الكثير من القادة السياسيين الذين ظهروا في برامج لقاءات رمضان تحدثوا واسهبوا وقدموا آراءهم وتصوراتهم عن العملية السياسية في البلاد ما مضى منها خلال عقدين من الزمن وحاضرها الملتبس وما سياتي منها لاحقا وفي مجالات الحياة كافة ،لكنّهم تغافلوا عن تحديد المشكل الرئيس في أي تحولات ومعالجة الاخطاء في النشاط السياسي ، المشكل الذي يتحدد بمفردة الديمقراطية التي تعتبر بنوعها وشكلها وممارساتها المعيار الحقيقي لأي حكم رشيد ..
اعتقد ان الزعيم السياسي الوحيد الذي اسهب في تصوره عن حل الازمة في البلاد بالاعتراف ” لايمكن حل مشاكل الديمقراطية الا بالمزيد من الديمقراطية ” هو الشيخ خميس الخنجر الذي وضع اصبعه على الجرح العراقي ،فالحقيقة المطلقة هي ان لاحلول لكل ازماتنا على مختلف تنوعاتها الا بديمقراطية حقيقي تجسد ارادة الشعب وتطلعاته ، ويعترف الخنجر ان الديمقراطية في العراق ديمقراطية شكلية رغم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي في دروبها بعد التغيير في 2003 مؤكداً ” ان الديمقراطية منهج وسلوك وثقافة اجتماعية يجب أن يرمن بها الجميع ” ما يعني ان هذه الاعتبارات غير متوفرة في ديمقراطيتنا الحالية !
ويحذر الرجل من ان غياب الديمقراطية الحقيقية ” ديمقراطية المضمون ” كما اسماها ستضع البلاد اما مفترقين ، إما العودة الى النظام الشمولي أو الذهاب الى الفوضى .
ولمح بوضوح الى ان الديمقراطية الحالية في البلاد هي ديمقراطية الهيمنة فيقول ” لايمكن ان تكون ديمقراطية الهيمنة لطرف على طرف آخر ..هذه ليست ديمقراطية هذه نوع من الشمولية المؤسساتية التي ترسخ حالة عدم الاستقرار في البلاد ” !!
قلناها دائما ويعرفها الجميع ان الديمقراطية ليست صناديق اقتراع فقط ، فأعتى النظم الدكتاتورية تستخدم صناديق الاقتراع لإضفاء الشرعية على حكمها كما فعل صدام حسين وغيره من انظمة الاستبداد في المنطقة التي حوّلت الصناديق الى بيعة مقدسة للحكم ..
كما ان النظم والتشريعات على ” حلاوتها ” ليست معيارا للديمقراطية اذا لم تطبق على ارض الواقع كما هو حال انظمتنا وقوانينا ودستورنا ، الم يقل الرصافي “علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف ” !!
من معايير الديمقراطية ..احترام حقوق الانسان
من معايير الديمقراطية ..انتخابات نزيهة وشفافة متساوية الفرص للجميع
من معايير الديمقراطية ..وعي شعبي يجيد اختيار من يمثله
من معايير الديمقراطية ..المشاركة الجماهير الواسعة
من معايير الديمقراطية …سياسيون يؤمنون بها حقيقة وليس رياءً
هذه المعايير مفقودة لدينا ولا نحتاج الى ادلة لإثباتها فالأدلة ملقاة على قارعات الطرق كما قال الجاحظ !!
الحل لكل ازمات بلادنا في المزيد من الديمقراطية الحقيقية وبغير هذا الحل سنبقى نراوح في مكاننا حتى يأتي الفرج من صاحب الفرج !!