10 أبريل، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

اعتقال السفينة العراقية – غير العراقية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذُ أن اعلنت ايران ” قبل يومين ” عن احتجاز ناقلة نفطٍ عراقية واقتيادها الى ميناء ” بوشهر ” الأيراني , وتفريغ حمولتها النفطية في مستودعاتهم وخزاناتهم , تأخّر الردّ العراقي ” بنحوِ 24 ساعة ” بنفي عائدية السفينة الى العراق , ونقلت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية النفي العراقي على لسان وزارة النقل العراقية اولاً ثم نسبته الى وزارة النفط , ولكن وسْطَ صمتٍ مطبقٍ و مُدوٍّ من وزارة الخارجية العراقية , فمسألة الأحتجاز سياسية وسيادية بأمتياز ومرتبطة كلياً بأزمة الخليج .

تتراكم وتتكدّس ” لغاية الآن ” علائم إبهام واستفهام حول الإعلان الأيراني عن احتجاز هذه السفينة , سواءً من وكالة الأنباء الأيرانية ” ارنا ” او من بيان الحرس الثوري في هذا الشأن وتفاصيله , ونلاحظ اوّلاً أنّ الجانب الأيراني لمْ ينفِ النفي العراقي .! ولم يؤكده , ولا حتى الإعلان عن الجنسية الأخرى للسفينة اذا لم تكن عراقية .! , ثمَ كان بالإمكان اتصال السلطات الأيرانية بالحكومة العراقية خلال ” دقائقٍ معدودة ” عندَ او بعدَ القاء القبض على هذه الناقلة , للتأكد من عائديتها للعراق او عدمه .! , واذا كان الأعلان الرسمي لأيران عن تبعية هذه السفينة للعراق , فتُرى لماذا نفي العراق لذلك .؟ هل هو لحفظ ماء الوجه او لتجنب الأحراج الأقليمي والدولي من خلال العلاقة الروحية بين المسؤولين العراقيين والقيادة الأيرانية .! , واذ لسنا هنا بصدد التشكيك بالنفي العراقي , لكنّ خبر احتجاز هذه السفينة المسكينة بحاجة الى عملية تفكيك : –

حسب التصريح الرسمي الأيراني فناقلة النفط هذه والتي تبلغ حمولتها 700 000 لتر من النفط , فأنها كانت تقوم بتهريب النفط الأيراني الى دولٍ عربيةٍ خليجية ” لم يجرِ تسميتها ” , فهل هذه الحمولة لا تكفي لتفريغ هذه الكمية في مستودعات او سفن دولةٍ عربيةٍ واحدة , وبالتالي تفريغ الكمية في عدة او بضعة دولٍ عربية .! , ويلفت نظرنا في ” الإعلام ” ومعنا الرأي العام عن عدم اعلان جنسيات طاقم هذه السفينة المكوّن من 7 اشخاص , فهل هم عراقيون ! وهل هم من العرب الأقحاح او اكراد ولربما شَبَك او إيزيديين , وبالطبع من المعيب التساؤل اذا كانوا من السنّةِ او الشيعة .! , وطالما أنّ السفينة غير عراقية حسب البيان الرسمي العراقي , فإلامَ وعلامَ التكتّم عن جنسيات الطاقم ؟ ونستنتج ” استباقياً ” أنهم ليسوا من مواطني الدول العظمى او الكبرى , وإلاّ لكانت ال Amplifier & Loudspeaker – مكبّرات الصوت في وسائل الإعلام تدّوي بطاقتها القصوى او مايزيد على ذلك .! , وبعكس ذلك فلا نجد ضرورةً ما لعدم الكشف عن جنسيات الطاقم ومن ايّ دولٍ كانت , وهنا لا نجزم بأنهم عراقيون او غير عراقيين .! , ثمّ وبأفتراض دقّة وصواب البيان الأيراني عن أنّ السفينة عراقية والنفي العراقي لذلك , فهذا يعني ممّا يعني أنّ حكومة عادل عبد المهدي لا تستطيع المطالبة بالأفراج عن هذه الناقلة والعاملين على سطحها , فمَن يطالب بأطلاق سراحهم .؟

والى ذلك , وَ وِفقَ ما جرى الإعلان عنه بأنّ تلك السفينة كانت تقوم بتهريب النفط الأيراني , فأنّ طبيعة الإعلام تتطلّب الكشف عن الجهة التي اشترت هذه الكمية من الوقود من الأيرانيين بالرغم من صعوبة الكشف عن الدولة المرسل اليها هذا النفط ” وفق العقوبات الأمريكية على طهران ! ” . ومن خلال المتابعة فلوحظ عدم القيام بأنزال جويّ ايراني من مروحيّةٍ عسكرية على سطح هذه الناقلة النفطية كما حصل لشقيقتها ” غير الشرعية ” البريطانية التي ما برحت تمكث ” هي وطاقمها ” في المعتقلات البحرية الأيرانية .! , والواقع فأنّ احتجاز هذه السفينة الأنكليزية قد امسى أزمةً اخرى تضاف او تعمّق من ازمة الخليج , وهو لصالح الموقف الأمريكي من زاويةٍ خاصة .! .. لاحظنا ايضاً أنّ وسائل الإعلام العالمية لمْ تقم بالتغطية الإعلامية المطلوبة او الكافية لأحتجاز ناقلة النفط العراقية – غير العراقية وبما يوازي او يقارب التغطيات السابقة لسواها .! , ويترآى بوضوحٍ شديد الإضاءة أنّ خلف احتجاز هذه السفينة الأخيرة , فتكمن اسرارٌ ليست شديدة الغموض وفق العلاقة بين القيادة الأيرانية وحكومة الأسلام السياسي في بغداد .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب