13 أبريل، 2024 3:14 م
Search
Close this search box.

اعتقال طفل لـتهريبه 80 لتراً من البنزين

Facebook
Twitter
LinkedIn

إذا كانَ مصطفى وجدان ابن السماوة قد حكم عليه بالسجن لمدة عام لأنه “سرق” علبة كلينس، فماذا نقول عن كرار صباح جاسم ابن الحلة الذي أحيل الى المحاكم لسبب غريب عجيب!
وإذا ما كنت قد كتبت عن ابن السماوة الذي تقرر إطلاق سراحه بعد إثارة قضيته على شبكات التواصل الاجتماعي، فها انذا اليوم اكتب عن قضية كرار صباح جاسم ابن الحلة الذي كما يبدو فان قضيته اغرب من قضية مصطفى وجدان ابن السماوة!
ولمن لا يعرف حكاية ابن الحلة، أقول ان الأسبوع الماضي تم إحالة قاصر يبلغ من العمر 16 سنة على المحاكم المختصة في محافظة بابل بتهمة تهريب المشتقات النفطية!
مهلاً.. لا تظنوا ان “كرار” عضو في عصابة لتهريب المشتقات النفطية من خلال أسطول ناقلات كما يجري ذلك من خلال عصابات متنفذة تهرب المشتقات النفطية بالاتفاق مع كتل سياسية متنفذة، أو ان “كرار” عضو في عصابة تقوم بثقب أنبوب نقل النفط من هنا لهناك لتهريبه، إذ ان حكاية “كرار” تختلف كليا عن هذه العصابات المتخصصة بتهريب المشتقات النفطية في وضح النهار بدون رقيب أو حسيب!
حكاية “كرار” بكل بساطة كان يبيع البنزين في الشارع من خلال “جلكان” لا يستوعب سوى 80 لترا فقط، اكرر 80 لترا فقط من البنزين، اشتراها ابن الـ”16 عاما” من البنزين خانة، وراح يبيعها بسعر أعلى بقليل من السعر الرسمي في محطات البنزين، واعتقد ان هذا العمل لا يحاسب عليه القانون، إذ مثلما اشتري أنا مثلا سلعة ما ومن ثم أقوم ببيعها بسعر أعلى، فهل هذه جريمة أم “فهلوة وشطارة” كما يسميها البعض؟
المهم.. حينما كان “كرار” عارضا الـ”80 لترا” من بنزينه توقف قربه احد أعضاء مجلس قضاء المسيب، وربما اختلفا على السعر، فلم يكن امام عضو مجلس قضاء المسيب إلا تسليم الطفل “كرار” إلى مركز الشرطة ليتم بعدها إحالته على المحاكم المختصة بتهمة “تهريب” المشتقات النفطية!
لكن.. الحمد لله تم تشكيل فريق من المحامين يتولى الدفاع عن الطفل كرار صباح هاشم، ولا اعرف هل ستستجيب المحكمة المختصة ببراءة ابن الحلة أم انه سيحاكم بتهمة تهريب المشتقات النفطية؟
الغريب.. إن حيتان الفساد يعترفون أمام شاشات التلفاز باستلامهم الرشاوى وبملايين الدولارات بدون اعتراض وبدون أية محاكمة، والعجيب انه يتم يوميا تهريب ملايين الدولارات من خلال مزاد العملة الذي لا يجري في أية دولة في العالم إلا في العراق، ومع ذلك فان هؤلاء المهربين أحرار بدون حساب لأنهم يحافظون على استقرار سعر الدولار! كما يدعي المسؤولون!
عجيب غريب.. عراق الديمقراطية هذا البعض يهرب ملايين الدولارات يوميا بدون عقاب والبعض الآخر يبيع 80 لترا فقط من البنزين ليتم إحالته الى المحاكم بتهمة تهريب المشتقات النفطية، لا لشيء إلا لأنه “ابن سوك” كما قال احد أعضاء مجلس بغداد وليس لديه “ظهر” يحميه!
والسلام على فقراء العراق!
نقلا عن المشرق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب