23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

اضواءٌ اخرى على هجمات داعش!

اضواءٌ اخرى على هجمات داعش!

حفِلا اليومان الماضيان بعرض القنوات الفضائية العربية والعراقية بأجراء العديد من المقابلات المتلفزة مع المحللين الأمنيين والسياسيين في العراق , حول تداعيات هجومات داعش المباغتة في مناطقٍ مختلفة من العراق , ولا ريب أنّ كلّ ما ذكروه اولئك المحللون لم يكن صائباً بنسبة 100 % 100 ولم يكن خاطئاً ايضاً بذات النسبة ولا حتى اقلّ منها كذلك .! , وكانت هنالك ثغرات في تلكم الأحاديث او المقابلات , كما لم تكُ التغطية من كلِّ زوايا النظر .

نشير اولاً أنْ لم يكن متوقعاً اصلاً من طاقم عادل المهدي للأخذ بالأعتبار للتقارير الصحفية العالمية حول بلوغ الدواعش للمرحلة الساخنة لمعاودة ممارسة انشطتهم في العراق , ودونما ايّ اشارةٍ لطبيعة التكتيكات والتعبئة والستراتيج الذي سيتّبعوه وفق تلك المعلومات والتقارير , وهذا ما حصل بالفعل من حكومة عبد المهدي والتي كأنها لم تكن على درايةٍ بتطورات الأحداث او لم تكترث لذلك .! , لكنّ اللوم يقع على عاتق وعلى اكتاف القيادات العسكرية والأمنيّة في اتخاذ الأجراءات الأستباقية لمحاولة الحؤول دونما ما حصل .! وكانت هنالك اسباب ومسببات تقف وتجلس وراء وأمام ذلك , بالرغم من التباين والتقارب المتداخل في تلكنّ الأسباب وموجباتها المفترضة .! , وبجانب أنّ تلك القيادات لم تكن بمستوى الحدث وإلاّ لَما حدثَ ما حدث .! , كما أنّ هذه القيادات الأمنية – العسكرية لم تدرك ألأبعاد والمضاعفات المحتملة والمرتقبة لهشاشة الوضع الوزاري او القيادي للدولة بين رئيس وزراءٍ مستقيلٍ او مُقالٍ جماهيرياً , وبين رئيس وزراءٍ يحاولون عرقلة تسنّمه السلطة بشتى المسوغات والمنافع الذاتية والحزبية الضيقة .! ومهما كانت او تكون خلفية الرئيس الجديد .!ي

اختاروا قادة الدواعش التوقيت المناسب للغاية لهجومهم الأول عبرَ اربعة أرتالٍ مسلحة ولا تبعد عن الهدف سوى 24 كيلومتر عن الهدف ! وهي مسافة توصف مجازاً برمشة عين ! او < بشمرة عصا > وفق التعبير الشعبي الدارج .! , وقد انتبهوا الدواعش الى توقيت سحب فوج الطوارئ من جنوب محافظة صلاح الدين قبل يومين ونيف ” من شروعهم بهجومهم الأول ” واستبداله بفوجٍ غير متكامل في العدّة والعدد من الحشد العشائري ” الذي يفتقد للخبرات العسكرية في القتال بجانب النقص في الممارسة والتسليح .

والى ذلك , فقد بوغتت القيادات العسكرية والأمنية بالسرعة الفائقة للهجومات التالية او اللاحقة لداعش وفي امكنةٍ ومناطقٍ ومحافظاتٍ كان من المفترض انها متوقعة مسبقاً وفق حساب الأستخبارات على الأقل .!

ثُمَّ مع تجاوزٍ وغضِّ نظر افتراضيٍ ” وبعينٍ واحدة ! ” على الهجوم الداعشي الأول .! , فلماذا < ومعها الف لماذا ولماذا > لم تقم ولم تتخذ القيادات الأمنية – العسكرية بأجراءات الإحاطة الفورية والتطويق والمحاصرة للمهاجمين الداعشيين عبر الإنزال الفوري للقوات الخاصة وعبر المروحيات العسكرية ” خلف مواقع انطلاق الهجوم الداعشي ” والتي لا تستغرق اكثر من دقيقةٍ الى دقيقتين اذا ما كان تجهيز الهليوكوبترات مهيّئأً وجاهزاً لهكذا تطورات , وهذا ما كان يجري للمقاتلات والسمتيات اثناء الحرب العراقية – الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , ولعلّ بعضَ ذلك او اكثر الى اضطرار ” اللواء الثاني لفرقة العباس البطلة العائدة للحشد الشعبي ” للإستعانة بمدفعية اللواء الثالث من هذه الفرقة للرّد على الهجوم الداعشي الجديد غرب محافظة كربلاء , بينما كان ذلك الهجوم بسمة او صفة ” اضرب واهرب ” وفق مصلح حرب العصابات العالمي الشهير , والذي يتطلّب السرعة الفورية لمطاردة العدو وليس بقصفه بالمدفعية وما تتطلبه من تسجيل الأحداثيات واتنظار ما يسجله ضابط الرصد .!

بعيداً جداً عن هذه الجزئيات وجزيئاتها المختارة بعشوائيةٍ منتخبة .! , فمن شديد الوضوح اننا دخلنا مرحلةً او جبهةً ساخنةً جديدةً ” لم تبدأ حيوياً بعد ! ” , ولا نستطيع تأمين مستلزماتها المالية واللوجستية ! فضلاً عن المتطلبات الجماهيرية الأخرى العجلى .!