في أحدى المرات قمت بزيارة إلى صحيفة الصباح ، وقد اعترضني أحد الحراس ومنعني من الدخول ، فكلمته بلطف وعرفته بنفسي ، ولكنه أصر على منعي إلا بعد موافقة العميل حبيب الصدر ، وقال لي أنه لا يأتمر حتى بأوامر رئيس الوزراء ، إلا أوامر العميل حبيب الصدر ، وبالرغم أن الفتى كان صغير السن وبعمر أولادي ولكني صبرت عليه لحينما أبلغوا العميل حبيب الصدر ، فجاء يركض بنفسه وقام بتوبيخ الحارس أمامي ، وقال لي أعذره فهو لا يملك خبرة ولكن أبوه قيادي بارز في أحدى التشكيلات المشاركة بالعملية السياسية ، ونحن نحترمه لأجل أبيه .
وبعدما سألت عن الفتى تبين أنه ( حيدر ألساعدي ) أبن المدعو ( أبو درع ) الذي وقتها لم يكن قد شاع صيته ، وهذا ما فسر اغتيال العديد من المعارضين للعميل حبيب الصدر في تلك الفترة على يد تلك المجموعة .
هناك شخص مهم لابد من الكشف عن دوره القذر والخطير وهو العميل الخبير نجم الخفاجي والذي عين ابنه العميل محمد نجم الخفاجي وهو لا يحمل شهادة ابتدائية في الفضائية العراقية براتب مضاعف وكبير ليقوم بمسؤولية تغطية أخبار قوات بدر والمجلس الإسلامي ألأعلى .
العميل نجم الخفاجي كان حوت أعلامي كبير في فتح وإدارة دورات تعليمية لإعلاميين جدد الذين سموهم إعلاميين آخر زمان وتدريبهم على كيفية تشويه الحقائق بذكاء كي ينطلي على البسطاء من الناس ، بالرغم أنه كان يعمل بقناة LBC ويحصل على راتب يصل إلى عشرة ألاف دولار شهرياً من غير الحوافز إلا أنه كان يتقاضى مبلغ 15000 دولار شهرياً من الشبكة العراقية للأعلام غير الهدايا العديدة التي وصلت إلى حد أن أهديت له بندقية مطلية بالذهب كانت للرئيس صدام حسين ، وقد أعطاها للعميل الصغير عمار الحكيم الذي أهداها بدوره إلى أبوه العميل ألأساسي عبد العزيز الحكيم وهي موجودة بمنطقة الجادرية منطقة المقر الذي احتلته عائلة الحكيم عنوة والذي تضمن عشرات المنازل لمواطنين تعرضوا للتهديد والابتزاز من أجل بيع منازلهم لمجموعة الحكيم ومغادرتها ، ومن كان يمتنع عن البيع كانت تتم تصفيته أو تصفية ذويه كي يضطر للهرب والمغادرة ليترك منزله فيستولي عليه العميل عبد العزيز الحكيم ومن ثم ولده العميل عمار ، وكانت تلك التصفيات تتم بواسطة أشخاص مدربين على القتل وعمليات الاغتيال والتصفية أعضاء بمنظمة بدر ، الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى ، في المكان الذي مع خالص الأسف جلست فيه طويلاً كنت أستمع لتوجيهات العميل الطفل عمار الحكيم وأبوه الغبي العميل عبد العزيز الحكيم وقياديين من حزب الدعوة الذين غرروا بي وقد صدقتهم وجعلوني أنتسب لهم .
أقسم بالله أنني كنت بعد كل مقابلة مع هؤلاء العملاء سواء العميل الحكيم الكبير أو العميل الحكيم الصغير أو الجعفري أو غيره ، كنت أتهيأ للرحيل ولكن مع الأسف الشديد أن النفس البشرية أمارة بالسوء وضعيفة أمام النقود والأموال والهدايا ، وبالرغم أني يجب أن لا أقول ما سأقوله الآن ، ولكن ما هي إلا إجابة لأسئلة قد تراودكم ، أني قد تبرعت بما يساوي 85% مما
أملك من خلال وسطاء شرفاء ، ووطنيون ومقاومون للاحتلال ولعائلات في كل من مدينة الصدر ، ومحافظة بابل ، والأنبار ، وبغداد ، وسامراء والناصرية ، والبصرة ، وهذه المبالغ هي لم تكن بنية الصدقة إطلاقاُ بل أموال قد جنيتها من مبالغ السرقات التي سرقتها مع جميع العملاء التي عرضت أسمائهم ، وهي ثمن عمالتي ، لعلها تخفف من ذنوبي التي اقترفتها بلحظة خطيئة وعدم تبصر تحت مغريات المال والجاه الزائف .
أنا والحمد الله قد عدت لأعيش بنفس المبلغ البسيط الذي كان عندي قبل أن أدخل وأتلوث بعمالتي وجرمي ، ولو كنتم تعلمون كم كان يتقاضى العملاء اللذين كنت معهم لشعرتم بالفجيعة على العراق ، وأنا كنت أعتبر أقل العملاء شئنا من بينهم بالراتب الذي كنت أتقاضاه من بين جميع من ذكرتهم ، كنت أتقاضى أحياناً رواتب وصلت إلى ( 300000 ثلاثون ألف دولار شهرياً ) .
ولا أريد أن أتحدث أكثر عن العميل حبيب الصدر ، والعميل عبد الحليم الرهيمي ، والعميل المجرم عبد الجبار الشبوط اللذين كانوا السبب الرئيسي والمباشر بخراب الإعلام العراقي ، وكذلك بتمرير العديد من أجندة المحتل وعملائه من خلال الكذب والغش وتزويق صور أولئك العملاء الرخيصين حتى بشرفهم لأنهم كانوا مستعدين للمساومة على كل شيء مقابل أن يحصلون على مناصب حكومية توفر لهم أموالاً وامتيازات .
أني أقول للعميل حبيب الصدر هل تذكر يوم أخبرتني عندما كنا سوياً في مطعم النجمة في بيروت أنه لو كان الأمر بيدك لأبحت زواج المتعة وأدخلته بالدستور ، وأكملت حديثك باللهجة العراقية ( خلي الشعب يتونس ) يومها كنت أنت تحتسي الخمر بكثرة وإفراط وكنت أنا أحتسي الخمر معك قبل أن يتوب الله علي وأهجر الشراب والجنس والعمالة ، وأسعى إلى طريق التوبة ، وتكلمت لي عن عشيقتك المراسلة ( سهاد إسماعيل ) وكيف أنك تكره أمجد حميد لأنه يغازلها ، وأخبرتني أنك ستهدينني مسدس من أل 250 مسدس التي استلمتها من الحكومة العميلة حيث قمت بتوزيع أغلبها على مقربين وزعماء حرب يخصونك ، وشرحت لي عن محاولة تخويف العميل إسماعيل زاير ( طبعاً يقصد محاولة اغتياله التي راح ضحيتها حارسه المسكين ) بالوقت الذي كان يتقاضى العميل حبيب الصدر مكافآت مجزية على أهم برنامج كان يعده بعنوان ( الإرهاب في قبضة العدالة ) وهو عبارة عن مسلسل عجيب غريب كله تلفيق ، وكان هناك خبير نفسي أسمه الجنرال ( بيكر آلان ) يشرف على البرنامج ، وأنا أتحدى أي أعلامي عراقي عمل بتلك الفترة أن يقول أنه قام بتصوير مقطع ولو لفترة ثانية واحدة من دون الرجوع إلى العميل المجرم موفق الربيعي الذي أجتاز دورة في الدفاع ألأعلامي على يدي أنا تتعلق بمشاريع الحكومة.
وصلتني تهديدات إضافية من جهات عديدة منها ما يلي :
1- رسالة من حركة ثأر الله : تهددني بالتصفية ، وأقول لهم إن ثأر الله منكم أيها القرود ومطايا المحتل .
2- رسالة من وكالة براثا : تهددني أيضاً بالقتل ، وأقول بوضوح لهم ولعميلهم الصغير ( جلال الدين الصغير أو باسمه الحقيقي – جلوٌل زغير ) أنكم لا تمتم للإسلام بأي صلة
وأنكم تستخدمون أسم براثا الكريم للمسجد الذي مر به أمير المؤمنين ( ع ) زوراً وبهتاناً ، سيحاسبكم عليه أمير المؤمنين ( ع ) يوم يقوم الحساب .
3- رسالة من ما تسمى كتائب الحسين يقسمون أنهم سيعلقونني في مسقط رأسي ، وأقول لهم إن الحسين عليه السلام بريء منكم ومن أفعالكم المشينة ولعل في تعليقي إن حصل تخفيف لذنوبي .
4- رسالة من العميل الكردي الرخيص فخري كريم يؤكد فيها أنه سيفضحني ، وأنا أقول له أننا كنا جميعاً بنفس المستنقع الآسن ولا توجد فضيحة أكثر من ذلك ، فلا تتردد ورحم الله عبد الرزاق المرجاني لأنه كان يعرف عنك الشيء الكثير وأتوقع أنك أنت من قتله للتخلص مما كان يملكه عليك وعلى بعض الآخرين من العملاء من وثائق وحقائق .
5- رسالة تهديد ووعيد من العميل عبد الحليم الرهيمي ومن شخص آخر يتكلم بلسان العميل الصهيوني مسعود البرزاني ، وكلمات ومفردات الرسالتين مستنسختين وفيهما من السب والشتم والتهديد الكثير الكثير .
6- رسالة من العميل علاء أحمد ألبياتي ( أبن أخ مهرج حزب الدعوة أو ما يسمى بحزب اللغوة – عباس ألبياتي ، ألذي كان متهستراً من نشر تلك الاعترافات ونعتني بالبعثي !! وهذه شيمة المفلسين حينما لا يجدون حجة للرد فيبحثون عن شماعة يعلقون عليها ) يخبرني أنه ترك العمل بالعراق وتحول إلى الأردن وأصبح يملك شركة كبيرة للبرمجيات ، ويدعونني للعمل معه : أقول له إن لم تستحي فأصنع ما شئت .
7- رسالة من العميل هيوا محمود عثمان يطالبني بالتوقف عن الاعترافات وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه : وأقول له تباً لك ولأبيك منسق العلاقات الكردية الصهيونية من عشرات السنين ، وقاتل العراقيين ولجميع العملاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقي مع التوضيح :
ما نقلته بالأجزاء الثلاثة لاعترافات السيد سرمد محمد نور الدين الحسيني هو نقل حرفي بالأمانة التي نحملها كإعلاميين ، مع بعض التعديلات الطفيفة لأجل تنسيق بعض الجمل المبعثرة أصلا في نص الاعترافات حسب ما وصلتني في حينها ، ولكن وهذا مهم ، لقد كان هناك جزء مهم وكبير مفقود عندي يوضح نهاية تلك الاعترافات لم أتمكن من استكمال نشره.
وأتمنى على جميع الأخوة القراء والمتابعين والمهتمين بالشأن العراقي الأليم الذي عشناه ولا نزال نعيشه أن يطابق بين تلك الحقائق التي ذكرت وبين أداء أولئك الأشخاص اللذين درجت أسمائهم منذ بدء تشكيل مجلس الحكم ولغاية حكومة ألعبادي الأخيرة الحالية ، وبالتأكيد ستجدون بوضوح تام الحقيقة واضحة ، والتأريخ سوف لن يرحم أحد ، لأنه قد سجل كل صغيرة وكبيرة ولأنه سجل الزمن ، ومن كان عميلاً وذليلاً بأي درجة كانت ، وقد ساعد قوات الاحتلال ولو بكلمة باطل أو دعوة للفتنة ، فلن تنفعه بعد ذلك أية عمليات تجميل أو تلميع لصورته ، أو تغيير
لمواقفه كي يغش الناس ويظهر بمظهر الوطني الحريص ، أو الحمل الوديع ، لأن أي قطرة دم عراقية نقية قد سفكت بأي مدينة عراقية كانت ، يتحمل وزرها جميع هؤلاء من دون استثناء ، إلى يوم الدين ، وأي عمليات سرقة تمت لأموال العراق أو آثار العراق وأرثه الثقافي الأصيل ، هؤلاء مسئولين عنها مسؤولية مباشرة مهما ارتدوا من عمائم سوداء أو بيضاء أو أدعوا أنهم إسلاميون أو علمانيون فأنهم سيظلون عملاء أقزام طال الزمن أم قصر .