23 ديسمبر، 2024 2:44 م

اعتذار لذاكرة حبيبتي

اعتذار لذاكرة حبيبتي

ربما اخالف علماء الفسلجة وعلماء النفس والاجتماع بأنني اقسم الذاكرة الى نوعين هما الذاكرة القديمة والذاكرة الحديثة ..

فما زلت اعتقد ان للانسان ذاكرتان واحدة منها بريئة جدا وجميلة جدا تلك هي ذاكرة الطفولة والمراهقة …الذاكرة التي تحلق في سماء العافية واللاحزن واللاوجع ..الذاكرة التي تحمل معها كل براءتنا وزهونا وعشقنا للحياة …الذاكرة التي تمخضت عن لامسؤولية ربما ولا حزن ولا ضياع ولاهم وحتى لا وعي …الوعي القاتل الذي تسلل الى عقولنا وذاكرتنا البريئة المحلقة كلص يتسلل في اخر الليل لسرقة بيت فقير او كأسد يسير بخطوات المفترس الحذرة خلف الاعشاب ليصطاد فريسته المسكينة …الوعي – الفايروس الذي ثقب ذاكرتنا ليخلق لنا وعياً اخر …وعياً ثانياً ..وعياً مؤلماً وموجعاً وعاقاً ايضا .

الوعي – الفايروس – يحفر بعمق وقوة بذاكرتنا الهشة المسالمة والنقية …يمارس عملية الحفر بألاته الحادة دون هوادة .

ويبدو ان ذاكرة النساء لايصيبها العطب في يوم ما وتبقى تستحضر ذكرياتها المؤلمة والمفرحة متى ما استدعى هذا الحضور مع نقطة مهمة جدا وهي ان الذكريات المؤلمة تقفز اولا وبالذات مع الرجل بل وربما تمحي بارادتها كل ماهو لك من جمال وعذوبة ومواقف حسنة خاصة اذا كانت تمر بحالة غضب وتبدء بسرد تاريخي لايجيده اكبر مؤلفي هوليوود بكل واقعة مرة وموجعة معها وبسببك

لا اريد ان اتهكم وانا اليوم جئت معتذرا ومعلنا اعتذاري لحبيبتي وام اولادي عن واقعة تصورت وانا اقوم بها انها مفاجأة مضحكة تضفي شيئا من الفرح على اجمل ايام عمري وهو يوم الزواج …واقعة يبدو انها غبية جدا وجاءت بنتائج عكسية فيما بعد حيث ظلت هذه الواقعة محفورة بــ ( دريل ) في ذاكرة زوجتي مع ان هناك واقعة اخرى في نفس اليوم كانت رومانسية جدا الا انها تبخرت وذابت امام كارثتي التي لم اقصدها بل وما زالت الى اليوم تغيب حتى عن ذهني من كثرة ما رددت زوجتي الواقعة الاولى وترددها بين الحين والاخر وكلما حصلت ( ضيجة خلكًــ ) تقفز هذه الحكاية بسرد عجيب …وقتها لا امتلك الا الضحك لانني الى الان اقول لم اقصدها بهذا الشكل السيء .

الواقعة باختصار انني اشتريت في يوم زواجي ( عذرة انسان اصطناعية ) توهم من يراها بانها حقيقية ووضعتها معي في السيارة في المقعد الخلفي ( رجاء لحد يشتمني ) حيث نصعد انا والعروس تصورا مني ( وبغباء طبعا ) اننا سنضحك انا وهي بعدما تنذهل اول الامر ثم تكتشف الخدعة السخيفة …المهم زوجتي تفاجأت لكنها لم تضحك ….هنا انتهت هذه الواقعة وحينما دخلنا غرفة الزوجية كنت قد اعددت (100 ) شمعة اوقدتها لحبيبة العمر وهي فكرة اخرى لي لكنها رائعة كما اظنها انا الى هذه اللحظة ..

ذاكرة زوجتي الى اليوم تتذكر الواقعة الاولى وتنسى الثانية بل انستني انا انني اوقدت لها جيشا من الشموع احتفالا بمقدمها البهي

انها الذاكرة اللعينة واعطيها الحق في ذلك واعتذر لها امام الجميع عسى ان يكون في عذري محياً لسخافتي وغبائي في وقت ربما لم اكن امتلك هذا الوعي الذي امتلكه اليوم …ربما العذر متأخر ولكن ان يأتي الاعتذار متأخرا خير من ان لا يأتي …

اعتذر وانتظر ممحاتك ايتها الغالية ….