تمر الأيام والشهور والسنين وتعصف التظاهرات والاعتصامات في الدول العربية تحت مسمى الربيع العربي، وتعني المظاهرة بتعريفها كما قال الخطابي : معنى التظاهرة المعاونة وإذا استنفروا وجب عليهم النفير ، وإذا استنجدوا لنجدوا ولم يتخلفوا ولم يتخاذلوا، وإما ما تعارف عليه الناس في هذا العصر من مفهوم التظاهرة والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات فهي: إعلاء مشاعر الإسلام في زمن الضعف خير من زمجرة الملايين التي تستنكر الظلم والفساد، وتحارب الجريمة والرذيلة ،ونحن نمر بحملة من التظاهرات التي تعصف بالبلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وقد عبر مارتن كوبلر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق عن قلق المنظمة الأممية من استمرار الأزمة في العراق، ودعا الحكومة إلى الابتعاد عن استخدام العنف ضد المتظاهرين مع وجوب النظر في مطالبهم ومناقشتها بشكل جدي ومثمر، وأضاف: “من حق الشعب العراقي التظاهر ومطالبة الحكومة بتقديم الخدمات والاهتمام بحقوق الإنسان،على أن يكون ذلك ضمن الإطار السلمي والإيجابي”، وشدد على ضرورة تبني الأطراف السياسية لغة الحوار من أجل تفادي الأزمات.
في وقت لم يصوت البرلمان على مطالب الشعب وإحقاق حقوقهم المسلوبة ، فيما أكد احد المصادر المطلعة داخل قبة البرلمان إن الميزات والامتيازات التي يحصل عليها النائب لم يحصل عليها كل نواب برلمانات العالم فكل تصويت على قانون مقابله حفنة من الدولارات وان اغلبهم يملكون الآن فلل في لندن وفرنسا وايطاليا ودبي في حين الموطن العراقي لازال يبحث عن الماء والنفط والقوت الذي يستطيع به أكمال أيام الشهر فهل يمكن لذوي المناصب والكراسي التخلي عن كل ذلك من اجل إقرار العدل وحل مشاكل البلد والاهتمام ولو قليلا ببعض المطالب المشروعة التي يحتاجها البلد والشعب ، فكان الخروج لنتيجة إعلاء مشاعر المسلمين وإظهار قوتهم، وكذلك إنكار للظلم والآمر بالمعروف، وهي وسيلة مشروعة ووسيلة إعلامية، وقد يرى بعضهم إن المظاهرات معرض الوسائل،، والدعوة إليه وهي من باب جوازها ومشروعيتها.
وللذين يقولون إنها لن تغير أي قرار سياسي نقول هذا كلام غير صحيح حيث إن الواقع يشهد بغير ذلك فلقد أظهرت تأثيرا مباشرا على قرارات الحكومات والأصل إن تكون سليمة وبعيدة عن المضايقات للناس والسكن وان لا تعبث ولا تخرب بممتلكات الشعب، فلم يمكن إن يكون غوغاء يخرجون إلى الشارع بدون قيادة آو توجيه فيقع فساد في الأرض،
ونقول لمن يدعي انه لا جدوى من الاضطرابات والاعتصامات، وإنها لاتاتي بشيء ، فانه زعم باطل، وتثبيط للهمم، وضياع للحقوق، ووقوف بجوار الظالمين، حيث إن هناك حالات كثيرة، تمت فيها اعتصامات وتحققت بسببها المطالب ورفع عنها الظالم.