أحتل الأمريكان العراق ، وكما كان يؤكد لنا العميد وليم هارفي إن الدخول إلى بغداد سوف لن يكون صعباً لأن عدد المتعاونين يعني بذلك ( العمـــــــــــــلاء ) كان كثيراً جداً حيث دخل بغداد وحدها بيوم واحد أكثر من 120 عميل أغلبهم من جماعة المجلس الأعلى ، وحزب الدعوة ، وجماعة حزب المؤتمر التابع للعميل أحمد ألجلبي ، وهؤلاء هم اللذين كلفوا بالتجمع في ساحة الفردوس من أجل المشاركة بإسقاط نصب صدام حسين الذي نقلته الفضائيات بشكل مباشر ، وكان هذا المشهد مقصوداً ومتفق عليه كي يعطي دافع معنوي للمترددين من المواطنين العادين .
فما إن دخلنا بغداد المجروحة بيد العملاء والخونة اللذين يدعون أنهم عراقيون ,وأنا أولهم ، ولعنت الله على ذلك اليوم الأسود الذي وافقت فيه أن أكون جزء من تلك العملية القذرة والتي جعلت العراق يتهاوى بيد الحثالات اللذين جمعوهم من أصقاع الأرض والشتات ، حتى تم تجهيز مقر لنا هو نادي الصيد في منطقة المنصور ، وقد تولى العميل انتفاض قنبر ، والعميل حيدر الموسوي ، توفير كل أساليب الراحة والترفيه لنا كعملاء إعلاميون ، يعتمد عليهم لإدارة المعركة الإعلامية والنفسية ، والتحكم ببث الإشاعات والأكاذيب بمختلف أنواعها ، وقد تمت المباشرة فوراً بتأسيس شبكة انترنيت عملاقة مرتبطة بالأقمار الصناعية الأمريكية ومرتبطة مباشرة مع منظومة الاتصالات بالبيت الأبيض بواشنطن ، وكنت أنا مدير تلك المنظومة ، ومنظومة أخرى اكتشفتها لاحقاً وهي منظومة سرية تعمل مع السياسيين اللذين جاءوا مع القوات المحتلة ، وفي مقدمتهم قيادات حزب الدعوة والمجلس الأعلى والحزب الإسلامي العراقي والسياسيين الأكراد وقيادة الحزب الشيوعي ، وهذه المنظومة تتم إداراتها من تل أبيب مباشرة .
فيما تم الدخول على شبكات الانترنيت من خلال مجموعة منتسبين قد تم تدريبهم في كل من ، هولندا والسويد ومعسكر بلغاريا الذي كان يعمل تحت إدارة العميل أحمد ألجلبي ومجموعة مستشارين أمريكان وإسرائيليين ، وكانت مهمة هؤلاء الأساسية هي نشر قصص وروايات مفبركة تنسب إلى أركان النظام العراقي السابق وتضخيمها ، وقرصنة المواقع التي تقف بالضد من المشروع الأمريكي الجديد ، والتشويش على أي فكرة تدعو لمقاومة قوات الاحتلال .
وكان كل من الدكتور العميل فلاح العلواني التابع لجماعة ألعميل أياد علاوي ، والدكتور العميل علي باقر التابع للمجلس الإسلامي الأعلى والعميل أحمد ألبياتي أبن أخت العميل المهرج عباس ألبياتي من حزب الدعوة مكلفين بإطلاق ( غرف دردشة ) جديدة مناهضة لحزب البعث وللقوات المسلحة العراقية ، وقد أطلق أكثر من 50 موقع خلال ثلاثة أيام فقط ، ، وتم صناعة أكثر من 100 غرفة دردشة أغلبها تدار من قبل الأكراد تحت إشراف العميل مسعود البرزاني ،
وتم إنشاء غرفة الأعلام المضاد ، وهي غرفة قذرة جداً هدفها بث الأكاذيب وتضخيم الحقائق ، وكان يعمل فيها كل من العميل عبد الرحيم الرهيمي ، والعميل سيامند عثمان ، وكان يشرف عليها ويديرها العميل المجرم فخري كريم ، والذي أخترع بتوجيه من قيادة حزب الدعوة والأكراد سيناريو قصة ( كابونات النفط ) والذي كان من أبرز المواضيع الملفقة ، وهذا أحد نماذج المواضيع الملفقة القذرة الذي تداولته الصحافة والأعلام وتوسع كثيراً ، والذي كان أساسه وهم وتلفيق ، وقد كنت شاهد عيان واثبات على تلك التلفيقات ، وقد طلب العميل فخري كريم أن يكون الإعلان عنها من خلال صحيفته ( المدى ) الممولة والمدعومة من الأكراد ، وخاصة من جناح العميل مسعود برزاني ، وهنا لابد من الإشارة إلى إن العميل إبراهيم بحر العلوم كان قد تم طرح أسمه لرئاسة هيكل إعلامي خفي ، يعمل لخدمة الاحتلال وعملائه وذلك بتوفير جميع المستلزمات الإعلامية له ، ولكنه تنازل عن هذا الاختيار ، وكان مصراً على أمكانية حصوله على وزارة النفط ( وقد حصل عليها لاحقاً ) .
وقد تم إنشاء مواقع حكومية جديدة وعديدة ، كان الهدف منها صناعة دولة عراقية جديدة تليق بمقاييس العملاء والجواسيس اللذين وفدوا حتى إن العميل عبد الرحيم الرهيمي كان يردد قوله على الدوام ( إن دولة العراق الجديد تم إنجازها على شبكة الانترنيت قبل أن يتم إنشائها على الأرض ) .
كان للعميل فخري كريم دوراً قذراً حيث أنشاء مركزاً لتزوير الوثائق لصالح أناس قيل لنا في وقتها أنهم ( مناضلون !!! ) ، ولكن أشهد الله ومن خلال مرافقتي ومعرفتي بهم المباشرة ، وجدتهم عملاء وعملاء وعملاء وسيظلون كذلك إلى آخر العمر .
في تلك الفترة برز أسم العميل أحمد ألركابي ، ولكنه سرعان ما أستبعد لأسباب أخلاقية كما أشيع في وقتها ، ولكنه قد حصل على مبلغ كبير أسس فيه عدة مؤسسات صحفية وإعلامية بعضها معلن ومعروف والآخر خفي كان من أبرزها راديو ( دجلة ) الذي يستخدمه كورقة ابتزاز بعد أن يوجه بعض المساكين العاملين فيه إلى انتقاد هذا وذاك من العملاء من زملائه ليتولى هو بدوره ابتزازهم لاحقا ، وقد حصلت من هذا الأمر حالات وشواهد عديدة .
لقد تم اسم العميل حبيب الصدر ولكنهم اعترضوا عليه لأنهم وكما وصفه العميل الرهيمي والعميل فخري كريم بأنه جاهل لا يفقه من ألإعلام شيء ، وهنا تم تأسيس مركز لمنح القروض الخاصة تصل قيمة القرض أحياناً إلى ( 6000000 دولار ) لأي جهة تتعاون وترغب بإنشاء فضائية أو إذاعة ومبلغ (1000000دولار ) لمن يرغب بإنشاء صحيفة على أن يظل مالكها يعمل لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني بالعراق ، ويظل تحت المراقبة الدائمة من جهات إستخباراتية خارج العراق في حال غير مواقفه المتفق عليها ، وكان من أوائل المستلمين لتلك المبالغ العميل باسم الشيخ الذي أسس صحيفة الدستور العراقية ، والعميل غاندي الذي أسس صحيفة المشرق ، إما الفضائيات التي دخلت بهذا المشروع واستلمت المبالغ المذكورة فهي ، قناة الفرات التابعة لعائلة أل حكيم ، والفيحاء التي بثت في البدء من إمارة الشارقة ومن ثم نقلت مكاتبها إلى مدينة السليمانية ، والشرقية التابعة للعميل سعد البزاز ، وآشور التابعة لمجموعة مسيحية عراقية ، والسومرية التي أسسها الجنرال جوني أبي زيد الأمريكي من أصل لبناني ، والتي سلمت لاحقاً لأحمد المالكي وحزب الدعوة ، وقناة بغداد المرتبطة بالحزب الإسلامي
العراقي ، والمشرق ، وقناة الحرية التابعة لحزب العميل جلال طلباني ، وقد استلمت تلك الأموال الكبيرة من قبل أشخاص محددين في مقدمتهم العميل سعد البزاز ، والعميل أكرم العاني ، والعميل باسم الخطيب ، والعميل حيدر مهاود ، والعميل جرجس وردة .
فيما تم تخصيص مبلغ ( مائة مليون دولار ) لأجل تطوير قناة العراقية الفضائية تحت رعاية مستشارين إسرائيليين يعملون مع القوات الأمريكية ، وتم إقرار صفقة كبيرة من أموال العراق لأجل إنشاء قناة الحرة الأمريكية .
كان للعميل عباس راضي ثلاثة أذرع كالإخطبوط حيث تم خطف قناة العراقية والاستيلاء على مبلغ 96 مليون دولار ، كنت أذكر تلك الأيام وكأنها البارحة ، حينما كان العميل جلال الماشطة يعيش أياماً رهيبة وبالتنسيق مع الفضائية اللبنانية يلعب دوراً قذراً فالكل يلهث نحو كرسيه ، من أجل السيطرة على العراقية والحق يقال أنه كان الأحق بكرسي الذل لأنه ورغم عمالته الواضحة لكنه كان أعلامي بارع وله باع طويل في رحلة الإعلام المضلل وقد قبض حصة تغاضيه عن سرقات العميل عباس راضي مدير مكتب الحياة LBC في بغداد مع شريكه اللبناني حاتم حاتم ، من دون علم صاحب القناة بيير الظاهر ، وقد واجهت الماشطة يوماً بخصوص فروقات تصل إلى 600 ألف دولار هي قيمة برامج ومسلسلات أشترتها قناة العراقية من قناة LBC وهي مواد إعلامية مستهلكة لا تنسجم مع متطلبات الثقافة العراقية ، فعرض عليه نسبة من المبلغ مقابل سكوتي ، وللأمانة أقولها وبفم مليان ، لقد ضعفت أمام شكل الدولارات ، نعم وبكل بساطة ، وليقل عليه الناس ما يقولونه ، فاتفقنا على تقاسم المبلغ ، ولكنه خاف وتردد باللحظة الأخيرة ضناً منه أنه كمين نصب للإيقاع به ، فقام بمطالبة الفضائية اللبنانية بالمبلغ ، ولكن العميل عباس راضي وأسياده في الفضائية اللبنانية أكلوا المبلغ على الجميع ، لأنهم يشاهدون ويشعرون ويلمسون ، إن العراق وأمواله صارت مهدورة لكل من هب ودب ، ولا يوجد من يحاسب أو يحرص لأن الجميع منشغل بالسرقات لأنفسهم أو لأحزابهم ، وتحت علم وعين الأمريكان أنفسهم وموافقتهم ، حتى يزيدون من حجم ملفات السرقات والنهب والمصادرة وحتى القتل ، كي يكملون ملفات الإدانة التي سيحتاجونها لاحقاً كي يبتزون أي سياسي في حال مخالفته لأوامرهم ، لتظل سيفاً مشرعاً بأيديهم على الدوام .
على أثر تداعيات هذا الموقف الخطير بضياع هذا المبلغ الكبير أضطر إلى تقديم استقالته وهرب بما كسبه ، وقد أشترى العميل عباس راضي بيت كبير بحي القادسية الراقي في بغداد ، وأستأجره لمجموعة أمنية تابعة للعميل جلال الطالباني ، وإن ما تحدث عنه العميل الماشطة في مؤتمر استقالته عن خروقات مالية من قبل شركة هارس الأمريكية ، وتابعتها القناة اللبنانية LBC ما هو إلا محاولة لذر الرماد بالعيون ، فبالرغم أن نصيبه من تلك الغنيمة لم يصل إلى مليون دولار تقريباً إلا أنه استفاد سياسياً ومالياً من الأحزاب والشخصيات السياسية التي كان يلعب معها لعبة القط والفأر ، ويقبض بحجة استقلالية الأعلام ، ومن أكثر الشخصيات التي ساومها شخصيات عميلة من حزب الدعوة ، وعملاء المجلس الإسلامي الأعلى ، والعميل الصهيوني مثال الألوسي الذي كانت تربطه علاقات مباشرة وقوية مع الإسرائيليين من خلال المحور الإسرائيلي الكردي .
أما العميل جمعة ألحلفي فأن سبب تراجعه عن استقالته التضامنية مع العميل الماشطة في وقتها يعود للوعود التي تلقاها من العميل إياد علاوي لحاجته له في المستقبل القريب من أجل منحه مناصب إعلامية وصحفية كبيرة وبرواتب كبيرة ومغرية منها معلنة وأخرى خفية ستكون لها أدوار مطلوبة وإن لم يتحقق منها شيء على حد علمي .
تم سرقة مبلغ كبير وصل إلى ( 96 مليون دولار ) في وضح النهار لم يستخدم منها سوى مبلغ ( 8 ملايين دولار فقط ) والباقي ما هو إلا أرشيف القنوات العراقية التي كانت تعمل قبل الاحتلال والتي تم جمعها من أسواق اللصوص في بغداد بعدما حصلت عمليات السلب والنهب ، كي يدعون أنهم أشتروا هذا ألأرشيف وإعادته لخزينة المؤسسة الإعلامية العراقية .
إما العميل المجرم عبد الجبار الشبوط فهو كان يمثل أداة رخيصة بيد العميل حبيب الصدر الذي كان يعاني من تدخلات عبد الحليم الرهيمي ، وبالرغم أن جميع هؤلاء هم أدوات رخيصة بيد قوات الاحتلال وأجهزة أستخباراتيه ، وكانوا يعلمون جيداً وبشكل مؤكد أنهم مجرد بيادق شطرنج يتصرف فها الأسرائيلون والأمريكان ، ومن ثم الإيرانيون اللذين بدأت صورتهم تتضح بعلاقاتهم الخفية للتنسيق مع القوات المحتلة وإسنادها لأجل احتلال العراق بوقت أسرع ، كي تشارك بالغنيمة .
وقد تطور الأمر في إحدى المرات حينما هدد العميل حبيب الصدر بالتصفية الجسدية للعميل عبد الحليم الرهيمي وتعليق جثته على بوابة قناة الفضائية العراقية ، ولكم أن تتعرفوا على صراع العملاء وعلى مصالحهم المشبوهة من مال السحت والرذيلة ، لعنة الله عليهم أجمعين .
وقد كان العملاء حبيب الصدر والعميل المجرم عبد الجبار الشبوط أصحاب أكبر مجزرة صحفية في تأريخ الصحافة العراقية ، حينما قرروا أثناء واحدة من جلسات السهر والدعارة من لياليهم الحمراء باتخاذ قرار إقالة عشرات الصحفيين وقطع أرزاقهم واستبدالهم بأخريين لا يفقهون بالأعلام شيئاً ولم تكن لديهم أية خلفيات إعلامية أو أكاديمية ، وحينما كان يغضب العميل حبيب الصدر من أولئك الإعلاميين الجدد كان يقول لهم جملة كان يرددها على الدوام ( أن علاقتكم بالإعلام والصحافة مسافتها كما هي المسافة بين العراق للشام ) .
وكان هؤلاء العاملين الجدد غير متواجدين وإنما كانوا أسماء على الورق فقط ، واغلبهم أعضاء بمليشيات وعصابات تتبع لأحزاب معروفة