8 أبريل، 2024 1:06 م
Search
Close this search box.

اعدام الكساسبة ضربة يجب ان تعيد الاردنيين الى وعيهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما تلقاه الاردن باعدام الطيار معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش حدث فاجأ الاردنيين المتعاطفين مع داعش الذين يمدون هذا التنظيم بالافراد والمال والاعلام , وهم كانوا يمدون من قبل سلفه التوحيد والجهاد التنظيم الذي اسسه المقبور الاردني ابو مصعب الزرقاوي .

عندما وقع الطيار الاردني الذي كان يقوم بطلعات على داعش في سوريا صرح والده ومقربون من اسرته بان معاذ بين اخوانه المجاهدين , وهذا التصريح يكشف عن واقع النظرة العامة للاردنيين نحو داعش , حتى اذا ما اعلن التنظيم اعدام معاذ اصبح تنظيما ارهابيا لا يعرف الاسلام ولا سماحة الاسلام على حد توصيف وزير الاعلام الاردني , وان الجميع يجب ان يتعاون على اجتثاثه والقضاء عليه ولو بالتدخل العسكري البري لضرب قواعده في سوريا والعراق .

لقد حذر العراق الاردن جميع دول الجوار بان نار الارهاب ستنال منهم ان هم ظلوا على موقفهم السلبي من العراق وهو يواجه داعش وقبله الزرقاوي والتنظيمات الاخرى , وكان الاردن ومازال القاعدة الخلفية لكل منفذي ومرتكبي جرائم الارهاب في العراق , فهو البلد الذي يأوي المجرمين الهاربين من البعثيين وعتاة الطائفيين السنة من حارث الضاري الى عدنان الدليمي , وهو من سهل حركة هؤلاء واتاح لهم عقد اخر مؤتمر لهم في عمان الصيف الماضي خططوا فيه كيف يواصلون امداد حرائق العراق بالوقود , كما انه البلد الذي كان يدخله بحرية من ادار واجج الفتنة الطائفية في اعتصامات الانبار العام الماضي .

في تغطيتها للحدث عرضت محطة (سكاي نيوز) العربية ردودا وتصريحات لمسؤولين ومحللين عرب , وعلى الرغم من وضوح جرائم داعش لكن هؤلاء حرفوا الاحداث عن مدلولاتها وابعدوها عن اسبابها الحقيقية , احد المحللين اعتبر داعش تنظيما ليس عربيا !! ولاندري ان كان هذا (العبقري) يعرف نسب ابي بكر البغدادي وبلده ام لا ؟ , الاخر قال ان فكر ابن تيمية وفتاواه هو الفكر والفقه الذي يتغذى عليه تنظيم داعش لكن الرئيس السوري والسيد نوري المالكي هما سبب ظهور هذا التنظيم , بل حمل السيد العبادي رئيس وزراء العراق ايضا جزءا من المسؤولية لانه لم يتصالح بعد مع مجرمي حزب البعث !! , والى جانب هذه التفاهة والسقوط الاخلاقي لهؤلاء المحللين صرح وزير بحريني بان بلاده تقف مع الاردن في مواجهة الارهاب وانها قبل ايام اسقطت الجنسية عن بحرينيين ينتمون الى

داعش مع ان العالم كله يعرف ان نظام آل خليفة اسقط الجنسية لاسباب سياسية عن مواطنين بحرينيين يطالبون بطريقة سلمية بالديمقراطية والحرية لشعبهم .

الاردن بعد الكساسبة دخل مرحلة خطيرة جدا كونه بلد شعبه قبلي متعصب يتعاطف مع داعش مهما كانت النتائج , فمن هذا الشعب خرج الزرقاوي , ومعلمه ابو محمد المقدسي منظر التيار السلفي المتطرف , وكذلك ابو قتاده الذي رحلته بريطانيا الى الاردن لثبوت تورطه في دعم الارهاب والتنظير له , وبازاء هذا التطرف تقف الدولة والتيار المتنور للدفاع عن امن الاردن ودفع عادية الارهاب عنه , ومطلوب من الدولة للحفاظ على نفسها وشعبها تجريم الفكر السلفي المتطرف وتقييد حركة مجرمي البعث والطائفيين الهاربين من العراق الذين يديرون جرائمهم من فنادق عمان وتسليمهم الى بغداد .

نعتقد ان اعدام الكساسبة ضربة تلقاها الاردن لعلها وعساها ان تعيد شيئا من العقل وحسن التفكير الى العقول البدائية هناك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب