23 ديسمبر، 2024 6:39 ص

اطفال في الحي الرمادي

اطفال في الحي الرمادي

عند الباعة الجوالين
يتهافت الصبية الصغار
يأكلون شطائر( السمبوسة او الهمبركر)
بعد سويعات العمل الصباحية
يتبادلون العبارات الرخيصة عادة
والصمت المعفر بالدهان ..
اكفهم صغيرة
وآمالهم الكبيرة معقودة على العمل ..
لان ابائهم خاب رجائهم حين ماتت جذوة العشرين
وانكسر الطموح
وصار الطموح في الصغار الكادحين دون ملل ..
حين انخرطوا
 عكسوا معنى المأساة ..
وعندما ضحكوا
رسموا الابتسامة ..
وحين اجتهدوا
 وجدوا الصدق ونقاء السريرة ..
ولو مات احدهم
تغسله دموع الملائكة
لان ضوعا من الله فيه ..
********************
بين مفردات السواد ، ومعالم الرماد
ابحث عن قطرة ماء في الحي الرمادي ..
وحين تغيب الشمس
وتستظل باقنعتها الاكثر اتشاحا
وتعود للمكان الفته النزقة بصخب الصباح
وتذرف السماء سكونها
و آخر نجمة من نجومها عند الغبش
( وينكسر الطموح )
*******************
اعطني قلما
يقول احدهم وهو يتأمل
وامنحك قريحة متوقدة ..
خذ بكفي وانت باسطا كفك
علها تمسح السواد من كفي ..
لحظة من فضلك
دعني اكون في ظلك
.فما عاد للدهان متسعا في قلبي .
تتشابه  العبارات
ومثلها  الامنيات المختزلة
برائحة الحرب
برائحة التواطئ ..
هكذا عزائهم
ان تترادف المسميات ، ان يسمو الزيت الاسود
 وعلى ثيابهم مزيدا من الدهان
وليس العيش برخاء
نغمض اعيننا حتى تكتمل الصورة
نستيقظ انصاف عراة ..
نمسح عن جبيننا امتهان الانسانية
 نتطلع لغد بصباح
فما جدوى البكاء على كاهل اثقلته الهموم
او مساء فارقته الصباحات ..
حين تلجمنا السنوات بذكرياتها الضاجة
بامتقاع سحنتنا ودكونة المصانع ..
نتسائل
لماذا ؟  لماذا؟
لسنا من اولئك الذين يلتحفون الحرير
ويتوسدون ريش الطواويس ..
يستيقظون على هدهدة احلامهم
و يغمضون اجفانهم في رياض النرجس والياسمين ..
الانهم ولدوا …..
وفي افواهنا ملاعق من سخام

ملاعق من ســــــــخام