29 سبتمبر، 2024 5:16 ص
Search
Close this search box.

اعلاميون لبنانيون وعراقيون يفتحون الابواب نحو اعلام عربي ملتزم

اعلاميون لبنانيون وعراقيون يفتحون الابواب نحو اعلام عربي ملتزم

هناك اوجه تشابه بين الخطاب الاعلامي العراقي واللبناني تعطي صوراً متقاربة نتيجة الفضاءات الحرة التي تتمتع بها وسائل الاعلام في كلا البلدين الديمقراطيين مع اختلاف حجم التجارب في العمل الاعلامي الحر والتعاطي مع الاحداث.

لذلك جاءت زيارة وفد المجلس الاعلامي اللبناني الذي يظم عدد من الصحفيين والاعلاميين بينهم  عبد الهادي محفوظ  رئيس المجلس وغالب قنديل ، الى العراق تأكيدا لهذا التقارب والتناغم بين الخطابين ، واعني هنا الخطاب الملتزم بالثوابت المهنية والموضوعية الذي يلامس الواقع بعيدا عن تاثيرات الاجندات الخارجية التي تحاول التاثير على وسائل الاعلام بما يخدم اهدافها وخططاتها على حساب مصلحة ومستقبل الشعوب العربية.

هذه المشتركات الحيوية التي يمكن ان تسهم في خلق خطاب اعلامي عربي يحاكي مصالح وتطلعات الجماهير كانت محور برنامج عرضته قناة العراقية بمشاركة الضيوف اللبنانيين ومن الجانب العراقي الاعلامي والكاتب الدكتور حسن سلمان والصحفي حليم سلمان والناقد الادبي والمسرحي ياسين النصير ، وعلى الرغم من اهمية ما تم طرحه من افكار في محاور النقاش لكن لم يكن مقدم البرنامج موفقا في ادارة النقاش او في اختيار الضيوف حيث استضاف شخصية ادبية معروفة بالنقد الادبي والمسرحي وهو السيد ياسين النصير الذي كان يتحدث بسطحية بعيدة عن محور النقاش ، ومع احترامي للسيد النصير  لكن كان الاجدر ان يتم استضافت صحفيين عراقيين لهم تجارب في العمل الصحفي والاعلامي داخل وخارج البلاد ومااكثرهم، بدلا من استضافة شخصية متخصصة بالادب اضعفت المتحدث العراقي ، لولا حنكة وخبرة الدكتور سلمان والزميل حليم في ادارة الحوار لكان النقاش كحوار الطرشان بالنسبة للمتلقي.

المهم ان الضيوف توصلوا الى عدة محاور ذات دلالات عميقة في كيفية ايجاد ارضية لتشكيل الاتحاد العربي السمعي والمرئي وان يكون العراق هو صاحب الريادة في هذا الاتجاه من اجل
توحيد الخطاب الاعلامي العربي الملتزم بالثوابت المهنية بعيدا عن الاعلام العربي الذي يعمل ضمن اطر ضيقة ومحددة تسعى الى تزييف الحقائق وفربكة القصص وتجير الاحداث لمصالح حكومات على خلفيات طائفية او عنصرية ضيقة.

انني أرى ان محاور النقاش أفضت الى نقاط جوهرية من اهمها انه يمكن لوسائل اعلام لبنانية وعراقية ان تؤسس لخطاب عربي ملتزم يحاكي تطلعات الجماهير بعيدا عن مصالح الحكومات لاسيما التي تلبس اقنعة العروبة والشرف وتنام مع صحافتها في فراش واحد مع الاميركان والصهاينة.

انها فرصة حقيقية لتبني هذه الخطوة التي اعتبرها جريئة امام الحشد الاعلامي الضخم الذي يعتمد قلب الحقائق واثارة الفتن الطائفية وتأجيج الاضطرابات تنفيذا لاجندات خارجية تسعى للاضرار بمستقبل واستقرار الشعوب العربية والاسلامية ، فالمسؤولية المهنية والاخلاقية تستوجب الحث نحو تشكيل هذه النواة ، ويقينا ستلتحق بركب هذا الخطاب الاعلامي العراقي اللبناني عدة مؤسسات اعلامية عربية ذاقت طعم الحرية ، وبذلك سيشهد الاعلام العربي ربيعا حقيقيا يتطلع اليه الصحفيين العرب الاحرار الذين توصد دوما الابواب امام افكارهم المبدئية الحرة. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات