17 نوفمبر، 2024 7:48 ص
Search
Close this search box.

اضواءٌ أخرياتٌ على الإتفاقية السعودية – الإيرانية !

اضواءٌ أخرياتٌ على الإتفاقية السعودية – الإيرانية !

 الإعتبارات السيكولوجية – السياسية وحتى العاطفية دفعتْ بشدةٍ ما للترحيب بتوقيع الإتفاق بين طهران والرياض , على صعيدِ بعض مواقفٍ لدولٍ عدة عربية وغير عربية ولا سيما الخليجية , وايضاً على صعيد الكتابات الصحفية المتعددة في هذا الشأن , وبعد ساعاتٍ من الإعلان عن توقيع هذه الأتفاقية < ولا نعفي أنفسنا من ذلك او من سرعة الإندفاع في ذلك > , بالرغم من أنّ معظم ما تعرّضنا له كان يتعلّق بالدَور الصيني في التوصّل وبلوغ هذه المرحلة الحساسة بين السعودية وايران وحقنها بمهدّئات ومسكّنات المستلزمات المدروسة وإيصالها او دفعها الى مرحلة متقدمة سيبدأ تنفيذ اولى طلائعها بعد شهرين .! وربما تغدو قابلة للتمديد وفق الأجواء وحتى الأهواء السياسية .

   ما أن مرَّ يومان او ثلاث على توقيع الإتفاقية المذكورة , وانسحبت الكاميرات والأضواء الكاشفة التي غطّت هذه المفاجأة المفاجئة , وتلاشت العوامل النفسية والعاطفية التي فرضها احتفال  بكّين بحضور رئيسي الأجهزة الأمنية في طهران والرياض , حتى بدأت الدوائر السياسية والدبلوماسية ومعها الصحافة العالمية والعربية بإعادة قراءة أبعاد وجوانب هذه الأتفاقية بإمعانٍ وتركيزٍ حتى على مستوى المفردات والكلمات التي رافقت ما جرى الإعلان عنه ” فقط ” عن التفاصيل الموجزة او المختزلة عن هذا الأتّفاق – الشّاق .

ولعلّ اوّل من افصح عن هذا الإستقراء وبواطنه هو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حيث صرّح وكشف يوم امس بقوله أنّ إتفاق بلاده مع ايران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 2016 , فلا يعني التوصل الى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين < وهل يمكن الإفتراض بحلّ نصفها او ثلثها .! وما هي الأجزاء غير القابلة للحل .!؟ >

ايضاً وبموازاة ذلك فقد شكّكت وسائل إعلامٍ امريكية في التزام ايران ببند احترام السيادة وعدم التدخّل بما تمّ الإتفاق عليه .

” القاسم المشترك الأعظم ” لكلِّ ما لم يُقال او لم يجرِ ذكره عمداً في الإعلام , وهو ما يكاد مطبوعاً ومتجذراً في رؤى الرأي العام العربي على الأقلّ , فيتمحور ويتجسّم في مسألة الحوثيين وقصفهم للمنشآت والمطارات والقواعد السعودية بين أحايينٍ وأخريات , وقد تتخللها مصادفةً ” بما يسمى بإستراحة المحارب ” , لكنه بالأحرى ووفق متطلبات التكتيك الدبلوماسي وما قد يفرضه آنيّاً لوقفٍ مؤقت لوقف اطلاق النار او هدنة قابلة للتخلّي عنها او تجاوزها في ايّ ظرفٍ ما .! وغير محسوب , فهذه ورقةٌ رابحة بيد طهران على المديات المتوسطة والبعيدة , ولها ما لها من علائقٍ ستراتيجية شبه خفيّة بالأيديولوجيا وتبعاتها السيكولوجية وحتى الفقهية .! , علماً وبما لا يتطلّب الإشارة عليه من ايّ مسافةٍ , فإنّ الولايات المتحدة هي المستفيدة الأولى في قصف الحوثيين للقواعد السعودية , حيث يشكّل القصف الحوثي متنفّساً ومورداً مالياً باذخاً لمصانع الأسلحة الأمريكية , وخصوصاً لشركات تصنيع صواريخ باتريوت والمضادات الجوية والصاروخية الأخرى , بجانب صواريخ جو – ارض التي تستخدمها المقاتلات السعودية , وبالأسعار التي تفرضها الشركات والكارتلات الأمريكية ومديات علاقاتها الخاصة بإدارة بايدن والبنتاغون وال   CIAوحتى ببعض الكتل البرلمانية في الكونغرس الأمريكي والتي قد تشمل بعض الجمهوريين ايضا .

   بما يرتبط بالحديث عن الإتفاقية الإيرانية – السعودية وأبعادها المفترضة , فتضحى وتمسى مسألة الحوثيين وتسليحهم وتمويلهم لقصف المملكة < وبإفتراضٍ مفترضٍ بزوالها ومسحها > , فإنّ عموم الرأي العام العربي وجماهيره في مختلف بقاع واصقاع الوطن العربي , فإنها مسألة غير قابلةٍ للهضم ولا للمضغ , ولا نقول انها قابلة للإستفراغ السياسي او سواه .! 

أحدث المقالات