23 ديسمبر، 2024 10:55 ص

( المكان غير واضح المعالم يضج بالدخان يظهر وسط الدخان جابر الاعمى وحارس المكان)

جابر : أراك ترتدي عباءة الغياب وتفتح الموت على مصراعيه يتقدمك نحرك

الحارس : من أنت وماذا تفعل هنا

جابر : أبحث عمن يدلني على الله

الحارس : هل أنت مجنون الله في السماء

جابر : الله في كل مكان

الحارس : ماذا تريد من الله في هذا الوقت المتأخر من الليل

جابر : أنا أعمى لا أحدد الوقت وأنما الوقت يحددني جئت أشكو الى الله

الحارس : أن كانت لديك شكوى فأذهب الى قصر السلطان

جابر : سلطانكم هو من ظلمني وقتل من أحببت

الحارس : اش اش أخفض صوتك والا كانت نهايتك ونهايتي

جابر : أحسست أنني انتهيت يوم قتل يوم قبلت حرابهم جسده

الحارس : من تقصد هل تقصد من أحرس قف مكانك واياك أن تتحرك فأنت خائن

جابر : خائن من انحنى ليركبوا على جسده مطية خائن من سجد الى سلطانه خوف وطمع

الحارس : اخرس قلت لك اخرس أحمد الله انني كشفت المؤامرة حتما سيكافئني السلطان على فعلتي هذه

جابر : مؤامرة

الحارس : أجل فأنت من أتباع هذا الملقى على أرض المعركة وحيد بلا ناصر بعد ان نصر الله السلطان عليه

جابر : وهل انتصر سلطانكم حقا

الحارس : من تسأل التحف الموت ومن أسأل في قصره الان يشرب الخمر

جابر : هل تعلم ان من التحف الموت انتصر وهزم من في القصر

الحارس : هههههه رجل مجنون وأعمى حتى في بصيرته

جابر : دلني عليه

الحارس : من الذي في القصر

جابر : لعنة الله على من في القصر دلني على من التحف الموت

الحارس : ( يرفع سيفه ويضعه على رقبة جابر)

لا تقلق ستلتحق به قريبا بعد ان أخذك الى مولاي السلطان وتتم محاكمتك بتهمة الخيانة

( موسيقى… اظلام )

( اضاءة على المكان يظهر السلطان جالس على عرشه وأمامه يقف جابر)

السلطان : ياأيها الاعمى ماالذي كنت تفعله في مكان منعنا الناس ان تتوجه اليه

جابر: توجهت الى الله فرأيت نفسي هناك توجهت الى الله كي يدلني على جسد من أحببت لأواريه التراب

السلطان : الله معي لذلك نصرني عليه

جابر: لم يكن يوم معك

السلطان : لا تجادلني فيما أقول فما أقول هو الحق

جابر : أوتعرف الحق

السلطان : أراك سليط اللسان أيها الاعمى ولا تعرف من تخاطب … من أنت

جابر: انا أول المبصرين

السلطان : هههههههههه

جابر: سخريتك تدل على غباءك

السلطان : اخرس ..

ايها الحراس خذوه الى السجن حتى تتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى

( موسيقى…اظلام )

( اضاءة على المكان حيث يقف جابر خلف القضبان على جانب من المكان وفي الوسط يجلس القاضي وفي الجانب الاخر يقف المدعي العام خلف المنصة )

( صوت الحاجب وهو ينادي ( محكمة) )

القاضي : أمامنا قضية تمس أمن البلد ولابد من النظر فيها

جابر : بلد تنحر فيه رموزه ويعتلي أغبياءه سدة الحكم بلد يمحي ذكر الله من سجلات الذاكرة ….

القاضي : ( يضرب بمطرقة على الطاولة)

اصمت ولا تثرثر ..

( يقرء في الاوراق التي أمامه)

فليتفضل المدعي العام لتقديم مرافعته

المدعي العام : سيدي القاضي ..الخيانة التي أقدم عليها هذا الاعمى مرة جدا فقد وجد على أرض منع السطان عنها الناس لكنه وبكل وقاحة كسر صومعة الخوف واقترب الى الجسد الملقى في المكان

جابر : الخوف من الله أولى من الخوف من بشر والجسد الذي اشرت اليه أطهر منك ومنهم

المدعي العام : كفاك تبجح وأشرب هزيمتك انت وسيدك

جابر : سيدي لم يهزم والدليل خوفكم منه حتى وهو ميت

القاضي : ( يضرب بالمطرقة على الطاولة )

المدعي العام : اسمح لي سيدي القاضي أن أطرح على المتهم بعض الاسئلة

القاضي : تفضل

المدعي العام: ايها المتهم كيف وصلت الى هناك وأنت أعمى

جابر: أوصلني الله كي أواري الجسد الطاهر التراب

المدعي العام : من كان غير الله معك

جابر : كنت وحدي وبعض من ايماني

المدعي العام : اذن كنت تخطط لثورة

جابر: الثورة موجودة ولا داعي لأخطط لها

المدعي العام : سمعت بأوامر السلطان ورغم ذلك تحديتها وذهبت

جابر : خطواتي كانت تشدني الى المكان وخوفي أن أموت بلا عنوان فذهبت ليكون هو العنوان

المدعي العام : هل رأيت من تبحث عنه

جابر : حبيب لا يجيب حبيبه

المدعي العام : هههههههه

جابر: لا تضحك فسوف تضج بالبكاء قريبا

المدعي العام : سيدك رفض أوامر السلطان فقتله

جابر: وسيدك سرق السلطة وعاث في الارض فساد فكان أولى بسيدي أن يثور عليه

المدعي العام : المعركة كانت من أجل عرش

جابر : المعركة كانت عقادية سياسية فكرية دينية معركة حق ضد باطل

المدعي العام : الا تخاف الموت

جابر : والله انني أأنس بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمّه

المدعي العام : سيدك هو من دعى للقتال

جابر : كذبت الا تذكر قوله أما بعد فأنسبوني وانظروا من أنا ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يصلح لكم قتلي

المدعي العام : أنت تزور الحقائق وتحيد عن الحق ومصيرك سيكون الموت

جابر : لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد

المدعي العام : أسكت فقد أضجرتنا بكلامك

القاضي: مادفاعك عن التهم الموجهة اليك

جابر : ليت عيوني تفقه المكان ليت يدي تكف عن الارتجاف ليتني كنت معه

القاضي : اذن أنت تعترف بما منسوب اليك من جرائم

جابر: اعترف انني تأخرت ولم أقدم نفسي قربان لأجله هل تعلم ايها القاضي من أقصد

القاضي : متمرد خرج ثائر ضد السلطة

جابر: ما تعني بالسلطة ثلة من اللصوص

القاضي : اصمت فقد تجاوزت الخطوط الحمراء أنا أمثل السلطة

جابر : أنت تمثل السلطان لا السلطة

المدعي العام : سيدي القاضي أطلب من سيادتكم اصدار قرار الاعدام بحق هذا المجرم الوقح

القاضي: سؤال أخير للمتهم مالذي أتى بسيدك من مكانه الى هذا المكان اليس لأحداث حركة تمرد

جابر : رسائلكم هي من أتت به

المدعي العام : سيدي القاضي أنا لا أسمح بتزييف الحقائق

جابر : سمحت أم لم تسمح ما أنت الا مهرج يرقص على ايقاع السلطة

المدعي العام : اخرس

جابر : اشعر انني في سيرك وأنكم قرود تتقافزون خوف وقلق

القاضي : أنت تتمادى كثيرا ايها الاعمى الاتخاف الموت

جابر : الموت كتب علينا كما كتب على اللذين من قبلنا

المدعي العام : وقاحتك وازدراءك بالمحكمة بن تمر مرور الكرام

جابر : انا هوة أخرى ستطيح بكم

القاضي : من انت قل لي من انت

جابر: انا جابر صوت جاء ليقض مضاجعكم ويكتب الاحداث كما جرت لا كما كتبتم

المدعي العام : هههههههه اعمى ويكتب

جابر : نعم سأكتبكم لعنة وبصمة خداع

المدعي العام : كيف ستكتب وانت اعمى التاريخ يكتبه المبصرين

جابر: وهل حقا انتم مبصرون

المدعي العام :اخرج الى الناس واسأل ستعرف التاريخ

جابر : أرفع يدي الى الله وأعرف التاريخ

المدعي العام : اخرس ايها الوقح

( موسيقى … اظلام )

(صوت حاجب المحكمة وهو ينادي ( محكمة) )

القاضي : النطق بالحكم …

بناء على ماورد من خلال سير التحقيقات وأقوال المتهم ومرافعة المدعي العام قررت المحكمة أعدام المتهم جابر وذلك لعدم كفاية الادلة …

رفعت الجلسة
موسيقى … اظلام