23 ديسمبر، 2024 11:34 ص

اعلامنا وثقافة الحوار

اعلامنا وثقافة الحوار

عندما نتحدث عن الاعلام والحوار نجد ثمة علاقة وثيقة بينهما , وطبيعة هذه العلاقة متأتية من كون الاعلام الجيد والايجابي لا بد ان يكون مروجا لثقافة الحوار , هذا من جانب ومن جانب آخر لا يمكن للحوار وثقافته ان ينتشر الا بوجود اعلام متمكن من ادواته ويعي الدور الملقى على عاتقه وهنا ارى اننا اذا اردنا ان نصل الى معرفة دور الاعلام في تعزيز ثقافة الحوار لابد لنا من اثارة الاسئلة التالية والاجابة عليها : ما الدور المناسب للاعلام في رسم صورة واقعية عن الحوار وثقافته وما اهم سلبيات الحوار في اعلامنا اليومي وما السبل والمعالجات المناسبة لخلق ثقافة حوار ايجابية في مؤسساتنا الاعلامية وكيف يساهم اعلامنا في تربية الشباب على مبادئ مستقرة تعمل على ترسيخ الرؤية الموضوعية لديه في التعامل مع حضارة الغير وقيام علاقة متوازنة مع الآخر عبر بوابة الحوار وهل يحترم الحوار المعتمد في مؤسساتنا الاعلامية الخصوصيات الثقافية للغير بمختلف مسمياته , اسئلة عديدة مع اخرى ايضا عديدة واذا اردنا ان نثورها اجابة فاننا نصل الى مفاتيح العلاقة بين الاعلام والحوار, وهنا لو اردنا ان نتوجه الى مؤسساتنا الاعلامية بهذه الاسئلة من اجل الاجابة عليها لمعرفة طبيعة الدور الاعلامي في اشاعة ثقافة الحوار نجد ان معظمها متخلفة كثيرا في تحقيق هدف اشاعة الحوار , فهي لا تعرف طبيعة الدور الملقى على عاتقها وبالتالي تغرد خارج سرب الحاجات الواقعية التي يتطلبها بناء الحوار في المجتمع واذا غردت خارج السرب لم تكتشف سلبيات الحوار المعتمد لديها وهذا يؤدي الى اغتصاب الخصوصيات الثقافية والعقائدية والاجتماعية للغير عندها نجد ان الاعلام بهذه الصورة لم يعمل على اشاعة الحوار البناء المنتج للفكر الايجابي بل العكس سينتج عنه الحوار التهميشي والاقصائي والحذفي فضلا عن تركه اي الحوار فيعني جمودا وهذا يعني سد المنافذ واغلاق المنافذ يعني تخليدا للجاهز من الحلول دون النظر الى ماهيتها وانسجامها مع الحال الواقعي ويعني سد المنافذ تعوذا من السؤال وتحصنا ضد مواقع الفراغ , اذن عملية تثوير الحوار الايجابي في الاعلام يعني تعبيد طريق الى تاكيد المفتوح والثري والممكن واللامكتمل في الموضوع والذات واعادة النظر الى ما اعتقده الجميع انهم فكروا فيه جيدا كالسلطة والحرية والمجتمع والمواطنة وحقوق الانسان والعدالة والعنصرية والطبيعة وحتى طرق التفكير , وهنا نحتاج الى تفعيل الاجابة على الاسئلة المطروحة في اعلاه من اجل تعزيز ثقافة الحوار اعلاميا .