19 ديسمبر، 2024 2:44 ص

اعترافات عمار الحكيم

اعترافات عمار الحكيم

تأخرت كثيرا في الكتابة حول موضوع مهم ومثير وحساس،ومرد التاخير لا يتعلق بالموضوع انما بالمناسبة التي تم طرح الموضوع فيها وبصاحب الطرح ،لكن تناوله من جديد والخوض فيه يتماشى مع ما يجري الان من تسارع للاحداث وتداخلها وحجم المخاوف والمخاطر التي تشهدها المنطقة في ظل تواجد الدب الروسي في سوريا وفي الشرق الاوسط وتشكيل التحالف الرباعي الاستشاري وتقاطعه ربما مع التحالف الدولي شبه الوهمي الذي تقوده امريكا.

والموضوع محل الكتابة لا يتعلق بمحور واحد انما بمحاور متعددة تناولها زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم في خطبة صلاة العيد التي اقيمت في مكتبه والتي تحدث فيها بجرأة وانفتاح غادر فيها مفهوم التقية والدبلوماسية والتي يسلك نفقها الكثير من السياسيين ورجال الدين في خطبهم وفي كلماتهم من اجل عدم اثارة غبار الجدل والمناكفات التي تثيرها مثل هكذا شجاعة.

ومن بين المحاور المهمة التي أثارها الحكيم والتي يتردد السياسي العراقي كثيرا في التحدث عنها بتجرد هو موضوع التدخلات الخارجية الكبيرة التي أطاحت باستقلالية العراق ومنعته من الوصول الى الحد الأدنى من الاستقرار والاستفادة من موارده وتحقيق الرفاهية والاستقلال،وهذه التدخلات حقيقة واقعة لا تنفرد بها دولة بل دول ومجاميع وفصائل استحالت معها حالة تحقيق السلم والأمن الوطني،الأكثر إثارة في حديث رئيس المجلس الإسلامي هو انه سمى الأشياء باسمائها دون تردد كما يحاول البعض من الاختباء خلف دول الدعم والتمويل  والتشهير بدول أخرى ،إنما فتح باب الحقيقة وذكر بالاسم إيران والسعودية وتركيا وأمريكا والسعودية ودول أخرى داعيا تلك الدول إلى عقد مؤتمر تحت مظلة أممية لبحث موضوع العراق والابتعاد عن التدخل في شؤونه ومساعدته للخروج من حالة التأزيم التي يعيشها والتي تسببت بخسائر كبيرة وعلى كافة الأصعدة.

الحكيم كشف عن عش الدبابير الذي سبب ولازال يتسبب بإعاقة تحرر القرار العراقي لأنه اكبر وأقوى من قدرة المشرع العراق فكان ان تم تقزيم القرار العراقي قبال قدرة وسطوة هذه الدول وتأثيرها المباشر في سير الأحداث وتقاطعها فيما بينها.

لم يكن التدخل الخارجي هو الهم والاعتراف الوحيد الذي تحدث به رجل الدين الشيعي إنما تحدث عن فشل الأحزاب السياسية التي أدارت العملية السياسية بعد عام 2003 في خلق او إيجاد رجال دولة حقيقيين فكان ان تسبب هذا الوجود باتساع دائرة الفساد المالي والإداري وفي فقدان المئات من المليارات وفي خسائر كبيرة في الأنفس والثمرات.وهذا الاعتراف شجاعة لا يمتلكها اصحاب السلطة والنفوذ ممن قادوا العراق واوصلوه الى ما هو عليه الان.

أيضا كشف الرجل عن ان الإصلاح يجب ان يكون واقعيا وليس شكليا لان العراق يعيش ازمة حقيقية ولا يمكن معالجتها دون إصلاح حقيقي،لهذا طلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان لا يتردد في المضي بإصلاحاته وعدم التوقف او الخوف من المتضررين الذين يقفون بالضد منه حتى لو كانوا شركاء الأمس.

الهم الاقتصادي كان حاضرا في خطاب الحكيم لكن بعد فوات الأوان على حد قوله لانه اعتبر ان عدم الاستفادة من الوفرة المالية في السنوات السالفة في تعزيز الاقتصاد جعل العراق يخسر فرصة لن تتكرر في المستقبل القريب.

ان اعترافات الحكيم تشخيص لواقع العراق المتعب ،كل ما نحتاجه هو معالجة عراقية خالصة لكل تلك الهموم والحقائق التي ان استمرت فإقراء على العراق وأهل العراق السلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات