يبدو ان الفوضى التي تنتاب الشارع العراقي جراء عدم الاستقرار السياسي والامني طالت بعض المؤسسات الصحفية مما اوقعها تحت طائلة الاعتداء والتهديد ،حيث تعرضت اربع صحف عراقية الى اعتداء من قبل مجموعات مجهولة الهوية يصل عدد الى (40) شخصاً ، لم يستخدم هؤلاء المهاجمين الاسلحة النارية بل السكاكين والادوات الجارحة فضلاً عن قيامهم بتكسير واتلاف اثاث ومستلزمات مكاتبها وضرب عدد من ملاكاتها . لذا نعتقد ان هؤلاء المهاجمون لا ينون القتل وانما ايصال رسالة واضحة الى هيئات ادارة وتحرير تلك الصحف الى ممارسة الحيادية في النشروالاعلان والابتعاد عن الانتقائية في اختيار الاخبار وعدم استهداف اي مجموهة دينية اوسياسية ، وبالتالي يتحتم على الاعلام العراقي الى انتهاج سياسة جديدة في التعامل مع الاحداث والمواقف الجارية و الابتعاد عن السجالات المتواصلة والحملات الكلامية بين الكتل السياسية وعدم الانحياز لمراجع دينية دون غيرها . ان هذا الاعتداء بالرغم من عدم شرعيته في تكميم الافواه وعدم اشاعة حرية الرأي والرأي الاخر ، فضلاً عن استخدام القوة مع مؤسسات صحفية لها استقلاليتها وتبني العنف ضدها وعدم اتباع الاسلوب الحضاري في اخذ حقها من خلال القضاء ومساءلة الصحف التي تجاوزت او انتهكت حقوق تلك الجماعات سواءاً كانت دينية او سياسية ، ولكن باستخدام شريعة الغاب التي غادرناها منذ سنين ، مما يتطلب من القوة المهاجمة الاعلان عن نفسها وتوضيح اسباب ودوافع هذا الهجوم ، وبالتالي تجعل مؤوسسات الاعلام العراقي قاطبة على معرفة بما جرى وتصحيح ما حدث ان كان الفعل الذي حدث هو ردة اعتبار لهذه المجموعات ، وبالتالي يجب على الاعلام الوقوف بمسافة واحدة من تلك المجموعات . ان الحادث بالرغم من بربريته لانه استخدم العنف الا انه وضع الصحافة والاعلام امام مسؤولية تاريخية ومهنية بعدم الانجرار مع ما يحدث على الساحة السياسية والدينية وحتى لا يكون الاعلام صدى لهذا وذاك ينبغي ان يكون رسالة هادفة ، ويتوخى الدقة في النشر والرأي وعدم ابقاء عبارة ( الاراء المنشورة في الجريدة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة تعبر عن رأي الجريدة ) ان هذه العبارة كلمة حق يُراد بها باطل مما ينبغي تصحيح مفاهيم العمل الصحفي وعدم اقحام الصحافة والاعلام في ميادين ليست من اختصاصه ، فضلاً عن ابعاد منابر الاعلام عن المتصيدين في الماء العكر كي نضمن حيادية الاعلام وبالتالي نكسب احترام وقدسية كلمتنا الحرة التي نعمل على اشاعتها .