23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

اعلامنا بحاجة الى ثقافة مؤمن الطاق

اعلامنا بحاجة الى ثقافة مؤمن الطاق

سوق وسائل الاعلام فيها الغث والسمين ، الرفيع والوضيع، الصقيع والضليع، ودائما اصحاب المكانة المرموقة لا يستطيع ان يرد على الاصوات النشاز التي تنال منه او من عقائده، ولهذا ينأى بنفسه من الرد ويستشهد ببعض الامثلة والاحاديث مثلا اميتوا الباطل بعدم الرد عليه ، او اذا اتتك مذمة من ناقص، واذا ناقشك السفيه فخير اجابة له السكوت ، ووو، ولكن اليوم وسائل الاعلام التي توجه خطابا مليء بالشتائم والاكاذيب بدا يجعلها مهنة وبحرفية لمن يخالفهم، فينفعل انصار الطرف الاخر للرد عليهم بشتائم اكثر وهنا المشكلة والمعضلة لان هذه الردود قد تكون عبء على المدافع فيقع في منزلق الاستدراج للاخلاق المنحطة ، وفي نفس الوقت لا يجب ابدا ان يتركوا من غير رد، والمعلوم للجميع ازدواجية ادارة الاقمار الصناعية في التعامل مع هذه الفضائيات فانها طائفية بامتياز ، اضافة الى ذلك لايوجد قانون صارم وحازم يحاسب من يتجاوز على الاخر بل العكس الفضائية التي تكون صادقة في نقل الحقائق تكون مستهدفة من قبل ادارة الاقمار الصناعية .

ماهو الحل للرد على اصحاب الخطاب التهجمي الذي ينتقص منا ؟ ولاننا نقتدي بتراث اهل البيت عليهم السلام فان فيه الحلول ، وهذه المشكلة حلها عند محمد بن علي بن النعمان البَجَلي ، قد يكون الاسم غريب ولكن عندما اقول يلقب بمؤمن الطاق تصبح هويته معروفة وهو من اصحاب الامام الصادق عليه السلام والذي سمح له الامام في النقاش والرد ، قال عنه الشيخ الطوسي(قدس سره): «وكان ثقة متكلّماً حاذقاً حاضر الجواب»، وقال عنه السيّد الخوئي(قدس سره): «فلا ينبغي الشك في عظمة الرجل وجلالته، وقد عرفت من الشيخ توثيقه صريحاً» .

دائما نجد هذا الرجل يرد ولا يهجم اي انه لا يبدأ بالهجوم بل الاخر يتعمد الهجوم عليه فيكون جوابه بنفس اسلوب من ينال منه او من مذهبه .

الفضائيات التي تتهمنا بالباطل وباسلوب سخيف معروفة الهوية والاتجاه، القصص اللطيفة وحواراته الرائعة مليئة بكتب التاريخ والتي تعتبر المنهجية السليمة لمن يؤسس وسيلة اعلامية للرد على من ينال منا ومن عقائدنا، من مناظراته اللطيفة مع احد الذين لا يعترفون بامامة الصادق عليه السلام قال له: «لِم لَم يطالب علي بن أبي طالب بحقّه بعد وفاة رسول الله إن كان له حق؟ فأجابه مؤمن الطاق: خاف أن يقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة»، ولما توفي الامام الصادق عليه السلام قال له مات امامك فاجابه مؤمن الطاق وامامك باق الى يوم الدين ، وله مناظر مع ابي حنيفة قال له ابو حنيفة : يا أبا جعفر، إنّ الآية التي في سأل سائل تنطق بتحريم المتعة والرواية عن النبي(صلى الله عليه وآله) قد جاءت بنسخها، فقال له أبو جعفر: يا أبا حنيفة، إنّ سورة سأل سائل مكّية وآية المتعة مدنية، وروايتك شاذّة ردية، فقال له أبو حنيفة: وآية الميراث أيضاً تنطق بنسخ المتعة، فقال أبو جعفر: قد ثبت النكاح بغيرميراث، قال أبو حنيفة: من أين قلت ذاك؟ فقال أبو جعفر: لو أنّ رجلاً من المسلمين تزوّج امرأة من أهل الكتاب ثمّ تُوفّي عنها ما تقول فيها؟ قال: لا ترث منه، قال: فقد ثبت النكاح بغير ميراث ثمّ افترقا»
هذا الرجل بسبب اسلوبه الناجح اسلوب المعادي له الشتيمة وهي نفسها اسلوب اليوم فنحن نسميه مؤمن الطاق وهم يسمونه شيطان الطاق وهذه العبارات القادحة هي نفس اسلوب الاعلام الوهابي
ولا استبعد ان البعض الذين يخجلون ان تعرف هويتهم بانهم يردون عليهم بالمثل فانهم يلجاون الى الاسم الوهمي حتى يرد عليهم بنفس اسلوبهم