29 ديسمبر، 2024 2:39 ص

اطاريح الماجستير التي أشرفت عليها

اطاريح الماجستير التي أشرفت عليها

ابتدأت دراسة الماجستير في قسم اللغة الروسية بكلية اللغات في جامعة بغداد عام 1992 . لقد فاتحتنا جامعة بغداد مرة في اواسط الثمانينات حول ذلك , ولكن اللجنة العلمية في القسم لم توافق على المقترح , واقترحنا نحن بدورنا تحقيق هذه الدراسة بالتعاون مع احدى الجامعات الروسية , حيث يدرس طالب الماجستير سنة في قسمنا وسنة في تلك الجامعة الروسية , وان يكون للطالب هذا مشرفان ( عراقي وروسي ) يتعاونان معا , وان يتم انجاز الاطروحة بالروسية وتتم مناقشتها من قبل لجنة عراقية – روسية مشتركة في بغداد . لم توافق الجامعة والوزارة على مقترحنا في حينها واغلق الموضوع . اما في عام 1992 فقد صدر امر بافتتاح دراسة الماجستير دون مفاتحة الاقسام العلمية في الجامعات ( بعد حرب الكويت وبداية الحصار على العراق ), وقد جاء هذا الامر من أعلى السلطة العراقية آنذاك وبعد اجتماعات كان يعرضها تلفزيون بغداد برئاسة رئيس الجمهورية ومجموعة من الوزراء !!!
عندما استلمنا هذا الامر الاداري وبدأنا بتنفيذه , انقسمت الآراء في اللجنة العلمية الى قسمين. القسم الاول يؤيد كتابة الاطاريح حول مواضيع ترتبط بالاختصاص البحت ( اي اللغة الروسية وآدابها ) , ويؤيد القسم الثاني كتابة الاطاريح المرتبطة بعلوم اللغات والآداب المقارنة والترجمة . كنت انا ضمن القسم الثاني من تلك الآراء والمتحمسين لها ولعلميتها , ولا مجال هنا لعرض تفاصيل النقاشات التي جرت عندئذ في اللجنة العلمية , وربما تسنح الفرصة يوما لنشر تلك التفاصيل .
لقد أشرفت خلال مدة عملي في قسم اللغة الروسية على العديد من اطاريح الماجستير , وكانت كلها ترتبط بالادب الروسي مع واقعنا , وكيف كان
يتقبله المجتمع العراقي خصوصا والعربي عموما , وما الذي تم انجازه في حياتنا الفكرية بشأن هذا الادب , والمشاكل المرتبطة بذلك …الخ.
الاطروحة الاولى التي بدأت بها مسيرتي العلمية آنذاك كانت بعنوان – ( مسرح تشيخوف في العراق ) , والتي انجزها طالب الماجستير خلف الموسوي ( وهو الان احد تدريسي القسم بدرجة استاذ ) , وقد أشرت في مقالتي – ( تشيخوف في العراق ) الى ان وفد جامعة بغداد اهدى نسخة منها الى جامعة موسكو اثناء احدى زياراته الرسمية , وكيف تقبلها الجانب الروسي بترحاب , واسماها – ( هدية كبيرة ).
الاطروحة الثانية كانت بعنوان – ( تشيخوف في النقد الادبي العربي ) , والتي انجزتها طالبة الماجستير هديل اسماعيل خليل ( وهي الان احدى تدريسيات القسم بدرجة ا .م. د. بعد ان حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة بطرسبورغ الروسية ) .
الاطروحة الثالثة كانت بعنوان – ( قصص تشيخوف المبكرة في الترجمات العربية ) , والتي انجزها طالب الماجستر تحسين رزاق عزيز ( وهو الان احد تدريسي القسم بدرجة ا.م. د. بعد ان حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة فارونش الروسية , ويعد الان واحدا من المترجمين العراقيين البارزين عن اللغة الروسية ).
الاطروحة الرابعة كانت بعنوان – ( المصطلحات الادبية في المعجمات الروسية – العربية والعربية الروسية ) , والتي انجزتها طالبة الماجستير نهلة جواد هادي ( وهي الان احدى تدريسيات القسم بدرجة ا.م. د. بعد ان حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة فارونش ).
الاطروحة الخامسة كانت بعنوان – ( دراسة تحليلية لبيبلوغرافيا الادب الروسي في المجلات العراقية ) , والتي انجزها طالب الماجستير أثير زهير توفيق ( ولا اعرف الان مصيره مع الاسف الشديد ).
الاطروحة السادسة كانت بعنوان – ( حكايات تولستوي في الترجمات العربية – ترجمة كاظم سعد الدين نموذجا ) , والتي انجزتها طالبة الماجستير نعيمة ابراهيم محمد ( ولا اعرف الان مصيرها مع الاسف الشديد ).
الاطروحة السابعة كانت بعنوان – ( الادب الروسي في مجلة الاقلام العراقية – دراسة تحليلية ) , وقد انجزها طالب الماجستير هاشم صاحب الموسوي ( وهو الان احد العاملين العراقيين البارزين في تلفزيون روسيا اليوم في موسكو ).
الاطروحة الثامنة كانت بعنوان – (ترجمة شعر بوشكين في العراق – ترجمة أ.د. جميل نصيف التكريتي نموذجا ) , وقد انجزتها طالبة الماجستير غادة طارق العاني ( وهي الان احدى تدريسيات القسم بدرجة ا.م. د. بعد حصولها على شهادة الدكتوراه من الجامعة التربوية في مدينة فارونش ).
الاطروحة التاسعة كانت بعنوان – (تدريس اللغة الروسية وآدابها في العراق . المشاكل والآفاق .) , وقد انجزها طالب الماجستير ياسين حمزة عباس ( وهو الان احد تدريسي القسم بدرجة أ. م. د. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة بطرسبورغ )
الاطروحة العاشرة كانت بعنوان – ( غوغول في العراق من السبعينات وحتى وقتنا الحاضر ) , وقد انجزها طالب الماجستير منذر ملا كاظم ( وهو الان احد تدريسي القسم بدرجة أ.م. د. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة فارونش ).
لقد اعتمدت في مقالتي هذه على كتاب – ( دليل الدراسات العليا ) الذي اعدته الدكتورة أحلام حنش كاطع مديرة شعبة الدراسات العليا في كلية اللغات , والصادر عن مجلة كلية اللغات عام 2001 / 2002 , ولكني لم أجد فيه الاطروحة التي انجزتها طالبة الماجستير ابتسام احمد حمزة
بعنوان – ( الادب الروسي في مجلة الثقافة الاجنبية العراقية ) , وهي الان احدى تدريسيات القسم وطالبة دكتوراه في احدى الجامعات الروسية , وكذلك لم أجد في هذا الدليل الاطروحة التي انجزها طالب الماجستير ميثاق محمد وكانت حول ترجمة عبد الله حبه لمسرحيات استروفسكي , وهو الان احد تدريسي القسم بدرجة أ .م. د. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة فارونش , ولم اجد ايضا اطروحة طالبة الماجستير آيات يوسف حول ترجمة رواية تورغينيف ( الاباء والبنون ) في العراق , وهي الان م.د. في القسم بعد حصولها على شهادة الدكتوراه من الجامعة التربوية في موسكو . واظن ان سبب ذلك كله هو ان الدليل قد تم طبعه قبل اكمال المناقشات اللازمة لتلك الاطاريح ليس الا .
واختتم هذه السطور بالاشارة الى اني لم استطع اكمال المشوار مع احدى طالبات الماجستير التي اخترت لها اطروحة بعنوان – ( كتب عراقية حول الادب الروسي ) , وعملت معها فترة من الزمن , وذلك نتيجة لظروف عملي آنذاك و سفري و تفرغي العلمي في روسيا , وقد أكمل الاشراف أحد زملائي التدريسيين في القسم .
اتمنى ان يحاول كل هؤلاء نشر اطاريحهم باللغة العربية , اذ انها لازالت تمتلك اهميتها لتدوين الحركة الفكرية في العراق والعالم العربي حول الادب الروسي بالنسبة للقراء العراقيين والعرب عموما , وبالنسبة للباحثين الروس ايضا الذين لا يعرفون – مع الاسف الشديد – مستوى الدراسات العراقية والعربية للادب الروسي وما استطاع باحثونا ومترجمونا ان يحققوه في هذا المجال .