18 ديسمبر، 2024 11:06 م

اطالب حزب الدعوة الاسلامية بفتح تحقيق وانقاذ العاملين في احدى وسائل اعلامه

اطالب حزب الدعوة الاسلامية بفتح تحقيق وانقاذ العاملين في احدى وسائل اعلامه

الترويج والتلويح باصدار مذكرات قبض ضد الصحفي الفلاني والفلاني ، ليس سببه قدح وقذف هؤلاء الصحفيين بالحكومة وشخص رئيس الوزراء ، بل سببه العلاقة السيئة التي أسسها حزب الدعوة والحكومة من جهة وبين هؤلاء الصحفيين … لكن كيف ؟
ان مسألة اصدار دعوى قضائية ومذكرة القاء قبض ضد الزميل سرمد الطائي ، هي التي استفزت ذهنيتي على تسطير ما ساكتبه في هذه الاسطر وربطه بما يجري في احدى وسائل الاعلام التابعة لحزب الدعوة الاسلامية ، مع اني اعلنت اكثر من مرة باني لست مع نهج الطائي ورافضا له ، خاصة فيما يبديه من رأي في احداث الانبار ، ومؤمن بان الرجل لا يتعامل مع موقف انما ينطلق من منطلق معارضته للمالكي مهما كان موقف المالكي ، وقد اعلنت هذا مرارا وتكرارا ، لكن بنفس الوقت انا لست مع اصدار مذكرة قبض بحقه وغيره لكي تبقى هذه الحكومة صاحبة الانجاز التاريخي بان سجون البلد خالية من صحفي ادلى برأيه ، ولاسباب منها يجب ان يعرف قيادات الحزب ما يدور من ممارسات مشينة في دهاليز احدى وسائل الاعلام التابعة له ، لا يقبلها دين الحزب ولا اخلاقه ولا ينسجم ما تاريخه ، مع علمي ويقيني بان المالكي وباقي قيادات الحزب لا يعلمون بها ، فكل الذي يعلمون به ان وسيلة الاعلام هذه تسير على ما يرام .
ان هذه وسيلة الاعلام التابعة للحزب والداعمة للحكومة ، بدلا من ان تكون نقطة استقطاب للصحفيين الكفوئين ، اصبحت منطلقا لنفورهم ومبررا لاستعداء الحزب والحكومة ، بسبب تسليم الحزب وسيلة الاعلام بيد اناس لا يفقهون بالصحافة شيء وكل مؤهلاتهم انهم يحملون الولاء المطلق للحزب والحكومة (وهذا لا ضير فيه) ، وبدلا من ان تراقبوا انتقادات الصحفي الفلاني للحكومة والحزب ولشخص دولة رئيس الوزراء ، ابحثوا عن الاسباب ، وحققوا في ممارسات المتنفذين في وسائل اعلامكم وانظروا كيف يٌعامل العاملون فيها ، وما هي تصرفات المدراء العامون .
هناك اذلال للعاملين واهانات مجانية وتهديدات بقطع الارزاق وممارسات غير اخلاقية وسب وشتم وقذف علني وكأنهم اولاد جواري ومديرها ابن الكرام الذي يستقوي بالحزب وقربه من امينه العام وكأنه قابض منه صك الغفران ليتحكم بارادة الناس وكرامتهم ، واذا كان القريبين على الحكومة استشاطوا غضبا وقرروا رفع دعوى قضائية والقاء قبض ضد الصحفي الفلاني بتهمة القذف والتشهير ، اذهبوا وانظروا كم دعوى قضائية بامكان الفقراء يعملون في وسائل اعلامكم ان يرفعوها ضد المدير العام الذي وضعتموه انتم .
كنت اتمنى على رئيس الحكومة وقيادات حزبه (الذين اجزم بانهم لا يعلمون بهذه الممارسات) ، ان يفتحوا تحقيقا في داخل قناتهم ، ويتسائلوا من هم اصحاب التقدم والتغيير الايجابي الذي طرأ عليها ، هل هو مديرها العام ؟ ام هم صحفيين كبار لهم تاريخهم وسمعتهم الطيبة المشرفة في الوسط الصحفي ، استقالوا واقيلوا فيما بعد بسبب تصرفات مديرها العام وبسبب تقصده بمحاولة اذلالهم والتقليل من شأنهم وكرامتهم ، كما كنت اتمنى ان يحققوا باسباب استقالة واقالة (مدراء اخبار وصحفيين كبار) مثل صلاح النصراوي وموفق الخالدي ومحمود المفرجي وعلي كريم ، وبقاء قسم منهم عاطلين عن العمل يقاومون ضنك العيش ويعيشون تحت خط الفقر المدقع ، واذا ما فكروا بفتح تحقيق ساكون انا شخصيا مستعدا بان ادلي بشهادتي الكاملة .
ان المدير العام (المفوض من قبلكم) استقطب هؤلاء المهنيين واتفق معهم على فتح افق العمل امامهم وبدون ان يتدخل بعملهم (المهني) الذي لا يعرفه هو ولا يمكن ان يصل لربع مستواه ، فقاموا بترك وسائل الاعلام التي كانوا يعملون بها على اثر تعهداته ، وما ان بدأوا بالعمل حتى بدأت معه الاساليب المهينة ، فقسم منهم سلموا امرهم لله ، والقسم الاخر عاشوا بين نارين اما ان يتحملوا تصرفاته او ان تقطع ارزاقهم ، والقسم الاخر فضلوا ان يكونوا جليسي دارهم على ان يتحملوا تصرفاته المهينة وشخصيته الهزيلة .
لا تعتبروا هؤلاء صحفيين ، لكن اعتبروهم عراقيين حالهم حال باقي العراقيين الذين تعمل وتسعى الدولة والحكومة التي يرأسها الحزب على رعايتهم والنهوض بواقعهم المعيشي وحفظ كرامتهم ، واتسائل .. هل من المعقول ان تسعى الحكومة على رفع الظلم عن العراقيين وهناك من العراقيين من يظلموا في داخل مؤسسة من مؤسسات حزب عريق ذو تاريخ عريض عنوانه الاسلام والاخلاق والحلم اتخذ من امير المؤمنين علي بن ابي طالب والثائر الحسين الشهيد عليهما السلام عنوانا له في مقارعته للنظام السابق ؟
اقول … ان التقدم الواضح في القناة على الصعيد المهني كان انجازا ، كنت انا شخصيا احد اعمدة هذا الانجاز وبامكانكم ان تسألوا من تعرفونه في وسيلة الاعلام هذه ، وكنت من الناس الذين اسست نهجا مهنيا فيها ، ما زال المدير العام يسير عليه لكنه لا ينسبه لي طبعا ولا لزملائي ممن شارك في هذا الانجاز ، بل ينقل اليكم صورة اخرى ويتفاخر بما قام به اخرين .
كما اقول ايضا واكرر واطلب بقوة ان يفتح تحقيقا في كل ما يجري في وسيلة الاعلام ، وابدي استعدادي ان اشهد شهادة منصفة لله تعالى ، امام اي شخص يبعث بطلبي .
ومن ضمن المنطلقات الاخرى التي انطلقت منها لكتابة هذه الاسطر ، هي لايماني بان وسيلة الاعلام التي استهدفتها هي ملكا للجميع وليس لمديرها العام الذي اتخذها ضيعة تابعة له ، والذي اعطى مثالا سيئا لوضع الشخص الغير مناسب في مؤسسات مثالا لمؤسسات اخرى ، كما اني كتبت هذا الامر واعلنه اليوم ، بعد ان رأيت عدم استجابة لما ادليت به من شهادة في وقت سابق مع بعض المسؤولين عن القناة ، ليس ثأرا لنفسي ، انما من اجل الفقراء العاملين فيها ، ومن منطلق عهدي لله برعايتهم والحفاظ على كرامتهم ورزقهم طيلة عملي في القناة وقيادتي لقسم الاخبار فيها .