18 ديسمبر، 2024 10:57 م

اضواء وقناديل في ظلام العراق الدامس

اضواء وقناديل في ظلام العراق الدامس

 وصلتني الكثير من الرسائل بعضها يعارض ويصفني بالمبالغة عندما قلت على صفحات الفيس بوك إن العراق يعيش في ظلام دامس منذ فترة ابتدأت بعقد الستينات والسبعينات وربما قبل هذا التحديد ، وتعد فترة ما بعد سقوط بغداد وبداية الاحتلال الاميركي من اسوأ الفترات التي مر بها العراق ومن يقفزعلى هذه الحقيقة فهو أما واهم او منتفع من هذه الفوضى ،  وايضا عندما قلت ان هذه الفوضى وهذه المرحلة القاتمة لا تعني عدم وجود نقاط مضيئة في هذا الظلام الحالك وفي هذه المرحلة بالتحديد التي تركت في نفوس العراقيين اثارا مدمرة ورسمت على قلوبهم صورا يائسة ملونة بالوان الجراحات الكثيرة التي يتحسسونها يوميا وفي كل ناحية ومن كل اتجاه ، ولانتكلم الا بالوقائع ونعطي انموذجين من النماذج المضيئة في ليل العراق المظلم وهذين النموذجين هما : السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” على مستوى المرجعية والقيادة الدينية  ، والسيد علي داوي محافظ ميسان على مستوى المسؤولية الحكومية والاداء المهني .
فالسيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” لم يقف يوما صامتا امام التدهور الحاصل في العراق على مستوى التشريع و الدستور او على مستوى الاداء المتردي  وازاء كل الارهاصات والمضاعفات السلبية على الساحة العراقية بسبب التقاطعات الكثيرة للسياسة الدولية والاقليمية التي يكون حصادها دماء العراقيين وواقعهم ومعيشتهم ، فمن يجرؤ ان يقف امام الاخطبوط الايراني الذي مد اذرعته في الاحشاء العراقية ليعصرها من الاهداف السياسية التي لا تمت الى الدين والانسانية والاخلاق بصلة ، وقد كان سماحة السيد واضحا وصريحا ببيان المعادلة التي آذت العراقيين من الشد والجذب بين اميركا وحلفائها من جهة وايران من جهة اخرى .
 لم يكن الوضع العراقي غائبا عن هذه المرجعية التي حفظت مبادئها على الدوام وقد وجدناه عن قرب وسمعناه في بداية ومستهل الحديث والكلمات التي يستقبل بها السيد الصرخي ” دام ظله ” الزائرين في كربلاء المقدسة منذ مدة طويلة وفي هذه الايام عندما يقف لاستقبال الصغار والكبارمن وفود العشائر والاكاديميين والطلبة وعامة الجمهور بالتواضع المعهود والابتسامة الصادقة والحفاوة التي تبهر الزائر وكرم الضيافة العربية لانه يعلم ان الجمهور يريد من يقترب اليه ليعيش معه همومه ويسمع همساته التي تتحشرج في صدره .
اما محافظ ميسان السيد علي داوي فهو بحق قد عرف قيمة المسؤولية التي تكون على عاتق من يتولى امور عامة الناس ويمتلك سلطة التصرف بالمال العام ومصائر الناس فتراه يخرج في مظاهرة ببغداد ليس لاجل امتيازات تعطى لذوي السلطة كما هو حال غيره وانما لاجل عامة اهل ميسان وقد قال حينها ” قدومنا إلى بغداد اليوم والتظاهر أمام مبنى وزارة المالية جاء بعد أن استنفذنا كافة الوسائل عبر القنوات الرسمية للمطالبة بحقوقنا المشروعة وأضاف داوي : لقد طلبت مقابلة المالكي ثلاث مرات من أجل شرح الإنجازات التي نفذتها المحافظة والصعوبات التي تواجهنا مبينا أن المالكي لم يرد على طلبات مقابلتي سلبا أو أيجابا ” وهذه الاموال والميزانية التي  يتسلمها ويريد ماعداها وليس كمن يعيدها الى الميزانية المركزية لانه لا يجد لها مشاريع في محافظته !! فانها في ميسان تأخذ اثرها وتوضع في مكانها لذلك تجد دائما ما هو جديد ولا ندعي هنا ان ميسان صارت مثل دبي ولكنها افضل من بغداد والبصرة والموصل وغيرها والشواهد تشهد .
لم يرتدي علي داوي بدلة العمل ” الجفت ” لاجل التمثيل كما يصنع فلان وعلان من المحافظين في باقي المحافظات وإنما ارتداها لانه يريد شرفا ويريد منجزا ويريد سمعة ويريد فوزا وليس ذلك عنه بعيد !!
كتب احدهم على الفيس بوك عن السيد علي داوي ” اشباه الرجال يلبسون ملابس نسائية لاغتيالنا ، بينما يرتدي محافظ ميسان بدلة العمل من الصباح الى المساء فيوفر مبلغ شراء القاط والرباط ..