مقدمة تعريفية اعترافية ان سفينة تايتانك بحجمها وشكلها في سنة صنعها تعتبر اعجوبة وهذا امر لا يقبل الشك ، ومن مات في كارثتها من مسافرين قدر عددهم بـ (1500) مسافرا تقريبا عدا الناجية الوحيدة صاحبة القصة ، فانهم بشر حدث لهم امر مؤلم ويستحقون المواساة والحزن بعيدا عن تصرفاتهم على السفينة ، خمر ورقص وما الى ذلك ، ولكن هل ان الاهتمام الاعلامي عبر قرن من الزمن استحقاق لهذه السفينة ؟
هي كارثة بلا شك وتستحق خبرا يذاع عبر الاعلام الا ان تصويرها بفلم سينمائي صرف عليه كذا مليون دولار وحقق ارباح كذا مليون دولار ماهي الفائدة العلمية او الثقافية التي جناها المشاهد من الفلم ؟ سفينة كبيرة جرت عليها مشادات غرامية وتحطمت ، ثم ماذا ؟
في الوقت الذي ارى انها لا تستحق هذا الاهتمام السينمائي يظهر لنا خمسة اثرياء بمنتهى الغباء والسذاجة والتبذير ( بطرانين ) يرغبون برؤية حطام سفينة تايتنك بعد ( 111) سنة ، وقد صنعت لهم غواصة تستوعبهم الخمسة وتذكرة كل ثري (250) الف دولار ، الغواصة الامريكية سميت تايتان بحذف حرف الكاف من تايتانك ، وزودت باوكسجين لمدة 96 ساعة علما ان رحلتهم خطط لها ان تستغرق ثمان ساعات ، طول الغواصة تقريبا سبعة امتار ، العمق الذي تصل اليه الغواصة هو (4000) متر اكثر من وجود حطام تايتانك بـ ( 200) مترا .
النتيجة تحطمت وحطمت الامال واضافت خمسة اثرياء الى ضحايا تايتنك ، انها مجرد نزوة ادت الى هلاكهم .
بالرغم من مئات الالاف يغرقون بقوارب الهجرة الى اوربا ولا احد يلتفت اليهم ، بالرغم من الملايين الذي تقتلهم الدول المستبدة في شن حروبها ولا احد يفكر بهم ، بالرغم من المجاعة التي بسببها يموت الافارقة ولا يفكر بهم ملياردير واحد .
وعلى ذكر المليارديرات هؤلاء الذين تصل اموالهم اكثر من موازنة دول نجد دول تتوسل وتعقد المؤتمرات لتحصل على منح او مساعدات او قروض ربوية من صندوق النقد الربوي واخر ما قرات مصر تعقد مؤتمرا لغرض مساعدتها ، وترى الرئيس يتمتع بامكانيات اكثر من اقل ملياردير في العالم وهو عاجز عن توفير مبلغ قرض بسيط يتوسل للحصول عليه من الدول الغنية .
واتذكر العراق عقد له مؤتمر في الكويت ليجمع صدقات مالية قدرت بـ ( 30 ) مليار بينما اموال الملياردير العاشر في العالم ستيف بالمير ثروته 80.7 مليار دولار. هو الرئيس التنفيذي السابق لـ”مايكروسوفت” ويتمتع بقدرة عالية، وقادها من عام 2000 إلى عام 2014. اكثر من ما يريد العراق من صدقات ، والعراق بكل ما يملك من خيرات وثروات يتوسل للحصول على (30 ) مليار دولار .
الا يمكن للمليارديرات ان تكون لهم نزوة في ادارة الدول العابثة بخيراتها او على اقل تقدير تعقد صفقات مع هؤلاء الحكام لكي يستفيدوا ويفيدوا افضل لهؤلاء الحكام من اللهاث خلف القروض والمساعدات ؟