23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

اعتزال السيد الصدر مصداق الاخلاق

اعتزال السيد الصدر مصداق الاخلاق

ليس فقط من حق السيد مقتدى الصدر بل حتى ومن الواجب عليه الحفاظ على سمعة ابائه واجداده علماء ومجاهدي ال الصدر من كل عابث او جاهل او انتهازي فآل الصدر  الذين يعتبرون من الرموز الدينية والوطنية على مر السنين والتي لم تشوب سمعتهم أي شائبة بل انهم كانوا مثالا يحتذى به ليس في العراق فحسب بل وفي اماكن اخرى ايضا ,الا ان الظرف الذي عاش به ال الصدر الماضين يختلف في العديد من الجوانب عن الظرف الذي يعيش فيه السيد مقتدى الصدر اليوم ففي زمانهم كانت السياسة حاضرة وبشكل فاعل لكنها لم تتقدم على الحوزة بل لم يتجرأ ان يضع حزب سياسي او زعيم قبلي نفسه في مواجهة مع الحوزة ورموزها , والاعلام ايضا لم يخطو خطوة من شانها التقليل من شأنيتها . الا اننا اليوم وفي عصر العولمة وزمن الحرية والممارسة الديمقراطية اختلفت الكثير من الرؤى والمفاهيم التي تحاول ان تفرض نفسها كيفما تشاء فجاء العلمانيون يريدوا ان يفصلوا السياسة عن الدين وجاء المتاسلمون ليكونوا حكاما باسم الدين واختلطت الاوراق في خضم المصالح . فبعد سقوط النظام عام 2003 وجد السيد مقتدى الصدر نفسه ملزما بالتصدي لمواجهة الغزوين اللذين اتيا معا “العسكري والثقافي “بمباركة حوزوية ودعم شعبي منقطع النظير الا ان المحتل واذرعه لم يرق لهم ذلك فسعوا الى تفتيت وتمزيق هذا الكيان العقائدي المتمثل بالتيار الصدري بعدة اساليب منه المواجهة العسكرية القاسية وتهميشه سياسيا والعمل على ايجاد انشقاقات داخل صفوفه سعيا لثني الكثير من مؤيديه . وكذلك ارتكاب العديد من المخالفات الشرعية والاجتماعية ونسبها للتيار الصدري لاسقاطه شعبيا , وكان السيد مقتدى الصدر واع جدا لمثل هذه الممارسات والاساليب ووضع عدة حلول وممارسات  لمواجهتها منها تجميد جيش المهدي و التثقيف ونبذ الطائفية والدخول للعملية السياسية ودعمها للحيلولة دون تسلط الاخرين على الجميع وكذلك اقامة التجمعات والندوات والحث على اشاعة روح الاخوة الا ان عدم الطاعة من العديد اسهم والى حد كبير في عرقلة المشروع الذي حدده . واستطاع السيد الصدر تجاوز العديد من اخفاقات بعض الاتباع الا ان اخفاق السياسيين كان الاكثر تاثيرا وتماسا مع المجتمع العراقي وخصوصا ان السيد مقتدى الصدر يعتبر حامل هموم الشعب وتطلعاته فان ما حدث من تاييد بعض نواب كتلة الاحرار على الفقرة الخاصة بتقاعد البرلمانيين والدرجات الخاصة المرفوضة شعبيا وحوزويا كان ثمنه باهضا على الرغم ان كل الكتل لديها نواب وقد صوتوا نهارا جهارا حتى من ادعت انها صاحبة هذا المشروع المسروقة فكرته من السيد الصدر كلها صوتت لصالح هذا القانون وربما باعداد اكبر من المصوتين من كتلة الاحرار الا ان السيد مقتدى الصدر اعتاد على الصراحة مع الشعب وعدم استغفاله واتباع اسلوب الخداع والمكر معه كما يفعل الكثير من السياسيين فعندما شكل كتلة الاحرار لتكون خادمة كان يعني ان تكون خادمة حقيقة وليس شعارا وكان الاجدر بكل متصدي للعمل السياسي من كتلة الاحرار ان يدرك ان هذه الكتلة تختلف عن غيرها بانها تلتزم السياسية النابعة من الدين والاخلاق بغض النظر عن المكسب الذاتي والشخصي لتكون محل ثقة الشعب العراقي لاسيما فقرائه ومستضعفيه الذي تمسكوا ولاذوا بآل الصدر .

[email protected]