23 ديسمبر، 2024 7:55 ص

اعتقال ( الشعب ) التركي

اعتقال ( الشعب ) التركي

إنتقدنا بعض الأخوة والزملاء الكرام حول ما نشر من معلومات غير صحيحة في مقالتي عن الإنقلاب في تركيا ، وكانت حجتهم أن البيانات والمعلومات وما يجري من أحداث فعلية في تركيا لاتنقلها وسائل الإعلام بدقة! ولأنني مواطن عادي يتابع الأخبار بوساطة وسيلتين إعلاميتين، الأولى مواقع التواصل الإجتماعى وهي كثيرة جدا ولا يمكن التركيز عليها أو العثور على خبر مؤكد فيها والثانية وهي الأهم،القنوات الفضائية وإمكاناتها غير المحدودة والمتواصلة في متابعة وملاحقة أي خبر، كما جرى في تركيا تماما، وضع غامض عن محاولة إنقلابية للجيش وماتلتها من أحداث أظهرت للعالم أمرا مختصرا مريبا وغامضا لم يقتنع به المحللون والإعلاميون المحايدون حتى هذه اللحظة.. فعامة الناس يعتقد أن نجاح الإنقلابات نتيجته واحدة وهي إسقاط السلطة الحاكمة، أما فشله فيعني القبض على منظمي المحاولة الإنقلابية أو المشجعين لها.. بإسثناء ماجرى ويجري في تركيا الجارة التي يهمنا جدا وضعها الأمني وإستقرارها.. فثورة الشعب التركي لم تبدأ بإنقلاب عسكري قامت به دبابات وطائرات وبواخر، ألقي القبض لاحقا على المتورطين بها كما أظهرته وسائل الإعلام التركية والخطوط المناصرة لها في بعض دول المنطقة، بل إن ماحدث ثورة شعبية عارمة لم يقف معرقلا لها غير أتباع أردوغان وأعضاء حزب العدالة والتنمية والدليل واضح جدا ولم تتمكن كل وسائل الإعلام من إخفائه فالحكومة التركية إعتقلت حتى اليوم أكثر من ٥٠٠٠٠ خمسين ألف مواطن! موظفون وعمال وفلاحون وطلبة ورؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة ومتخصصون ومعلمون وتجار وفنانون ومهندسون وأدباء وشعراء وأصحاب مهن حرة وصناعيون وقادة وضباط كبار في القوات الجوية والبحرية والبرية والمخابرات وأجهزة الأمن الأخرى وإعلاميون، وإغلاق قنوات فضائية وبرلمانيون وباعة متجولون وآلاف غيرهم!! وتقديم مشروع إعلان حالة الطوارئ للبرلمان التركي لغرض الموافقة عليه.. كل هذا ويقولون أن الإنقلاب في تركيا فاشل ونحن نقول أن ثورة الشعب التركي على نظام أردوغان بدأت وهي ثورة تهمنا بجميع مفرداتها وتطوراتها ونجاحها وفشلها سيكون سببا في إستمرار أو إيقاف حرب الظالمين الدواعش على بلدنا وتهجيرنا من مدننا إلى أماكن ومناطق أصبحنا فيها بين مقيم في المخيمات وبين مواطنين من الدرجة الثانية..