الشعوب الحضارية تعامل أطفالها الوقحين والكذابين بالضرب على مؤخراتهم كدرس في الطاعة والأدب ,أضافة الى تنشيط الدورة الدموية في جسم ذلك الوقح ليرتد ويصبح عاقلا بأعتباره جزء من العائلة التي تمرد عليها وهناك ضرب على المؤخرة كنوع من المجاملة بين الأحبة والأصدقاء وحتى بين الزوج والزوجة والحبيب والحبية ,وهذا الضرب هو من صفة المجاملين وممن يحملون قلوب النساء , لكن الضرب من حديد هو صفة الشجعان سواء في لحظات المواجهة الرهيبة عند قادة الجيش والسياسين وهي صفة يكتسبها الأقوياء في أتخاذ قرار فيه مستقبل شعب وأمة نحو دول معتدية أو فئة فاسدة أو خارجة عن سلطة القانون وهيبة الدولة وهو قرار صائب وشرعي ضد العنف والأرهاب ولصوص الدولة من وزراء وأعضاء برلمان وغالبا مايكون له تأييد شعبي واسع وأحترام لاحدود له لهيبة الدولة وقيادتها الحكيمة وهو صفة الأقوياء.
لقد صدع رؤوسنا العديد من رؤوساء الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الى يومنا هذا ومعهم وزراء في الدفاع والداخلية ووزارات أخرى ذات أهمية بعبارة ( سنضرب من حديد ) ولكننا لم نسمع رنينا ولا شرارة نار من هذا الضرب بل سمعنا وشاهدنا الرشوة والفساد والسرقة والتفجيرات وتلويث الذمة والضمير توهجت عند قادة الأحزاب وبعض رجال الدين بل ووزراء خانوا الأمانة وهربوا لدول كانوا فقراء وعاطلين فيها وفقدنا محافظات بأكملها تسلب من سيطرة الدولة وهي تضرب الدولة نفسها بالحديد والنار وتغتال أبرز رموزها الوطنية ولم نشاهد ضربا قاطعا لهم بسيف من حديد للأسف .
أنا متفائل جدا بنهوض الحشد الشعبي كقوة شعبية تضرب بالحديد كل من سلب أرضا وشاع فسادا ولبس قناع الدين للثرثرة وليس للرجولة في الميدان وكم أزهو حين أشاهد معمما يمسك سلاحا ليدافع عن كرامة شعب وحضارة بلد ضد منظمة داعش الأرهابية ليعيد للعراق هيبته , فالضرب بالحديد يوقف أنقسام العراق الذي يطبل له الحاقدين دولا عريبة وأجنبية من الطامعين وأحزاب عميلة في الداخل والخارج .
أني أتعشم برجولة ونخوة السيد حيدر العبادي في الضرب من حديد للبعض من عشعش وفسد وأجبن وخان وطنيته وواجبه الأخلاقي واشد على يديه في تطهير أجهزة ومرافق الدولة وخاصة الدفاع والداخلية من القادة الكسالى والمترهلين والفضائيين والكذبة وملاحقة الفاسدين والمرتشين ومحاسبة من سلم الموصل لداعش من أوسخ الجبناء الذين لازالوا طليقين ليأخذوا جزائهم العادل مهما كان مركزهم وحتى لو كانوا قادة بحزب الدعوة أو أقرباء لأي مرجعية دينية وملاحقة داعش اينما كانت وتشرذمت بعد تراجعها أمام ضربات الحشد الشعبي البطل وقواتنا المسلحة والشرفاء من ابناء العشائر في ديالى وصلاح
الدين وبيجي وأخيرا الفلوجه التي سيأتي أؤكلها لتحرير الرمادي بالكامل ومن ثم الموصل من الأنجاس الدواعش فبين الضرب من حديد والضرب على المؤخرة يكمن برزخ رهيب بين المجد لبناء الوطن المجيد أوضياع العراق الى الأبد , فلاتجعل الأجيال القادمة والتأريخ يقولان عنكم : أنكم أبناء سوء ولستم أبناء بررة , بل وسنقولها نحن بوجوهكم بشجاعة أن خانتكم الشجاعة ؟!
فأضرب من حديد وضيق النار حولهم وحذار من أطفائها بنداء عاطفي خبيث من هذا وذاك أي كان لتبني وطن جديد اساء اليه من قبلك أشباه الرجال من السياسة والعسكر وبعض رجال الدين المرتشين من صناع الفتن وخدام الدولار والقابعين بعهر في فنادق مشبوهة خارج الوطن ليتلذذوا بنزيف أبنائه, فأضرب بلا رحمة ولاشفقة أيها القائد العبادي , لتستقر أرواح الشهداء وليكتب التأريخ أنك أبنا بار للعراق وشعبه العظيم .