23 نوفمبر، 2024 4:22 ص
Search
Close this search box.

اعتقال كادر قناة البغدادية في الناصرية وإغلاق مكتبها في بغداد

اعتقال كادر قناة البغدادية في الناصرية وإغلاق مكتبها في بغداد

لا نعرف بالضبط ما الذي يريده المسؤول من الإعلامي في زمن الانفتاح والحرية وصوت العراق الجديد كما أرادوه لنا عقب الديكتاتورية والصوت الواحد .. لقد تعددت الأصوات وهذا هو المطلوب بعد زمن إخراسها .
أليس هذا ما كنا نتصوره في إعلام حر مستقل ينبعث من رحم الأوجاع ويلتقط أنفاس من أثقلهم اللهاث وراء كلمة تنفع في اليوم الأسود كما يفعل القرش الأبيض في ذلك اليوم كما يقولون .؟
أكرر السؤال .. ما الذي يريده المسؤل من الإعلامي في وقت  أصبح فيه العراق مرتعا للموت والمفخخات والفساد ؟
أيجمل الصورة ويرتشها ويقول غير ما تراه عيناه وتسمعه أذناه ليرضى المسؤل عنه ويكافئه ويكرمه ؟ أم انه يعيش الصورة في مأساتها ، ينقلها إلى العالم بصدق انتمائه إلى المنهج الإعلامي الشريف ، والإعلام هو صوت الحقيقة  وهو السلطة الشرعية التي لا رادع لها مع الحق ؟
في الأمس أغلق مكتب البغدادية في بغداد ، والجميع يؤكد أنه لا علاقة له بالإغلاق لا مجلس الوزراء ولا مجلس الأمناء في شبكة الاعلام ولا وزارة الداخلية ومع ذلك يبقى المكتب مغلقا ووسائله محتجزة .
لماذا تشاهد الناس البغدادية وتثني على أدائها ؟ ولماذا يغتاظ المسؤل من هذا الأداء ؟
أليس الأعلام هو العين الحقيقية  للمسؤل أمام الله أولا وأمام نفسه ثانيا وأمام الناس الذين نصبوه على منصبه بأصواتهم ؟
عندما تتحدث البغدادية عن الفساد ، فهي لا تتحدث اعتباطا وإنما بالوثائق والحجج الدامغة ومع ذلك لم نسمع أو نشاهد يوما أن مفسدا حوسب بسبب الأدلة التي توثق لها البغدادية بالصوت والصورة .
أليس المسؤل في الدولة هو خادم الشعب كما عبر هو عن نفسه في بداية الانتخابات ؟
ما المشكلة إذن عندما تسترعي البغدادية انتباه خادم الشعب ومسؤله عن الخروقات التي تجري من تحته وهو لايعلم ، والسلطة بيده والقانون هو من يمثله والشعب معه وهو إرادته الحرة وصوته القوي أذا أراد أن يرفعه بوجه المفسد أو الظالم  ؟
لم نجد في البغدادية وإعلامها ما يسيء إلى السلطة أو الحكومة إطلاقا .. كل ما نراه على شاشتها هو إعلاء صوت الناس وإطلاق آهاتهم وعكس مواجع آلامهم وهمومهم أنهم في الناصرية كما في المحافظات الأخرى جنود متطوعون ، يسبقون ليلهم بالنهار ويتراكضون نحو الأماكن المتعبة وأهلها الفقراء بخطى لا تعرف التعب أو الكلل ، ينقلون صوت الحق ويضعونه جاهزا أمام المسؤل الذي عليه أن ينتبه إلى الحقيقة ، يعالجها ويحاسب المقصر ، ثم ينتبه إلى أولائك الجنود الأبطال يكرمهم ويشد على أياديهم لا أن يعتقلهم ويغلق مكاتبهم .
إنني إذ أعبر بصدق عما اكتبه الآن أتمنى على السادة المسؤولين أن يجعلوا من البغدادية وغيرها من قنوات الشعب الفضائية المهتمة بآلام وهموم الناس سلاحا بأيديهم لا سلاحا ضدهم وأتمنى عليهم أيضا أن يبادروا إلى فتح مكتب البغدادية في بغداد والاهتمام به وتحصينه وحمايته من العابثين ، وأقول لأخوتي في الناصرية من الإعلاميين الشجعان في قناة البغدادية ( رياض الاسماعيلي ، ماهر عبد المجيد ، شمم رياض ) أنكم أوفيتم لشعبكم وأوفيتم لوطنكم وكل ساعة أمضيتموها في لاعتقال هي وسام شرف يعلق على صدوركم وشهادة حب ووفاء وتقدير من شعبكم إليكم .. وشكرا للسيد يحيى الناصري محافظ ذي قار على تفهمه للوضع ودعمه للأعلام الحر الشريف في المحافظة .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات