممثل وربما في بعض الاحيان جمعت الصغيرات بما يشبه الندوة الثقافية واقدم نفسي شاعرة تساهم بقصيدة واختار الاشعار التي تتحدث عن وقائع اجتماعية فانا تارة ايليا ابو ماضي او جبران خليل جبران او ابو القاسم الشابي الذي رددت اكثر من مرة قصيدته هكذا غنى بروموثيوس الحق اقول انني لم اعرف معنى بروموثيوس ولا ماذا تعنية تلك الكلمات اذ يكفيني ان اقدم نفسي للجمهور قائلة الشاعر ابو القاسم الشابي يحيكم ويقدم لكم هذه القصيدة آملا ان تنال رضاكم ……
مرت سنوات طويلة وطويت صفحات وتصرمت سنوات وحالت الظروف العامة والخاصة عن تحقيق الحلم الكبير(الصحافة ) وبقي طيف بروميثيوس منفردا يلوح ويختفي وربما فكرت ان اعرف حقيقة البطل الذي غناه شاعرنا الكبير (ابو القاسم الشابي) بقصيدته لكن سرعان ما تضييع في زحام المشاغل والاحداث على ان حسرة قاسية بقيت تتوقد في ذاتي جعلتني ابحث على الرغم من طول المسافة الزمنية التي تفصلني عن امكانية تحقيق الحلم ورد الزمن القاسي ممثلا بجعل ابواب الامل مؤصدة ومصمتة وهي ابدا لم اجدها مشرعة في يوم ما وعلى الرغم من كل ذاك بقيت مخلصة لامنيتي الحلم وما توقفت يوما طوال حياتي عن الكتابة والقراءة وطرق ابواب الاماني لتحقيق حلمي على الرغم من اعتبار الاخرين انني كمن يتشبث بالسراب