بعد 2003 تحول العراق الى نظام ديموقراطي قائم على التعددية الوطنية ، ويكون الحكم للأغلبية السياسية ومن الواضح ان الشيعة في العراق هم الاغلبية وقد استلموا الحكم بعد انتخابات اجريت على التوالي وتم الاستحواذ على السلطة بشكل ديموقراطي ودستوري .
سنسلط الضوء في هذا المقال حول امكانية نهاية الحكم الشيعي بسبب البيان الاخير لسماحة السيد مقتدى الصدر والذي نص فيه عدم تدخله في الامور السياسية وان لا كتلة تمثله بعد الان ، وكما ورد في البيان غلق جميع المكاتب التابعة للتيار الصدري وانهاء الامور الادارية والمالية للهيئات التابعة للتيار ،وفق لجنة مشكلة من سماحته ، وابقى على جزء قليل يشرف عليه مثل مرقد السيد الشهيد الصدر (قدس سره ) واذاعة العهد قناة الاضواء … الخ .
ما ورد في هذا البيان وخلال متابعتي للوسائل الاعلامية وقرائتها لمضمون هذا البيان ومحاولة فهم الكثير من المعاني فيه ، وجدت ان الكثير من السياسيين والمحللين قد افرزوا منه الخاسر والرابح مع قرب الانتخابات ، فقد اوعزوا بأن الخاسر هو الكتلة التي تمثل التيار الصدري سياسياً ، والرابح الاكبر هو السيد المالكي !
بأعتقادي ومن منظور حسابي وفق قاعدة بيانية سكانية في بغداد على الاقل لكثافتها وقوة مشاركتها في الانتخابات ، ان الخاسر هو البيت الشيعي ككل ، ذلك لو ترجمنا هذا الكلام وفق القاعدة التالية لرأينا ان الشيعة على وجه العموم هم الخاسرون والسيد المالكي على وجه الخصوص مثال ذلك :
الشيعة
عدد السكان70% تقريباً ( التيار والمجلس والدعوة وبقية القوائم الشيعية )
السنة
عدد السكان 20% تقريباً ( متحدون وبقية القوائم السنية )
في هذه المعادلة يتضح ان للشيعة قوة سياسية تمكنها من خوض المحترك السياسي والسيطرة على زمام الامور لانها الكتلة الاكبر وفق مؤشرات سابقة ، وبغض النظر عن من يستلم القيادة من الشيعة وبغض النظر ايضاً عن الخلافات في البيت الشيعي !
ففي حال انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية فأن ذلك سوف يؤدي الى زعزعة طرف المعادلة الشيعية وبالتالي يكون الطرفان ( الشيعة ، السنة ) متساوي تقريباً ،لأن انصار التيار الصدري في بغداد وخصوصاً مدينتي الصدر والشعلة ذو الكثافة السكانية ، يمثلون الغالبية لأنصار سماحة السيد مقتدى الصدر ويمتثلون لجميع اوامر القيادة ومن المستحيل ان ينتخبوا لغير التيار الصدري .
في هذه الحالة يكون الخاسر الاكبر هو الشيعة بالمحصلة النهائية ، ويتوجب على المالكي ان يسعى وبكامل جهده ان يعيد التيار الصدري للعملية السياسية !