23 ديسمبر، 2024 7:47 ص

اعادة رسم خارطة أنتصار الثورة الحسينية(ماذا يريد منا الحسين؟)

اعادة رسم خارطة أنتصار الثورة الحسينية(ماذا يريد منا الحسين؟)

سؤال لابد ان يطرحه كل مسلم على نفسه قبل ان يسير الى كربلاء المقدسة حيث يقصد ضريح الامام الحسين (عليه السلام ) هذا السؤال هو ( هل الامام الحسين “عليه السلام” ضحى بنفسه وعياله واصحابه من اجل ان نأتي بعد ذلك بمئات السنين لنلطم عليه ونبكي ونوزع الطعام ونسير له مشياً فقط وفقط ام ماذا؟) ان شعار (الاصلاح) الذي رفعه الامام الحسين في ثورته المباركة يجبنا على هذا التساؤل بوضوح جلي ، ان الثورة الحسينية في نهضتها جسدت قيم عالية المعاني من مبادىء ومفاهيم اصلاحية تهدف لاصلاح شؤون الامة من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية فالدولة الاموية كانت فاسدة انذاك على المستوى ( الاداري والمالي والاقتصادي والفكري) فالتلاعب ببيت المال ومن ثم تعيين الفاسدين الفسقة ليتولوا على رقاب المسلمين انذاك وتغيير شرائع الله كل تلك المسببات كان لابد لها من شعار الاصلاح الذي رفعه الامام الحسين حين خروجه لثورته المباركة.والان بعد كل تلك السنين الطويلة علينا ان نقتدي بهذه الثورة المباركة وان نحولها لسلوكيات يومية في حياتنا في ظل طغيان ذات الفساد الذي استشري ايام الثورة الحسينية حيث عاد الظلم اليوم باوجه مختلفة في بلادنا وكان مقولة لكل عصر حسين ويزيد تأبى ان تكون مغلوطة ومن قالها قصد وضعنا الحالي بدقة. صدر قبل ساعات قليلة بيان مهم يحل هذه التساؤلات والاشكاليات وهو البيان الموسوم(ثورة الامام الحسين من اجل الارامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين ) للمرجع الوطني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ( دام ظله) وقبل ان اخوض غمار بعض فقرات البيان المهم علينا ان نستذكر جميعاً الخطبة التي خطبها الامام الحسين امام اول كتيبة للجيش الاموي حيث قال فيها «أيها الناس! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلا لحرام الله، ناكثاً لعهده، مخالفاً لسنة رسوله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله» ونحن اليوم نعيش عصر سلاطين الجور وليس سلطاناً واحداً وحسب ، فعلينا ان نقتدي بالثورة الحسينية قولاً وفعلاً وان نناصر الفقراء من المظلومين الذين ثار الحسين حينذاك من اجل رفع الظلم عن كاهلهم.والان لنعود لبيان المرجع الديني السيد الصرخي الذي يطرح تساؤلات جوهرية حيث يقول في البيان (( أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على ان يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة)، ـ فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ، ـ وهل خرجتم من أجل اخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل اصلاح حال اخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والامطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وانعامهم)) وهي تساؤلات مهمة فهل الزائر الذي خرج للسير الى كربلاء فكر هل هو راض عن الفساد والافساد ام رافض لذلك الفساد ، وما هي مستويات رفضه ، هل جلس وسكت وصمت في داره ام خرج وعبر عن رفضه كما فعل الامام الحسين ( عليه السلام) وهل فكر السائر ( الثائر) باهلنا النازحين والمهجرين والايتام والفقراء والارامل ، ام لم نستشعر الامهم ومعاناتهم فان كنا لم نشعر بالامهم ومعاناتهم فعن أي اسلام نتحدث وعن أي ثورة حسينية وعن أي مسير لكربلاء المقدسة.ويضيف الصرخي في ذات البيان (( وهل خرجتم من اجل انسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات واغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار من الدماء ،ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي افقدكم إياها الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات. ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق)) وهذه تساؤلات اخرى مهمة في هذا الصدد فكم من الكرامات تستحق ونصرخ باننا على خط الحسين والساسة يستحمرون الشعب العراقي يومياً ونحن ندعي اننا على خط الامام الحسين فاين الكرامة واين المطالبة بالحقوق واين التصدي للفاسدين السراق فهل انتم حسينيون ام لا؟وان كنتم على خط الحسين فهل فعلتم كما فعل وطالبتم كما طالب؟ وليعلم جميع شيعة اهل البيت ان كنا ممن صمت عن الفساد ولم يتحرك بخطوات جدية نحو تحقيق الاصلاح فاننا لم ولن نتخلق بسلوكيات الثورة الحسينية وهذا ما يتوضح في تتمة بيان المرجع الصرخي الذي يضيف ((فاذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فاعلموا اذن انكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان … ـ نعم اذا لم تكونوا خرجتم من اجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم انه الجهل والنفاق والتغرير والخداع والإنخداع والفساد والإفساد)).لان الذلة الحقيقة هي قبول سيادة السراق والفاسدين على رقابنا بدون ان نحرك ساكناً فالامام الحسين ليس بحاجة لزيارتنا ولا لاموالنا ولا لمسيرنا بينما الجياع يعانون في كل مكان والارامل والايتام يعانون في ربوع العراق وانتم ساكتون وتدعون انكم على خطى الحسين (عليه السلام) ، الحسين لا يريد منكم زيارة ومسير وبذل طعام واموال بل يريد منكم تحقيق الاصلاح ورفع الظلم والضيم عن فقراء شعبكم والمشردين في هذا البلد الجريح.علينا ان لا نضيع جهود الامام الحسين ( عليه السلام) في ثورته وان نمد الخطى معها ونسير بخطاها وفق شعار الاصلاح ومناصرة المظلوم والوقوف بوجه السراق واشرعة الفساد.