5 مارس، 2024 3:00 م
Search
Close this search box.

اعتذارات متأخرة جدآ (1)

Facebook
Twitter
LinkedIn

محسن ملا علي
العزيز ابا وسام قبل أيام تجاوز عمرك الثالثة والتسعون انت الذي نشأت في كنف عائلة تميزت بالحس الوطني العالي حد الثورة على الأوضاع المتردية ‘فكنت طوال عمرك المديد ممسكا ببوصلة نضال شعبك وطبقتك وحزبك سواء في العمل النقابي او السياسي ولم تثنك قسوة المجابهة مع السلطات الملكية عن التظاهر ضدها ولاسيما دورك في التظاهرات الاحتجاجية ضد اعتقال الرفيق فهد ورفاقه اومسيرات عيد العمال اوادوارك المشهودة في لم شتات التنظيم بعد كل ضربة توجهها الأجهزة القمعية او مفاوضاتك مع إدارات مصلحة الموانئ الاجنبية من اجل حقوق العمال مما أدى إلى فصلك لأكثر من مرة من ثم اعتقالك ولا ينسى العمال تحشيداتك للاضراب عندما منحت إدارة الموانئ سلفة العيد للموظفين دون العمال في مسعى تمييزي واضح ومجابهتكم بالرصاص من قبل الشرطة إلى أن تم رضوخ إدارة الموانئ لطلباتكم التي ظلت تلاحقك حتى فصلتك مرتين مما اضطرك للاختفاء في قضاء الفاو لتعمل في ساحة أخرى حيث قدت من هناك اضراب عمال الحفارات. ابا وسام لا زلنا نصغي لك وانت توضح لنا عن الإشراف التنظيمي للرفيق سلام عادل على نشاطكم في الفاو او عن صلاتك برفاقنا في الكويت وحاجة التنظيم لطابعة سرعان ماوفر وها لك والاهتمام الذي اصغى به الرفيق سلام عادل عندما علم بالاحكام الغيابية ضدك حيث طلب منك المغادرة للكويت على وجه السرعة.
وكالعادة أينما تكون يكون العمل المنتج وسرعان مااصبحت ركيزة تجمع حولها َمعظم الشيوعيين هناك ومعانا لمن يرغب بالمغادرة فهاهو الرفيق سلام عادل يمكث عندك خمسة أيام ليغادر بعدها لحضور مؤتمر الحزب الشيوعي البريطاني. وصلاتك مع اتحاد نقابات العمال العالمي واتحاد الشبيبة الديمقراطي الذي تسبب حضورك لاحد فعالياته بالقاء القبض عليك من السلطات الكويتية وتسليمك للجانب العراقي الذي زاد من مدة سجنك لسنة ونصف زادتك اصرارا على التمسك بحزبك ولا زال مشهد لقاؤكم ووفد عمال الموانئ الذي كنت رئيسا له بالشهيد عبد الكريم قاسم عام ١٩٥٠ وانتم تهدونه رتبة اللواء المصاغة من الذهب الخالص المشتراة بتبرعات العمال من اجورهم البسيطة.
وكعادتك يامحسن فقد تصديت لانقلاب شباط الأسود ضمن تنظيمات بغداد في الكاظمية عندما كنت مع المحررين لمركز شرطة باب الدروازة دون اية مقاومة تذكر ولتسنح الفرصة بعد حين للفاشست بالقاء القبض عليك وايداعك في السجن لسنتين ونصف. واخيرا لم تمنع كل سنوات العمل المضني تلك وضريبة العمر رفيقنا من النشاط فهاهو بمثابرته المعهودة ينشط في طرق الأبواب والدعاية لمرشح الحزب في كل دورة انتخابية كما لم يتخل عن زيارة المنقطعين لغرض تحفيزهم للالتحاقحيث اخذ وعلى عاتقه الشخصي اللقاء بعشرات الشيوعيين في بيوتهم واماكن عملهم.
هذا غيض من فيض نشاطاتك من أجل رفعة الحزب وسمو مبادئه فوق كل اعتبار غير نادم على اختياراتك وعلى تبعات هذا الاختيار كعادة الشيوعيين حتى لا أقول الحزبين. تبقى غصة في النفس هذا السلوك المتعالي والمريض لدى البعض ضدك وضد امثالك من ذوي الرؤية المختلفة لا لشيئ سوى رغبتكم التفكير باستقلالية واعتزازكم بتاريخكم الناصع مماجعلهم يدوسون على كل جهدكم النبيل.
ابا وسام انا خجل منك ومن نصاعة تاريخك المشرف في التقصير بواجب معنوي بسيط لكنه كان كبيرا عليهم فقد عز عليهم الاستجابة لطلب ارسال نعي ابنتك للجريدة والتي هي ابنتنا فلا هم استجابو للالتماس المقدم حينها ولا سلاطين الباب العالي استجابو للمكالمات الهاتفية.
محسن ملا علي انت أكبر من الطارئين. دمت بخير وعقبال مئة عام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب