اعلنت صباح اليوم السبت وزارة الداخلية السعودية ، تنفيذها حكم الإعدام لـ 47 شخصا بينهم رجل الدين الشيعي وسعودي الجنسية الشيخ نمر النمر.
الامر الذي ادى الى العديد من ردود افعال مختلفة في العالم العربي والاسلامي ، سنة وشيعة ، رؤساء دول ، ساسة ومنظمات دولية ومجتمع مدني ، والمنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان .
وبعد هذا الحدث الرهيب ، هناك عدة تساؤلات نطرحها ثم نجيب عليها:
1-خلال فترة احتجاز الرجل كانت هناك العديد من الوساطات التي توسطت من اجل اطلاق سراحه ، وقد طمأنت السعودية الوسطاء بشأن ذلك ثم فاجأت العالم بتنفيذ حكم الاعدام ؟.
2-لماذا اختارت السعودية هذا الوكت بالذات بتنفيذ الحكم بالنمر، وخصوصا بعد اندحار داعش في الرمادي وكون السعودية متهمة بدعم هذا التنظيم الارهابي ؟ .
3-الا يعتقد أن السعودية ارادت اثارة حفيظة ايران ، لأنها العدو اللدود للسعدودية والعكس ايضا صحيح ؟ .
4-الم يكن قيام السعودية بهذا الفعل كان امرا مقصودا لشغل العالم العربي والاسلامي لتغطية ازمة سياسية تمر بها السعودية داخليا وخارجيا ؟ .
5-الا تظنون ان السعودية قد استعجلت الامر ، وهو من باب الانتحار السياسي ، سيما وان الحكومة الايرانية قد اعلنت بقولها ان السعودية “ستدفع ثمناً باهظاً” واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية “من الواضح أن نتائج هذه السیاسة غیر المسؤولة تعکس علی نفس الحكومة السعودیة التي تدفع ثمنا باهظا لمتابعة هذه السیاسة” ؟.
فمن ردود الافعال هذه تصريح رئيس الحكومية العراقي حيدر العبادي الذي قال : ان اعدام السعودية للنمر لن تجلب الا مزيداً من الدمار والخراب للمنطقة . واذا دققنا في عبارته الاخيرة ، اعني (الدمار والخراب) فأن لها عدة معان ، منها انه يتوقع بقيام ضربة ايرانية الى السعودية ، ربما تفاجئ بها العالم العربي والغربي معا . وهو نفس قول الحكومة الايرانية ، السعودية ستدفع الثمن .
ومن جانبها حملت دار افتاء اهل السنة في العراق ، السلطات السعودية مسؤولية بما اسمته اذكاء فتنة جديدة في الأمة الاسلامية . وقد اصدرت بيانا جاء فيه : انه “في خضم الاحداث التي تمر بها الامة العربية والاسلامية وقد استعرضت الفتنِ بقواها الشريرة على هذه الامةِ كعيدانِ الحصيرِ وقد القت بضلالها على كيان الامة العربية والاسلامية والكيسُ هو الذي ينئى بنفسهِ عن هذه الفتن”. واضاف البيان ، “تمنينا ان لا ينفذ هذا القرار ، لانه قرار حكام لا شعوب ومخافةً ان يُلقي بضلاله على ابناء الامة الاسلامية بفتنةٍ جديدةٍ ولكننا نقول الحمد لله الذي رزق الامة بعلماها أولي الحكمة والكياسةِ وسيتحول هذا الحدث في صالح ابناء هذه الامة في جمع شملهم وان دم الشيخ النمر يوحدنا ولا يفرقنا كما وحدنا دم الامام الحسين ، نهيب بالامة العربية والاسلامية الصبر الجميل والاحتساب”. وتابع “اننا من دار الافتاء العام لأهل السنة والجماعة في العراق نشجب ونستنكر بشدة ما قامت به السلطات السعودية بحق الشيخ النمر وسيتحملون المسؤولية كاملةً في اذكاءِ مثل هذه الفتن .
ونفهم من هذا الكلام ان دار الافتاء قد برأت ذمتها ، واعربت عن موقفها السياسي والديني ، ومن باب آخر انها اعتبرت اعدام الرجل امر غير مسؤول من الجانب السعودي ، وان ذلك كان امرا يراد منه تذكية فتنة ليس الا ، وهذا الكلام هو جوابا لأحد الاسئلة التي طرحناها.
ونقول ان السعودية قد استعجلت الامر اولا ، وكان يفترض بها ان تطلق سراح او ان تنفيه وتسقط عنه الجنسية السعودية ، وتنهي ملفه افضل مما تثير حفيظة عموم المجتمع العربي والاسلامي ، خصوصا وان المنطقة برمتها تمر بظروف غير طبيعة من تهديد ارهابي يهدد امن العالم كله . وقد قيل في الحكمة (ان في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) واكيد ان هذا المعنى تفهمه الحكومة السعودية جيدا ، لكن بما فعلته كان مقصودا ويراد منه اثارة فتنة تعتقد السعودية هي التي ستكون رابحة فيها . ولا ندري ماذا سيحدث بعد ذلك فلايام كفيلة بالامر ولا نستعجل الحدث .