كتب الاستاذ اياد الزاملي على صفحته في الفيس بوك يقول: مقال وصل عدد قراءاته 11383 قراءة .. رغم انشائية المقال الا انه حصد كل هذا العدد الكبير من القراءات ولم يمضي عل نشره سوى يومين ؟! .. احسان عطا لله العاني (اعذروني سأعلن تشيعي..!) وأعتقد انه يتساءل عن السبب.
وللاجابة على هذا التساؤل وماجاء فيه نقول ان اكثر الكتاب في العراق وخلال عشر سنوات اتبع شعار مايطلبه المستمعون، ومايطلبه الجمهور اليوم هو الخطاب الطائفي سواء كان الكاتب سنياً او شيعياً، وفي بعض الاحيان يرتفع الخطاب القومي الشوفيني تبعاً للمواقف الكردية وخاصة مواقف الرئيس مسعود البرزاني، فيتجه الكتاب لهذا الخطاب كونه المطلوب شعبياً، وقد أضيف لهذا الخطاب الطائفي المطلوب، خطاب الصراعات في داخل الطائفة بين أحزابها السياسية، ومن الملاحظ ان هؤلاء الكتاب في اغلب الاحيان تكون مقالاتهم مرفوضة من قبل الكثير من وسائل الاعلام المرئية والمقروءة، لان اغلبها تدعي الديمقراطية لكنها سلوكياً لاتنتمي لهذه الثقافة، فالمقال الذي ينتصر للشيعة لايمكن ان ينشر في وسائل النشر السنية، والمقال الذي يمتدح السنة لاينشر في وسائل النشر الشيعية، والمقال الاول ايضاً لاينشر في وسائل النشر الشيعية بسبب الخوف من الاتهام بالطائفية، وهكذا على نفس المنوال بالنسبة للمقال السني حيث لاينشر في وسائل النشر السنية، هذه هي القاعدة، أما الاستثناء فيوجد بعض المواقع الشيعية والسنية والكردية تنتهج هذا الخطاب، وأهمها المنابر الاعلامية السنية والشيعية التي لم تحصل على مناصب ومقاعد في البرلمان العراقي، ولكن هناك الكثير من المواقع الاعلامية الوطنية المستقلة تنشر كل غسيل الأطراف المتصارعة من دون الانحياز لأي طرف، وهذا مايجعلها الأكثر تعرضاً للهجوم الحربي العدواني الألكتروني، ومن هذه المواقع موقع كتابات الذي تعرض خلال مسيرته لعدة هجمات تسببت في تدمير معظم محتوياته.
لاخطاب يعلو على الخطاب الطائفي، والخطاب القومي، فاذا اردت ان تحصل على لايكات وتعليقات واعادة تغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي فعليك ان تأتي بوسائل تزيد من اشتعال النار الطائفية والقومية، ومن ثم سيكون ذلك سبباً في مزيد من الدماء، ومزيد من ضياع الحقوق الفردية والجماعية على مستوى الوطن، (أنا كاتب طائفي اذن أنا شريك في هذه الجريمة)، هذا من منظار رؤية محايدة متفرجة، ولكن حينما تسأل أي كاتب عن سبب كتابته لهذه المواضيع؛أكيد سيقنعك كما استطاع من اقناع ابناء طائفته من أنه يدافع عن الحقوق التي لايمكن التنازل عنها.
أنا قرأت هذا المقال ولم أشك لحظة بان كاتبه ليس سنياً لأن الكثير من السنة اليوم قد غرقوا في وحل الطائفية والخطاب المتعالي على أخوتهم في الوطن، وقد وضعوا أنفسهم ووضعوا البلد في مرمى النيران والصراعات الخارجية، على الرغم من أن حقوقهم في العهد الجديد مصانة، وأوضاع مدنهم والخدمات هي أفضل حالاً من مدن الوسط والجنوب، ولكن بسبب جهلهم، فهم ينعقون مع كل ناعق يحمل إليهم الدولارات الخليجية وهم في غنى عنها أصلاً ، وهم لايستمعون الى أي نصيحة من أخوانهم في الوطنية لأنهم يعتقدون إنهم أعلى شأناً من أن يستمعوا لهؤلاء الجرابيع، الذين قضوا أعمارهم وهم منبطحون لهم، ويصفقون لهم، على الرغم من كل الجرائم التي إرتكبها المجرمون طوال عشرات السنين وبعنوان السنة، واتذكر قبل أحداث الاعتصامات وكنت ضيفاً عليهم حيث كان أحدهم مندفعاً لخطاب المظلومية السنية، بعد ان خلصنا من المظلومية الشيعية، فقلت له والله ستدمرون أنفسكم، وتدمرون مدنكم، وسترفضكم كل الدول، ومنها الدول الخليجية التي تدعي دفاعها عنكم، علماً إنها لم تعط يوماً إقامة لأي سني، عبر التاريخ، لأنها لاتحب العراق، والدليل أنهم وقفوا ضد صدام عشرات السنين وهو سني، وقد دمرت العراق من خلال دفعه الى الحروب بالنيابه عنهم! وسيأتي عليكم يوم تتمنون فيه كباب حجي حسين، واعلموا ان مناطق الوسط والجنوب لن تصلها الحرب، لأن الحرب التي يقودها الارهاب السني تحتاج الى حواضن سنية، وهذا غير موجود في تلك المناطق.
ان ماجاء في هذا المقال هو في الحقيقة واقعي جداً وهو مايحصل على الارض ولو كان في العراق انصاف وعدالة لما وصلنا الى هذه الحال … إن مشكلة العراق على الرغم من تشعبها وبالرغم من كونها عويصة في
نظر البعض، فإنها تقع على عاتق طائفة واحدة في العراق .. فهم من تسبب بكل مايجري! وهم وحدهم القادرون على إنهاء كل هذه المأساة (لأن من اشعل النيران يطفئها وإن من بدأ المأساة ينهيها ) على رأي نزار قباني وذلك يتم من خلال اعترافهم بان الآخرين في العراق من غير السنة لهم حقوق ولابد من الاعتراف بها والتعايش معها، فالحقوق والواجبات تسري على الجميع … وكفاكم تكبراً على أبناء هذا الشعب من غير طائفتكم فأنتم تتكبرون لا لشيء سوى انكم حكمتم بالباطل لأكثر من ثمانين سنة، وعليكم ان تطالبوا بحقوقكم كاملة ونحن معكم أما أن تأكلوا مع العميان وتضربوا الثريد بأكمله فهذا مالا يكون ولن يكون بعد اليوم لأن الوضع الدولي اختلف ولأن العميان الغمان (فتحوا بلبن الجاموس)ولن يسمحوا لكم بالتعدي على حقوقهم، وربما ماجرى عليكم يكون عبرة لكم لكي تعرفوا معنى الامن والعيش بسلام وتعرفوا أن الله حق ولايمكن أن ينحاز لطائفة على غيرها حتى وان كان غير إسلامية. فالله لا يحاسب الجماعات وانما يحاسبكم فرادى. وكما يقول المثل الشعبي(كل لشه معلكَة من كراعها)