23 ديسمبر، 2024 3:03 م

اعتقالات عشوائية للوطنيين…وحرية وتسلُّط للمليشيات والمفسدين

اعتقالات عشوائية للوطنيين…وحرية وتسلُّط للمليشيات والمفسدين

لم تكتفِ حكومة العبادي بسياسة التخدير والتسويف والمماطلة التي تنتهجها حيال التظاهرات المستمرة ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي تصدرت مكافحةُ الفساد ومحاكمةُ المفسدين فيها لائحة مطالب المتظاهرين، فراحت تمارس أسلوب الاعتقالات العشوائية بحق العراقيين  الوطنيين في مشهد مكمل لمسلسل الاعتقالات التي كانت تشنها الحكومات السابقة ضمن مخطط لم يعد خافيا على احد يستهدف كل الأصوات الوطنية الرافضة للمشروع الإمبراطوري والاحتلال الإيراني والسياسة الطائفية الحاكمة في العراق التي هي من ضمن حلقات ذلك المشروع الفارسي، فتحول العراق إلى معتقل كبير يعجُّ بعشرات الآلاف من المعتقلين الأبرياء  الذين تم اعتقالهم بصورة عشوائية ومروعة وبطريقة غير شرعية ولا قانونية ليزَجُّوا في معتقلات التغييب والتعذيب النفسي والجسدي والابتزاز…
يا لها من مفارقة عجيبة وما أكثرها في بلد تحكمه ساسة الفساد، وسطوة المليشيات والعصابات المؤتمرة بأوامر إيران ومرجعياتها الكهنوتية،  فالمفسدون الذين ثبت فسادهم وسرقاتهم والذين طالب الشعب بمحاكمتهم يعيشون أحرار ويمارسون فسادهم وقبحهم وهم في مواقعهم الحكومية، والمليشيات والعصابات والخارجون عن القانون (ولا قانون) يصولون ويجولون ويقتلون ويحرقون ويفجرون الدور والمساجد ويسرقون وينهبون وأمام أنظار الجميع ويفرضون إرادتهم بالقوة، والمواطنون العراقيون الوطنيون يساقون إلى معتقلات الموت والتعذيب والتغييب دون جرم ارتكبوه، والمتظاهرون والناشطون تطالهم يد القمع والخطف والاعتقال والابتزاز…
نعم نفس المشاهد ونفس الصورة ونفس أساليب القمع والبطش تمارسه حكومة العبادي على يد المليشيات التي تجرم تحت مظلة القانون  والفتوى الطائفية، تأسيا بسلفه المالكي الذي ملأ السجون بالوطنيين الشرفاء من أبناء هذا البلد المختطف كأبناء المكون السني وأتباع المرجع العراقي الصرخي حتى صارت تهمة (4 سُنَّة) أو (4 صرخي )، ملاصقة لهم  كناية عن تهمة (4ارهاب)، وغيرهم من العراقيين الشرفاء…، اعتقالات واعتداءات في العراق وفي محافظة الناصرية عموما، حيث قامت مليشيات متنفذة تابعة لجهات سياسية يطلقون على أنفسهم مكافحة الإرهاب بمداهمة منازل مقلدي المرجع الصرخي الحسني في مدينتي الناصرية والفهود، وترويع العوائل من الأطفال والنساء بطريقة وحشية في ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء 2015/11/18.
فهل هذه هي الإصلاحات التي يتبجح بها العبادي وباركتها المرجعية؟!، وهل هذا هو الدستور الذي يزعم الالتزام به؟!، وهل هذه هي اليد الحديدية التي أمرته المرجعية بالضرب بها؟!، ومن هنا نحمل العبادي المسؤولية كاملة بما جري ويجري من اعتقالات مستمرة بحق العراقيين الوطنيين سيَّما أنصار المرجع العراقي الصرخي ونطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، كما ونطالب الأمم المتحدة بالقيام بمسؤوليتها الشرعية والأخلاقية والإنسانية بالتدخل الفوري والعاجل للتحقيق المنصف والمهني في قضية اعتقال العراقيين ومنهم أتباع المرجع الصرخي حيث أن اعتقالهم كان آنيا وبدون مسوغ قانوني، وأيضا نطالب المنظمات القانونية والإنسانية في العالم والوطن العربي والعراق ونقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين ومرصد الحريات الصحفية والوسائل الإعلامية المستقلة والحرة واتحاد الحقوقيين العرب بالتدخل والتحقيق المهني، ونطالب الحكومة بتقديم تفسير قانوني للاعتقالات العشوائية الظالمة…