23 ديسمبر، 2024 8:48 م

اطار ابو الريحة والعملية السياسية

اطار ابو الريحة والعملية السياسية

 الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على العراق ، كان اشبه بالحصار الاقتصادي الذي فرضته قريش على المسلمين . فقد وصل الحال بالعراقيين الى بيع ابناءهم بثمن بخس الى دول اوربية عن طريق بعض دول الجوار ، في سبيل سد رمقهم ورمق اسرهم ، والبعض باع اثمن من ذلك !! ، وقد زعلت علينا جميع الحيوانات ، لأننا قد شاركناها علفها ورفعت مذكرة الى الامم المتحدة ، حتى ان برجيت باردو رضي الله عنها ، تلك المرأة العظيمة صاحبة جمعية الرفق بالحيوان ، قد دافعت عنها وقالت : بل ان الحيوانات هي التي شاركتنا في طعامنا ، ولولا هذه المرأة لضعنا في سين وجيم .
   وان فترة الحصار كانت اشد وطئة على العراقيين ، فقد تبدلت فيها حتى اخلاق الناس ، واصبح الغش قائماً على قدم وساق فالطحين يخلط مع الجص والرمل ويطحن مع نوى الثمر ويباع باغلى الاسعار ، والناس تشتريه مجبورة .
اما تجار الادوات الاحتياطية للسيارات فمن حسن حظهم ان هنالك مقالع في نهاية الثورة ( مدينة الصدر ) كانت توجد فيها الاف الاطارات المستهلكة وقد ملئت هذه المقالع باعتبارها انقاض ، فراحوا يستخرجون هذه الاطارات ( لان بعد بيها روح ) فيجرون عليها عملية الغسل وليس غسيل الاموال ، لكن الرائحة نفس الرائحة ، فهي لا تطاق ، وراحوا يبيعون هذه الاطارات بالدولار وليس بالدينار ، والسائق المسكين يشتري مجبوراً ، وراحوا يطلقون على هذه التايرات ، تاير ابو الريحة ، فكان السائق يتجول في سوق بيع الاطارات ويسأل البائع : هل عندك تاير ابو الريحة نوع جيد ؟! ، واي نوع هذه الذي يسئل عن جودته ، وهو ابو الريحة .
   تذكرت القصة او الحكايا هذه وانا استعرض العملية السياسية التي تجري الان في العراق ، على اعتباري صحفي ويهمني الامر اكثر من غيري ، وفوق هذا وذاك عراقي ويهمني وضع بلادي ، واتمنى ان يستقر العراق امنياً وسياسياً ، وتذكرت قصة الاطار ابو الريحة وشبهتها بالعملية السياسية التي تجري في العراق ، لان الرائحة نفس الرائحة ، فاذا كانت تلك قد زكمت انوفنا ، فان العملية هذه قد جعلت الشعب العراقي يتقياً دماً ، وفي كل يوم يمر تموت عشرات الناس ، اما بالسيارات المفخخة او بالعبوات الناسفة واما بالكواتم وغيرها من ادوات الموت الرخيصة ، وساسة العراق تتصارع على الكراسي والمناصب الحكومية ، صراع الديكة ، فلا تخجل ولا تتعرق حياءً . وفي كل يوم يخرج اطار ابو الريحة في العملية السياسية ، لكن شتان ما بين الاطارين ، فاذا كان اطار ابو الريحة قد خدم العراقيين في فترة من الفترات ، بحيث ما احتجنا الى الاستيراد ، اذ خدمنا انفسنا بأنفسنا ، فان اطار العملية السياسية ، قد اصابنا بسرطان الجسد، وليس الانفس فحسب ،وقد وصلت رائحته سابع جار ، وعليه نقول : رحم الله اطار ابو الريحة ولا رحم الله رائحة العملية السياسية . (واللي ابعبه طلي ايمعمع ).