19 ديسمبر، 2024 7:01 ص

اعدام الشيخ النمر وتداعياته من وجهة نظر قانونية

اعدام الشيخ النمر وتداعياته من وجهة نظر قانونية

ظهرت الدولة القومية خلال القرن السابع عشر ورافقها ظهور مفهوم السيادة ومبدأ عدم التدخل حيث ان الدولة القومية تمتلك القوة على مواطنيها وأرضها ضمن كيانها السياسي ويكون شعبها حرا في اختيار شكل النظام السياسي المناسب ولا يحق لأية دولة التدخل في شؤونها الداخلية.
ولذلك حاولت امريكا وحلفائها اضفاء الشرعية على تدخلاتها دون جدوى فبقت منطقة حضر الطيران في العراق غير قانونية وكذلك كان تدخلها عسكريا في العراق (احتلالا) من وجهة نظر القانون الدولي وحملها المجتمع الدولي مسؤولية كل ما يحدث في العراق عدا حكومات ما بعد الاحتلال التي لم تعاتبها على جرائمها في تدمير البنية التحتية وقتل العراقيين بل وحتى اغتصاب النساء بينما أقامت الدنيا ولم تقعدها على ما هو معروف للقاريء.
الاديان والمذاهب كما نعلم هي عابرة للدولة القومية وعابرة حتى للقارات فالارثوذكسية تعبر روسيا الى سوريا الى جورجيا والكاثوليكية مثلها والمذهب الجعفري يعبر العراق العربي الى ايران الفارسية وهكذا المذاهب المسلمة الاخرى.
من هنا جائت الرموز فكما عبر رمز البطل القومي عبدالناصر مصر الى كافة اقطار الوطن العربي قد يعبر رمز ديني مذهبي حدود الدول القومية ومن هنا جائت فكرة ولاية الفقيه الايرانية الا انها تعدت عمليا مسألة الايمان والاعجاب لتدخله في باب عولمة الامامة السياسية للهيمنة على العالم الاسلامي فالولي الفقيه لم يبق رمزا دينيا بل ان مهماته وصلاحياته تجعل منه المهيمن على السلطات الثلاث في ايران حيث ينص الدستور الايراني على ان مهماته هي((تعيين السياسات العامة والاشراف عليها ، قيادة القوات المسلحة ، اعلان الحرب ، نصب وعزل رئيس الجمهورية ورئيس اركان الجيش وقائد حرس الثورة ، تنظيم العلاقة بين السلطات الثلاث)) بل وينص الدستور على ((في زمن غيبة الامام المهدي تكون ولاية الامر وامامة الامة بيد الفقيه العادل)) وبما ان ((الدين الرسمي لايران هو الاسلام والمذهب الاثنا عشري وهذه المادة تبقى الى الابد غير قابلة للتغيير)) وبما ان المادة 11 اعطت لايران مهمة ((تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم الاسلامي)) اي ان يكون المسلمون دولة واحدة وبما ان الدستور الايراني رغم ايمانه بحقوق الاقليات ومنها المذاهب الاسلامية الاربعة الا انه حرمهم من المناصب الحساسة كالرئاسة ومجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الشورى وغيرها فهذا يعني ان اغلبية العالم الاسلامي ستكون اقلية ويبقى الولي الفقيه الفارسي يحكم الامم المسلمة. وهذا يعني بالتالي استعمارا لتلك الامم المسلمة .بل ويعني تهميش الحوزة العلمية في النجف الاشرف
نخلص الى القول ان الشيخ النمر كان من حقه المكفول ان يوجه النقد للنظام السياسي السعودي كمواطن سعودي ضمن الاطار الديمقراطي وهو من حقه ايضا كونه فقيه ضمن اطار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا ان دعوته لنظام ولاية الفقيه في السعودية  وأقطار الخليج العربي يعني بناءا على فهمنا التحريض على اسقاط النظام القائم وربط المملكة وغيرها بالنظام الايراني أو بالولي الفقيه العادل الفارسي..ولا نعتقد ان هناك دولة في العالم تقبل بذلك ، وتجدر الاشارة الى ان الشيخ كان يلح في خطاباته على هذا الموضوع.
اليوم تم الحكم بالاعدام شنقا على السيد عبدالباقي السعدون القيادي في حزب البعث فهل يحق للسعودية ان تتدخل في شؤون العراق وتعترض لأنه سني؟؟اين السيادة اذا وأين الدولة القومية؟؟ ومن اين جاء السيد العبادي بحق العراق بالاعتراض ناسيا ان الدستور العراقي يؤكد على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ؟؟ومن اين اكتسبت القناة العراقية الممولة من خزينة المسلم والمسيحي والصابئي بحقها في تغطية احتفال يوم 11 كانون ثاني بمناسبة مولد النبي محمد (صلعم) الذي مر عليه اسبوعين بمولد الشيخ النمر حيث ذكر في الاحتفال ان استشهاد الشيخ النمر يعتبر ولادة له ونحن نسير على نهجه
السؤال هو : هل جفت ارحام العراقيات عن ولادة عراقي نسير على نهجه؟؟؟

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات